علوم

كوكب الأرض يصل إلى أبعد نقطة عن الشمس

4 تموز 2022 18:07

نعم، وصل كوكبنا اليوم إلى أبعد نقطة له عن الشمس، لكن هذا لا يعني أن الشهرين المقبلين سيكونان باردين حتى تسارع – عزيزي القارئ - إلى تخزين أدوية الإنفلونزا.

ستبعد الأرض اليوم عن الشمس بمسافة 152.1 مليون كيلومتر، بعد أن وصلت إلى ذروة المسافة في الساعة 3 صباحاً بالتوقيت الشرقي (6 صباحاً بالتوقيت العالمي المنسق)، وتسمى هذه المسافة بـ "الأوج الشمسي". هذا يعني أنها ستبعد بنسبة 1.67% عن متوسط المسافة بين الأرض والشمس، وهي المسافة المعروفة باسم الوحدة الفلكية أو اختصاراً AU، وتبلغ 149.6 مليون كيلومتر.

وتقترب الأرض كل عام من نقطة "الحضيض الشمسي" (وهو أقرب مسافة من الشمس) في شهر كانون الثاني (يناير)، وتبلغ البعد الأقصى في شهر تموز (يوليو). وهذا لا يعني أن الأرض ستكون في أبرد حالاتها وأن عليك تخزين أدوية الزكام والإنفلونزا، على الرغم من ثرثرة بعضهم حين يتحدثون عن "ظاهرة الأوج الشمسي".

ففي كل عام، ينشر أنصار "ظاهرة الأوج الشمسي" منشورات حول تعرض كوكبنا لمناخ بارد بشكل غير عادي بين شهري حزيران (يونيو) وآب (أغسطس)، وأنه هذا سيزيد من نزلات البرد والإنفلونزا، ما يعني أن على الجميع ارتداء ملابس دافئة وتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية لتعزيز مناعتهم. وبمعزل عن الأدلة الدامغة على أن الفيتامينات والمكملات الغذائية لا تقدم شيئاً يذكر للإنسان الطبيعي، لعلك ظننت أن مزيداً من الناس قد يلاحظون أن نصف الكرة الشمالي يصبح على مدى شهرين كل عام كأنه مشهد من مشاهد فيلم The Day After Tomorrow.

ولو كان مدار الأرض حول الشمس دائرياً تماماً، فستكون المسافة بيننا وبين الشمس ثابتة، لكن مساره بيضاوي الشكل، وبالتالي فإن المسافة تختلف على مدار العام. مع ذلك، لا تختلف الطاقة التي نحصل عليها من الشمس كثيراً لأن المسافة في كل انحناءة تختلف بنحو 2% فقط – أي نحو 4.8 مليون كيلومتر - عن المسافة المعتادة لكوكبنا.

وأوضح ذلك البروفيسور جورج ليبو من وكالة ناسا في عام 2001، حين قال: "تتشكل أنماط المناخ الموسمية بشكل أساسي من خلال ميلان محور دوران كوكبنا بمقدار 23.5 درجة، وليس من خلال الانحراف الطفيف لمدار الأرض". لهذا يكون شهر تموز (يوليو) أكثر الشهور سخونة في نصف الكرة الشمالي على الرغم من المسافة، وليس أبردها.

كما يضم نصف الكرة الأرضية الشمالي مساحات كبيرة من اليابسة وعدداً أقل من المسطحات المائية مقارنة بنصف الكرة الجنوبي، لذلك فهو يشهد فصول صيف أكثر حرارة وفصول شتاء أكثر برودة. كيف؟ لأن الأرض غير متوازنة بشكل أساسي. فخلال فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي، يميل القطب الشمالي نحو الشمس، ما يعني أن الشمس تسطع بشكل مباشر تقريباً على مساحات كبيرة من اليابسة، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارته بسهولة ويرفع درجة حرارة قارات بأكملها.

وأوضحت ناسا: "إن القارات الشمالية التي يلفحها الأوج الشمسي ترفع متوسط درجة حرارة الكرة الأرضية بأكملها. وبعد ستة أشهر، أي في كانون الثاني (يناير)، ينعكس الوضع حيث يميل محور كوكبنا لجعل نصف الكرة الأرضية الذي يهيمن عليه الماء مسلطاً نحو الشمس".

لذلك لا داعي لإخراج كنزات الصوف، بل إنك ستحتاج إلى واقي شمسي، خاصة إذا كان عملك في العراء.

ترجمة: علاء العطار (بتصرف)

iflscience