إعلامي صيني يوضح النهج الصيني في العلاقات الدولية وطريقة تعاطيها مع الأزمات الراهنة

تقارير وحوارات

إعلامي وخبير صيني يوضح موقف الصين من الأزمات العالمية ونهجها السياسي وعلاقاتها الدولية

ندى درغام

15 حزيران 2022 00:59

سلط رضوان قاسم المحلل السياسي والخبير في الشؤون الدولية، عبر مساحته في تويتر، الضوء على علاقات الصين مع الولايات المتحدة الأمريكية والتوتر المتصاعد معها على خلفية القضية التايوانية، إضافة إلى رؤية الصين للعلاقة مع روسيا وموقفها من الأزمة الأوكرانية وعلاقتها مع إيران ودول الشرق الأوسط.

حيث استضاف في مساحته الإعلامي الصيني والخبير الدولي زهوا كسوان، الذي تحدث بإسهاب عن وجهة نظر الصين لمجمل القضايا العالمية، وعلاقاتها مع مختلف دول العالم ومنظورها لمستقبل العلاقات الدولية، وموقفها من الأزمات المتصاعدة مؤخرا.

وفي البداية تطرق المحلل رضوان قاسم إلى ما صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض بأن الولايات المتحدة تريد إقامة علاقات وصفقات تجارية مع تايوان، الأمر الذي رد وزير الخارجية الصيني بأن هذه العلاقات يجيب أن تكون مع الصين أو بموافقتها، سائلا ضيفه، إن كان يرى أن هذا التدخل الأمريكي بتايوان هو لإشعال حرب في المنطقة وخاصة بعد الضغوط الأمريكية الكبيرة في بحر الصين ومنطقة المحيط الهادئ بشكل عام.

وأوضح الإعلامي الصيني كسوان، بأن مبدأ الصين الواحدة هو أساس إقامة العلاقات بين الصين ودول العالم ولذلك فمن الضروري على الولايات المتحدة أن لا تتدخل في شؤون تايوان لأنها من الشؤون الداخلية الصينية، وللأسف تستمر الإدارات الأمريكية باستخدام ورقة تايوان للتدخل في الشؤون الصينية الداخلية، ولهذا حثت الخارجية الصينية مرارا واشنطن على الالتزام بمبدأ الصين الواحدة وبنود البيانات المشتركة الثلاثة، والالتزامات السياسية التي قطعتها تجاه الصين بشأن قضية تايوان، مبينا بأنه إذا استمرت الولايات المتحدة وسلطات تايوان في السعي إلى استقلال الجزيرة فلا شك أن الصين ستتخذ التدابير القوية لحماية السيادة الوطنية وسلامة أراضي البلاد، وسيتصاعد التوتر بين بكين وواشنطن.

وأضاف بأنه من المعروف أن هناك حربا تجارية بين الصين والولايات المتحدة منذ ثلاث سنوات، وهذه الحرب ليست لصالح البلدين بل تسبب ضررا لهما، مبينا بأن الولايات المتحدة تعتبر الصين منافسا تجاريا فيما تعتبر الصين أمريكا شريكا تجاريا فالولايات المتحدة هي أكبر دولة متقدمة، والصين هي أكبر دولة نامية، فتحسن العلاقات بينهما هو لصالح جميع دول العالم، ولا يمكن لأحد أن يستفيد من تدهورها.

ولفت رضوان قاسم إلى تهديد الولايات المتحدة مؤخرا بأنها ستدعم تايوان عسكريا وبعد هذا التصريح كان هناك مناورات عسكرية صينية حول تايوان، متسائلا حول إمكانية أن ندخل في حرب مباشرة بين الولايات المتحدة والصين إن قدمت واشنطن معدات عسكرية لتايوان أو زادت من تدخلها العسكري هناك، أم ستقوم الصين بالدخول إلى تايوان وضمها إلى أراضيها؟

وردا على هذا السؤال لفت كسوان إلى أن هناك ممارسات كثيرة للولايات المتحدة باتجاه تايوان خلال السنوات الماضية منها تقديم المساعدات العسكرية، وإذا أقدمت واشنطن وتايوان باتجاه خطوة الانفصال فإن الصين ستتخذ تدابير قوية بالتأكيد لحماية مصالحها الوطنية، فالصين لا تسعى لحرب مع الولايات المتحدة بل تدعو للسلام ليس في المنطقة فقط بل في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن تكون الولايات المتحدة تريد أن تبدأ حربا مع الصين، لكن الصين لا تريد أبدا هذه الحرب، وكل ممارساتها تنطلق من الشرعية بهدف السلام.

وأشار المحلل رضوان إلى أن الولايات المتحدة تشعل الحروب وتعمل على الحروب البديلة، ومؤخرا أطلقت كوريا الشمالية ثمانية صواريخ باتجاه بحر اليابان، اعقبها مناورات عسكرية يابانية كورية جنوبية أمريكية، وتساءل عن إمكانية أن نقول بأن الولايات المتحدة تريد تفجير حرب هناك لإشغال الصين، وخاصة بعد استخدام الصين وروسيا حق النقض الفيتو في مجلس الأمن لمنع إدانة بيونغ يانغ؟

أبدى الإعلامي الصيني عدم اعتقاده بأن الولايات المتحدة تستطيع شن حرب مباشرة مع الصين وروسيا، وأشار إلى وجود علاقات دولية حيث توجد قواعد عسكرية أمريكية في اليابان وكوريا الجنوبية، وهناك علاقات روسية صينية متينة، وقد قال المتحدث باسم الخارجية الصينية بأن العلاقات الروسية الصينية تقوم على التحالف ووحدة المواجهة ومنع الاستهداف من أي طرف ثالث، ولا يوجد سقف لعلاقتهما، فالعلاقة بين الصين وروسيا تشبه التحالف وتقوم على الاحترام المتبادل ومنع التدخل في شؤونهما الداخلية، مشيرا إلى أن الأزمة الأوكرانية بدأت عبر سعي حلف الناتو للتوسع شرقا الأمر الذي فرض تهديدا استراتيجيا على الأمن الروسي، وبعد بدء الأزمة دعت الصين الجانبان لحلها عبر الحوار للتوصل لحلول سياسية، أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد استمرت بتقديم المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا، وتشجيع الدول الأوروبية على فرض العقوبات على روسيا، لكن الحقيقة أن الدول الأوروبية تعتمد على الطاقة الروسية بشكل كبير جدا، فالعقوبات ليست لصالح روسيا ولا الأوروبيين، ومن هنا فإن الولايات المتحدة ه أكبر مستفيد من هذه الأزمة، ومن هنا يأتي اختلاف المفاهيم بين الصين والولايات المتحدة.

وتساءل رضوان عن إمكانية أن تسعى الولايات المتحدة إلى القيام بأزمة شبيهة بالأزمة الأوكرانية بين كوريا الشمالية والجنوبية؟

وأجاب هوكسان بأن الولايات المتحدة يمكن أن تمارس ذات السياسة في أوكرانيا في أماكن أخرى، كما فعلت ذلك في أفغانستان وسورية والعراق خلال السنوات العشرين الماضية حيث تستمر الولايات المتحدة بالتدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى وقد زرت العديد من هذه الدول ورأيت انتقاد الشعبين السوري والعراقي على سبيل المثال لتصرفات الولايات المتحدة وتدخلها.

وعن الملف الأوكراني لفت الخبير رضوان قاسم، إلى ما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه سيرسل صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا لمواجهة روسيا، فيما رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه هذا العمل إن حصل سيؤدي إلى تصعيد أكبر لهذه الحرب، وسأل ضيفه إن كان من الممكن أن نرى في مقابل التصعيد الأمريكي مساعدة صينية عسكرية لروسيا، وخاصة بعد إعلان الأمريكيين صراحة بأن الخطر الأكبر عليهم هو الصين وبعد الانتهاء من روسيا سنتوجه للصين لأنها العدو الأساسي؟

وأوضح الخبير الدولي زهوا كسوان بأنه لا يعتقد بأن الصين ستساعد روسيا عسكريا، لأن الصين لا تتدخل بالشؤون الداخلية الأخرى وتدعو دائما لحل الأزمة من خلال الحوار والسياسة والديبلوماسية، ورغم قوة العلاقة بين الصين وروسيا إلا أن الصين لن تقدم الأسلحة إلى روسيا مثلما تفعل الولايات المتحدة مع أوكرانيا، لأنها إن فعلت ذلك فهي إذا تشجع هذه الأزمة، فاستمرار بايدن بتقديم الأسلحة إلى أوكرانيا يعني استمرار الحرب، وكما نعلم فقد جرت مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا لحل الأزمة وسرى اعتقاد بقرب التوصل إلى اتفاق، ولكن الولايات المتحدة بدأت بإرسال إشارات إيجابية عبر زيادة المساعدات وتشجيع الأوروبيين على فرض العقوبات وإرسال السلاح وهكذا دخلت الأزمة دورة جديدة وبدأت تداعياتها السلبية تصيب جميع دول العالم.

وعن الشق الاقتصادي سأل المحلل رضوان ضيفه، بأن الولايات المتحدة وحلف الناتو يحاولون محاصرة روسيا وفرض عقوبات عليها وهي أكبر عقوبات فرضت على دولة في التاريخ بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلا أن الاتحاد الأوروبي في حالة أزمة وهو لديه علاقات اقتصادية كبيرة جدا مع الصين، وفي المقابل هناك علاقات اقتصادية روسية صينية قوية جدا فهل ستدعم الصين روسيا اقتصاديا في هذا المجال رغم أن هذا الدعم سيهدد المصالح الأوروبية وكيف سيكون موقف الصين الاقتصادي في هذا الموضوع وخاصة ونحن أمام أزمة عالمية كبرى في مجال الحبوب والمواد الغذائية والغاز والنفط، بعد محاولة الصين شراء كميات كبيرة من المواد التي كانت تبيعه روسيا لأوروبا وكيف ستعدل الصين ما بين الاتحاد الأوروبي وروسيا؟

وأجاب هوكسان بأن الصين هي أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي ولديها مشروع طموح وخاصة بعد إبرام مبادرة الحزام والطريق عام 2003 والتي تهدف لربط الصين بأوروبا وبالقارة الإفريقية، فالصين طالبت الاتحاد الأوروبي بالنظر لها بشكل مستقل دون أن تربطها باي مشكلة أو أزمة عالمية، وأن تتبنى وجهة نظر الصين الخاصة بعيدا عن محاولات بعض الدول كالولايات المتحدة برسم صورة خاطئة عن الصين، فالاتحاد الأوروبي بحاجة إلى الصين والاستثمارات الصينية، وبحاجة لتعميق العلاقات التجارية معها للخروج من أزمة الركود الحالية والتضخم التي تواجه أوروبا بهذه الفترة، وبالعودة للعلاقات بين روسيا والصين فإنها كلاهما من الدول المهمة في حفظ السلام والتنمية في العالم، والصين تدعو لتنمية العلاقات مع الجميع ولذلك يقوم الرئيس الصيني بالاتصال بالعديد من الزعماء الأوروبيين لتخفيف التوتر بين جانبي الصراع، فالأزمة التي استمرت لأكثر من 100 يوم أثرت على العديد من الدول بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، فمجمل القول بأن تخفيف الأزمة لصالح جميع الأطراف.

وفي سياق آخر قال المحلل رضوان بأن الصين متقدمة جدا في القارة الإفريقية ومؤخرا دخلت الولايات المتحدة على الخط وايضا دخل الاتحاد الأوروبي على الخط وخاصة في مجال الطاقة ومؤخرا ذهب المستشار الألماني إلى السنغال لإيجاد بديل عن الغاز الروسي فهل سيكون هناك صراع اقتصادي بين روسيا والصين من جهة وبين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى في إفريقيا؟

وعن هذا الموضوع بين هوكسان بأنه لا يعتقد حدوث صراع، لأن الصين عملت على مساعدة الدول الإفريقية على تحسين البنية التحتية وبناء السكك الحديدية والمرافئ والمطارات، فالصين لا تساعد على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع هذه الدول فحسب وإنما تساعدهم على تحقيق التنمية المستدامة بأنفسهم وهذا يثبت قيمة الصين بإفريقيا، ولكن ماذا فعلت الدول الأوروبية هناك حيث تسعى دائما وراء النفط والغاز والموارد الطبيعية فيما الصين لا تسعى لاستغلال الموارد الطبيعية والبشرية بل تتعاون مع هذه الدول على أساس الاحترام المتبادل وتحقيق الفوز المشترك.

وفيما يخص العلاقات بين الصين وإيران لفت رضوان إلى زيارة الرئيس الإيراني لبكين وتوقيع اتفاقات كبيرة وطويلة الأمد، وسأل أنه في ظل الذهاب لاحتمال عدم التوصل لاتفاق لإحياء الاتفاق النووي، هل ستفعل الصين الاتفاقيات وستخرق الحصار المفروض على إيران أم أن الأمر سيبقى على ما هو عليه؟

وبين الإعلامي الصيني هوكسان بأنه قد تم توقيع اتفاقية تعاون تجاري واستراتيجي لمدة 25 عاما بين الصين وإيران العام الماضي، وهذه الاتفاقية مهمة جدا لكلا الجانبين حيث ستواصل الصين استثماراتها في مرافق الطاقة والبنية التحتية لمساعدة طهران على تعزيز القوة الوطنية الشاملة، وثانيا سيتم استخدام العملة الصينية اليوان بدل الدولار في المعاملات التجارية والنفطية، وهذه إشارة مهمة جدا في السوق النفطية العالمية، وسيتم دعم الصواريخ التكتيكية التي تستخدمها إيران عبر نظام تحديد المواقع الصيني، فالتعاون بين الصين وإيران هو لتحقيق التنمية المتبادلة والفوز المشترك بين البلدين ولا يستهدف أي طرف آخر.

وسأل رضوان عن علاقات دول الخليج مع الصين وخاصة بعد الموقف الجديد لقادة دول الخليج حول ضرورة التوجه شرقا لأن السياسة الاقتصادية الدائمة لهم كانت مع الولايات المتحدة، واليوم تغير الموقف بعد إعلان السعودية رغم نفيها اللاحق عزمها بيع النفط باليوان، وهذا أزعج الولايات المتحدة، فهل سنرى تنامي الاقتصاد الخليجي مع الصين أم أن الضغوط الأمريكية ستحول دون ذلك؟

اعتبر هوكسان بأن العلاقة بين الصين ودول الخليج مهمة جدا، فالسعودية والإمارات والكويت مثلا هي دول نفطية وتملك موارد طبيعية مهمة ويمكن أن تقدم إمدادات طاقة صرفة للصين، فالسعودية هي أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط، والإمارات هي الثانية، والصين تولي اهتماما كبيرا للعلاقات مع هذه الدول وستشهد علاقات الصين مع الدول العربية تطورا ملحوظا وسريعا في الفترة المقبلة، وقد تم تشكيل علاقات قوية بين الصين وكل من الإمارات والسعودية خلال السنوات الماضية، وهناك مساهمات واضحة للصين في تعزيز البنية التحتية لهذه الدول، لأن كثيرا منها ضمن مشاريع مبادرة حزام وطريق.

وعن الدور السياسي الصيني حول العالم عموما وحول المنطقة العربية وفلسطين خصوصا تساءل المحلل السياسي رضوان قاسم بأن العلاقات الإسرائيلية الصينية علاقات قوية جدا ومشكلة فلسطين مشكلة قوية فلماذا لا تقوم الصين بعمل دبلوماسي سياسي وأن يكون لها دور سياسي رغم أنها دولة مهمة في العالم وعضو في مجلس الأمن الدولي، فلماذا لا تلعب الصين دورا سياسيا في العالم وما هو موقفها مما يحدث في فلسطين المحتلة وخاصة بسبب علاقاتها الجيدة مع إسرائيل ولماذا لا نرى بعض الضغوط الصينية على إسرائيل ولماذا لا تلعب الصين دورا مهما في عملية السلام في الشرق الأوسط.

وأوضح هوكسان بأن الصين تبني سياستها مع الدول على أساس التنمية السلمية، ولا تريد أن تتدخل في الشؤون الخارجية بشكل قوي كالولايات المتحدة التي تعتبر نفسها شرطي للعالم، لكن الصن لا تريد أن تفعل ذلك، بل تريد تبني علاقات تجارية جديدة مع جميع دول العالم، أما موقف الصين تجاه القضية الفلسطينية فهو واقعي جدا منذ سنين طويلة، فهي تدعم حل الدولتين وتدعم وجود دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وهذا موقف ثابت، كما تواصل الصين تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين لإعادة الإعمار، فالصين تدعو إلى السلام وإلى تعاون جميع دول العالم مع بعضها وليس كدور الولايات المتحدة كشرطي للعالم، وتتدخل في الشؤون الداخلية للدول وهذا اختلاف جوهري بين الدولتين.

وشملت المساحة مجموعة من التساؤلات التي وجهها المتابعون للضيف الصيني، كان منها سؤال حول عدم رؤية الشركات الصينية تعمل في لبنان، رغم أنها تعمل بأريحية في شرق آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، وهل السبب هو الولايات المتحدة أم أن السياسيين اللبنانيين يمنعون ذلك أم أن السوق اللبنانية لا ترضي الشركات الصينية؟

وأجاب هوكسان بأن الصين ترغب في تطوير العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية ومنها لبنان، فالوضع داخل لبنان ليس مستقرا وهذا يعتبر مصدر قلق للشركات الصينية، ولكن إذا تحسن الوضع الأمني والسياسي في لبنان فسترغب الشركات الصينية في توسيع هذه السوق وسيكون هناك أفق مشرق مستقبلا.

وتطرق أحد المتابعين إلى مسألة الإساءة للنبي محمد من قبل أحد المسؤولين في الهند مؤكدا وجود دراسات تؤكد أنه في العام 2049 ستكون الصين في المرتبة الأولى وبعدها الهند، وستكون هناك تغييرات شاملة في قارة آسيا، ولذلك الولايات المتحدة تستخدم المسألة الإسلامية لضرب أي تقدمات اقتصادية أو تحالفات عسكرية ، قد تؤدي لضرب الوجود الأمريكي في المنطقة، كما استخدموا سابقا قضية الإيغور، ففي الصين توجد عشر قوميات مسلمة وليس فقط الإيغور، وبالتالي أمريكا تستطيع استخدام الإسلام بطريقة ذكية جدا كما فعلت بحربها ضد الاتحاد السوفييتي، ولعرقلة نوايا الصين في المنطقة كطريق الحرير والتي ستلعب دورا في إنهاء الهيمنة الأمريكية، لذلك ستلعب الولايات المتحدة ورقة الإسلام وسيقولون أن الهند مثلا تسب الرسول محمد والصين تقتل الإيغور المسلمين وميانمار تقتلهم أيضا، من أجل ان يستغلوا بعض الناس عاطفيا لإثارة الفتنة.

وردا على سؤال حول تناول الإعلام الصيني للقضية اليمنية من الإعلام الغربي، وليس من الواقع، أوضح هوكسان بأن الإعلام الصيني الرسمي دائما يقف موقفا محايدا وليس مثل الإعلام الغربي، كما يتكلم عن الحقائق ولا يؤيد الحكومة أو المعارضة بل الحقيقة فقط.