أفادت وكالة رويترز اليوم السبت بأن المرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني، قد تدخل بشكل حاسم من وراء الكواليس وأرسل رسالة إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أدت إلى وقف القتال في المنطقة الخضراء ببغداد.
وبينت رويترز بأن السيستاني لم يصدر عنه أي تعليق علني بخصوص الاضطرابات التي اندلعت في شوارع العراق، لكن مسؤولين حكوميين ومصادر شيعية مطلعة يقولون إن موقف السيستاني من وراء الكواليس هو وحده الذي نزع فتيل الكارثة.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين عراقيين تأكيدهم بأن السيستاني قد تدخل بشكل حاسم من وراء الكواليس، وسعى مكتب السيستاني إلى أن يوضح للصدر أنه ما لم يوقف عنف أتباعه، فإن السيستاني سوف يندد بالاضطرابات.
وقال مسؤول بالحكومة العراقية للوكالة: "بعث السيستاني برسالة إلى الصدر مفادها أنه إذا لم يوقف العنف فسيضطر السيستاني إلى إصدار بيان يدعو إلى وقف القتال، وهذا من شأنه أن يجعل الصدر يبدو ضعيفا، وكأنه قد تسبب في إراقة الدماء بالعراق".
ولفتت الوكالة إلى أن ثلاث شخصيات مقربة من السيستاني، لم تؤكد أن مكتبه بعث برسالة صريحة إلى الصدر، لكنهم قالوا إنه كان من الواضح للصدر أن السيستاني سيتحدث قريبا ما لم يوقف الصدر الاضطرابات.
ومن جهته أوضح مسؤول موال لإيران في المنطقة إنه لولا مكتب السيستاني لما عقد مقتدى الصدر مؤتمره الصحفي الذي أوقف القتال.
وكانت المنطقة الخضراء في بغداد والتي تضم المقرات الرسمية ومقار السفارات الدولية، قد شهدت اشتباكات عنيفة دامية، بعد أن اقتحمها المئات من أنصار التيار الصدري أواخر الشهر الماضي، إثر إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي، وأدى ذلك لسقوط أكثر من 30 قتيلا، ومئات المصابين.
وفي اليوم التالي خرج زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بمؤتمر صحفي ليعلن تنديده بالثورة الصدرية ويعتبر بأن الثورة التي يشوبها العنف والقتل ليست بثورة، مهددا أنصار التيار الصدري بأنهم إن لم ينسحبوا من الشارع في غضون 60 دقيقة فإنه سيتبرأ منهم، مما أدى إلى انسحاب أنصاره وتوقف مسلسل الدم والعنف وعودة الهدوء إلى المنطقة الخضراء.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يشهد فيه العراق أزمة سياسية حادة، بسبب فشل القوى السياسية العراقية في التوافق على تشكيل الحكومة، رغم المشاورات المستمرة منذ الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، وعدم نجاحها في انتخاب رئيس للجمهورية حتى الآن.
وتبع ذلك خروج أنصار التيار الصدري في مظاهرات واعتصموا أمام مقر البرلمان، احتجاجا على الأوضاع السياسية في العراق، وتعبيرا عن رفضهم ترشيح محمد الشياع السوداني لتولي منصب رئيس الوزراء، الذي كان قد طرحته قوى الإطار التنسيقي العراقي في وقت سابق.
المصدر: وكالة رويترز