استخدام الهواتف المحمولة على متن الطائرة لا يعيق عمل الطائرة

منوعات

السبب الحقيقي لاستخدام وضع الطيران ليس ما تظن

21 أيلول 2022 17:10

يعلم معظمنا التعليمات التي تتلى في الطائرة على الركاب، منها ضبط الأجهزة الإلكترونية على وضع الطيران، لكن هل يتخذ هذا الإجراء كي لا تتسبب هذه الأجهزة بحالة طارئة للطائرة؟ هذا ما يظنه كثيرون، لكن الجواب يعتمد على من يُطرح عليه هذا السؤال.

التكنولوجيا تقدمت تقدماً كبيراً

تعتمد الملاحة الجوية والاتصالات على خدمات الراديو، والتي يجري تنسيقها لتقليل تداخل الإشارات منذ عشرينيات القرن الماضي.

وتعد التكنولوجيا الرقمية المستخدمة حالياً أكثر تقدماً من بعض التقنيات القديمة التي استخدمناها قبل 60 عاماً. وأظهرت الأبحاث أن الأجهزة الإلكترونية الشخصية قد ترسل إشارة ضمن نطاق التردد نفسه التي ترسله أنظمة الاتصالات والملاحة في الطائرة، ما يخلق ما يُعرف باسم التداخل الكهرومغناطيسي.

ولكن خلال دراسة مستقلة، أجرت هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية وشركة بوينغ في عام 1992 تحقيقاً في أثر استخدام الأجهزة الإلكترونية في اعتراض أو التداخل مع إشارات الطائرات ولم تجد أي مشكلة مع الحواسيب أو الأجهزة الإلكترونية الشخصية الأخرى أثناء المراحل غير الحرجة من الرحلة. (تعد مرحلتا الإقلاع والهبوط حرجتين).

وبدأت هيئة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية أيضاً في إنشاء نطاقات تردد محجوزة لاستخدامات مختلفة - مثل الهواتف المحمولة وملاحة الطائرات والاتصالات - حتى لا تتداخل مع بعضها بعضاً.

ووضعت الحكومات في جميع أنحاء العالم الاستراتيجيات والسياسات نفسها لمنع مشاكل التداخل مع الطيران. وسمح الاتحاد الأوروبي بإبقاء لأجهزة الإلكترونية قيد التشغيل منذ عام 2014.

عدد كبير من المسافرين جواً

إذن لماذا واصلت صناعة الطيران في حظر استخدام الهواتف المحمولة بوجود هذه المعايير العالمية المعمول بها؟ تكمن إحدى المشكلات في شيء قد لا تتوقعه - التداخل الأرضي.

ترتبط الشبكات اللاسلكية بسلسلة من الأبراج، وقد تصبح الشبكات مثقلة بالأعباء إذا استخدم كل ركاب الطائرات التي تحلق فوق هذه الشبكات الأرضية هواتفهم. إذ كان عدد الركاب الذين سافروا في عام 2021 أكثر من 2.2 مليار، وهذا نصف ما كان عليه عدد الركاب في عام 2019.

بالطبع، عندما يتعلق الأمر بشبكات الهاتف المحمول، فإن التغيير الأكبر في السنوات الفائتة هو الانتقال إلى معيار جديد، إذ تسببت شبكات الجيل الخامس (5G) اللاسلكية الحالية - المرغوبة لنقل البيانات بسرعة أعلى - في إثارة قلق الكثيرين في صناعة الطيران.

عرض النطاق الترددي للترددات اللاسلكية محدود، لكن ما زلنا نحاول إضافة مزيد من الأجهزة الجديدة إليه. وتشير صناعة الطيران إلى أن طيف النطاق الترددي لشبكة الجيل الخامس (5G) اللاسلكية قريب جداً من طيف النطاق الترددي المحجوز للطيران، ما قد يتسبب في حدوث تداخل مع أنظمة الملاحة بالقرب من المطارات التي تساعد على هبوط الطائرة.

وأعرب مشغلو المطارات في أستراليا والولايات المتحدة عن مخاوف تتعلق بسلامة الطيران مرتبطة بطرح شبكة الجيل الخامس، ومع ذلك يبدو أنها طرحت من دون مشاكل مماثلة في الاتحاد الأوروبي. في كلتا الحالتين، من الحكيم الحد من استخدام الهاتف المحمول على متن الطائرات إلى حين حل المشكلات المتعلقة بشبكة الجيل الخامس.

حالات الهيجان على متن الطائرة

تزود معظم شركات الطيران الآن العملاء بخدمات Wi-Fi مدفوعة أو مجانية. وبإمكان المسافرين نظرياً استخدام هواتفهم المحمولة لإجراء مكالمات فيديو مع الأصدقاء أو العملاء على متن الطائرة باستخدام تقنيات Wi-Fi الجديدة.

ولفتت إحدى مضيفات الطيران إلى أن استخدام الهواتف أثناء الرحلة يضايق طاقم الطائرة، إذ إنهم ينتظرون الركاب حتى يفرغوا من مكالماتهم حتى يسألوهم عما يريدون تناوله أو شربه، وهذا سيستغرق وقتاً طويلاً في طائرة سفر على متنها أكثر من مئتي راكب.

لكن في الوقت الذي يتزايد فيه سلوك الركاب المضطرب، مثل "الهيجان في الجو"، قد يكون استخدام الهاتف أثناء الرحلة أحد المثيرات التي قد تغير تجربة الرحلة بأكملها. إذ تتخذ السلوكيات التخريبية أشكالاً مختلفة، من عدم الامتثال إلى متطلبات السلامة مثل عدم ارتداء أحزمة الأمان، إلى التلاسن مع الركاب الآخرين والطاقم، وصولاً إلى المشاجرات الجسدية مع الركاب والطاقم - التي تُعرف عادةً بـ "الهيجان في الجو".

ختاماً

إن استخدام الهواتف المحمولة على متن الطائرة لا يضعف حالياً من قدرة الطائرة على العمل. لكن طواقم الطائرات لا يحبذون التأخر في تقديم الخدمات لجميع الركاب على متن الطائرة، فأعدادهم كبيرة، وانتظارهم ليفرغوا من اتصالاتهم ستعيق العمل.

صحيفة ذا كونفرزيشن