أخبار لبنان

مفاوضات ترسيم الحدود تدخل مرحلة جدية بعد حركة المسيرات

8 تموز 2022 08:40

دخلت مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع الاحتلال الإسرائيلي مرحلة جديّة، إذ إن إرسال المقاومة للمسيّرات أدى إلى تحريك الجمود الذي أحاط بالملف والضغط على الجانبين الأمريكي والصهيوني لالتزام "الخطوط الحمر" في ما يتعلق باستكمال العمل في حقل "كاريش" وتجاهل الحق اللبناني في المنطقة المتنازع عليها.

وترددت معلومات عن أن الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتين سيزور الأراضي المحتلة الأسبوع المقبل. في الأثناء، أفادت صحيفة "الجمهورية"، نقلاً عن مصادر مطلعة على مضمون الاتصالات التي حصلت في الساعات القليلة الماضية، بأنّ محاولات ترميم انتكاسة ما بعد المُسيّرات على مستوى الموقف الرسمي نجحت بعد اجتماعات رفيعة المستوى دامت ساعات، نوقش خلالها كل موقف اتخذ على الصعيد الداخلي وخصوصاً بيان ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب لتصبّ في الختام في إطار اعتبارها مناورات جائزة، كل من موقعه، على أن تعد جميعها تصبّ في مصلحة التفاوض وتحسين الشروط، فميقاتي أراد لَمّ الربط مع الأمريكيين وترك القنوات مفتوحة، و"حزب الله" أوصلَ رسالة من موقع قوة لا علاقة لها بالترسيم بل باستخراج النفط من حقل "كاريش" قبل الاتفاق مع لبنان على ترسيم الحدود، ورئيس الجمهورية ترك لنفسه الكلمة الأخيرة... والنتيجة أنّ الموقف الموحد بدأ العودة وسيترجم في الأيام المقبلة في استئناف التفاوض الرسمي مع الوسيط الأمريكي بلغة واحدة.

وقالت جريدة "الأخبار": منذ إطلاق المسيرات، لم تتوقف الاتصالات الأمريكية مع القوى السياسية اللبنانية المعنية بالملف للتأكيد على أن "واشنطن وتل أبيب لا تريدان التصعيد وأنهما ملتزمتان المسار التفاوضي"، كما أكد أكثر من مرجع لبناني "وجود تقدّم على هذا الصعيد"، آخره ما قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أول من أمس، إن "مسألة ترسيم الحدود البحرية ستنتهي قريباً، وإن الحل سيكون لمصلحة لبنان"، وإن "لبنان أصبحَ على مشارف التفاهم مع الأمريكيين الذين يتولون الوساطة". هذه الإيجابية التي تحدّث بها عون، تُعيدها مصادر مطلعة إلى "رسالة أمريكية جديدة وصلت إلى الجهات المعنية في لبنان تنقل بأن الولايات المتحدة ستحاول إقناع تل أبيب بالقبول بأن يكون حقل قانا من حصة لبنان من دون أن تطالب بتعويض". إذ إن الجواب الأمريكي الذي حملته السفيرة الأمريكية دوروثي شيا قبل أيام، نقلاً عن الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتين، أشار إلى أن إسرائيل لا تُمانع أن يكون الحقل من حصة لبنان، لكن لديها ملاحظات بحاجة إلى مزيد من التفاوض، وهي كانت تطرح أن يُصار إلى تلزيم الحقل لشركة معينة، على أن تقوم الشركة بدفع مقابل مالي للكيان الصهيوني حسب حصتها في الحقل.

وأضافت: "هوكشتين الذي لم يُكن يُخطّط للعودة إلى المنطقة لاستكمال الوساطة (لانشغاله بملفات الطاقة في دول أخرى بتكليف من الرئيس الأمريكي جو بايدن) مفضلاً تولّي السفيرة الأمريكية في بيروت نقل الرسائل بالنيابة عنه إلى المسؤولين اللبنانيين، عاد وعدّل في جدول أعماله.

إذ نقلت "هيئة البث الإسرائيلية" أول من أمس أن هوكشتين سيعود إلى المنطقة من ضمن فريق الرئيس الأمريكي جو بايدن، وسيقوم بشكل مستقل عنه، بلقاءات في تل أبيب مع وزيرة الطاقة ألين الحرار ومسؤولين في الوفد الإسرائيلي المفاوض، للبحث معهم حول التطورات التي في حوزته". وبدا واضحاً أمس، أن ثمة حركة دبلوماسية دولية أدت إلى تهدئة الأجواء بين بيروت وتل أبيب بما يخدم الوساطة الأمريكية.

ونقلت الصحيفة عن وسائل إعلام عبرية أن الوسيط الأمريكي سينقل إلى الاحتلال المستجدات على صعيد المواقف اللبنانية في هذا الشأن. ووفقاً لتقديرات الاحتلال، فإن "المسؤولين في لبنان معنيون بالمضيّ قدماً في المفاوضات والتوصل إلى اتفاق". ويرى مسؤولو الاحتلال أن "هناك فرصة حالياً، في ظل نشاط الوسيط الأمريكي للتوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود، على الرغم من وجود خلافات بين الطرفين يمكن حلّها. وفي هذا الإطار، لمح تقرير في قناة "كان" العبرية إلى إمكانية أن "تدفع أنشطة حزب الله والمخاوف من التصعيد، إلى تنشيط المفاوضات في محاولة للتوصل إلى اتفاق سريع".

وبحسب صحيفة "الجمهورية"، أكّد وزير الدفاع لدى الاحتلال الصهيوني بيني غانتس أمس أنّ "الطائرات المسيرة التي أطلقها "حزب الله" في اتجاه منصة غاز كاريش الأسبوع الماضي كانت طائرات إيرانية الصنع". وأضاف: "حزب الله" استخدم المسيرات المصنوعة في إيران في عمليته ضد كاريش، ويجب القول إنه يقوم بمهمات لصالح إيران".

ولفت غانتس إلى أنَّ "سلاح هذا الحزب هو عبارة عن أسلحة صُنعت في إيران سواء تم تصنيعها هناك أو عبر المعرفة التي حصلوا عليها". وحذّر "من أنَّ الكيان الصهيوني سيستمر في العمل "حيثما كان ذلك ضرورياً".

ونقلت "الجمهورية" عن قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي اللواء أمير برعام قوله خلال حديث مع مستوطني الحدود الشمالية في المطلة: "إنّ هضبة الجولان هي مثل المغناطيس، الذي يجذب إليه أموراً كثيرة من طهران مروراً بالعراق، وحتى منطقة حرمون. وبهذا نحن منشغلون يومياً في الجبهة الشمالية - الشرقية للقيادة".

وأضاف برعام وفق ما نقل عنه موقع "إسرائيل هيوم": "إنّ الجيش السوري لا يشكل تهديداً علينا، في المقابل، "حزب الله" يشغلنا كل الوقت". ولفت إلى أن "من يعيش في الشرق الأوسط عليه أن يعرف كيف يستعد للحرب، ونسبة حصول ذلك من صفر إلى مئة".

كما نشر الموقع نفسه تقريراً تناولَ فيه ما سمّاه "اعتراض الجيش الإسرائيلي" لطائرة إضافية لحزب الله، قائلاً: "إنّ منظومات الكشف التابعة للجيش الإسرائيلي شخّصت الأسبوع الماضي طائرة غير مأهولة في طريقها من لبنان في اتجاه المياه الاقتصادية".

وأضاف "إنّ قوات الجيش الإسرائيلي أسقطت الطائرة في مسافة بعيدة عن الحدود البحرية ولم تشكّل أي تهديد أو خطر"، مشيراً إلى أنّ "الطائرة تابعة لحزب الله وأُسقطت في المجال البحري اللبناني".

ونقل الموقع عن "مصادر أمنية في الشمال" إنها "لا تتوقع تسخين الحدود الشمالية في المدى الفوري"، معتبرة أنّ "سكان الحدود الشمالية أصبحوا معتادين على سماع طنين الطائرات من دون طيار مرات عدة في الأسبوع".

الجمهورية + الأخبار