علوم

فريق طبي يرجح مرور فيروس كوفيد 19 بأنفاق نانوية لدخول الدماغ

21 تموز 2022 13:15

لا ينحصر تأثير مرض كوفيد -19 برئتيك فحسب، بل له آثار في الجهاز العصبي كذلك. لكن لم يجد العلماء تفسيراً لطريقة انتقال فيروس كوفيد 19 إلى الدماغ. لذا أشار فريق من معهد باستير [Institut Pasteur] إلى أن الفيروس قد ينتقل عبر الأنفاق النانوية ويصيب الخلايا العصبية في الدماغ بالعدوى.

وظيفة الأنفاق النانوية

يصيب فيروس كوفيد 19 الخلايا باستهداف مستقبلات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (أنزيم ACE2 اختصاراً)، لكن الدراسات السابقة أظهرت أن رصده في الدماغ يكاد يكون مستحيلاً. لذا لا تزال مسألة "انتقال الفيروس إلى الدماغ" موضع تساؤل. وأفاد موقع ساينس أدفانسيس Science Advances بأن الفيروس بإمكانه المرور عبر الأنفاق النانوية، وهي القنوات بين الخلوية التي يمكنها توصيل الخلايا البعيدة وتشكل طريقاً بينها.

وتسمح هذه الأنفاق النانوية بمشاركة المعلومات الجزيئية بين الخلايا، ولكن حتى العضيات باستطاعتها أن تمر عبرها أحياناً.. والفيروسات كذلك. وهذه هي المرة الأولى التي يشار فيها إلى أن بإمكان فيروس كوفيد 19 أن ينتقل عبر هذه الأنفاق ليصيب الخلايا بالعدوى.

الأعراض العصبية المرتبطة بعدوى كوفيد 19

وقالت الدكتورة كيارا زورزولو المشاركة في البحث: "يقدم عملنا شرحاً للأعراض العصبية المتعددة المرتبطة بعدوى فيروس سارس كوف 2 (فيروس كوفيد 19). وكانت مسألة إمكانية انتقال العدوى إلى الخلايا العصبية وطريقة انتقالها أمراً محيراً لأنها لا تملك مستقبلات إنزيم ACE2، وبالتالي لا يمكن أن تصاب بالعدوى بالطريقة التقليدية عند مواجهتها للفيروس. لكننا بينّا أن الخلايا العصبية قد تصاب بالعدوى عند وضعها في مزرعة خلايا مصابة تسمح للعدوى الفيروسية بالانتقال".

والنموذج المبني في هذه التجربة قاصر، فهو مصنوع من مزيج من خلايا كلوية لقرد أخضر أفريقي مصابة بالفيروس، والتي تمثل الخلايا الظهارية التي تسمح لفيروس كوفيد 19 بالدخول بسهولة. ويحتوي أيضاً على خلايا عصبية بشرية مستنسخة لن تسمح للفيروس بالدخول إن كان لا يستطيع الانتقال إلا عبر مستقبلات ACE2.

طريقة انتقال فيروس كوفيد 19 إلى الخلايا العصبية

ورأى الفريق أن فيروس كوفيد 19 ينتقل من ظهارة الأنف المحيطية إلى الخلايا العصبية في البصيلة الشمية، وينتقل من ثمَّ إلى الدماغ. ويخطط الفريق الآن لوضع نموذج أكثر تعقيداً لإثبات ذلك، كما يأمل في أن يؤدي هذا العمل إلى إيجاد علاجات لكل من كوفيد 19 والحالات المرضية اللاحقة للإصابة به.

قالت الدكتورة زورزولو: "نظن أن العثور على جزيئات تعيق تكوين الأنفاق النانوية، والتي تستثار عند الإصابة بالمرض، قد يكون طريقة لوقف تفاقم العديد من الأمراض التي تنتقل بوساطة الأنفاق النانوية، بما في ذلك عدوى سارس كوف 2".

ويخطط الفريق لفحص عينات الأنسجة من المرضى المصابين، علاوة على بناء نموذج أكثر تعقيداً.

iflscience