نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر مطلعة قولها بأن دولة قطر تخوض محادثات متقدمة بشأن التبرع بطائرة للحكومة الأميركية ليتم استخدامها من قبل الرئيس دونالد ترامب، ومع ذلك لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن.
محادثات بين قطر والولايات المتحدة لتقديم طائرة إلى ترامب
وبحسب الصحيفة فقد أكد شخصان على دراية بالمناقشات هذا الأمر، وطلبا عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية الموضوع، وأوضحا بأن المفاوضات لا تزال جارية حول هذا الموضوع بين محامي وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، و وزارة الدفاع القطرية.
ويوم الأحد الماضي أفادت شبكة ABC News بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تستعد لقبول طائرة مقدمة من العائلة المالكة القطرية، وبحسب التقرير الذي أورته الشبكة فإن الطائرة ستكون جاهزة للاستخدام من قبل الرئيس ترامب، كطائرة "إير فورس ون" الجديدة الخاصة بالبيت الأبيض، على أن تظل في الخدمة حتى فترة قريبة من نهاية ولاية ترامب الثانية، وبعد ذلك سيتم نقل الطائرة إلى المؤسسة المسؤولة عن إدارة مكتب ترامب الرئاسي.
كما لفتت الشبكة إلى أن المتحدثين باسم البيت الأبيض والسفارة القطرية في الولايات المتحدة، لم يقوموا بالرد الفوري على طلبات التعليق على حقيقة هذا الأمر وتفاصيله.
الخلاف بين ترامب وشركة بوينغ
ووفقا للتقرير ذاته، فإن هذه الخطوة تأتي في ظل شكاوى ترامب المتكررة منذ مدة طويلة، بشأن حالة الطائرة الحالية "إير فورس ون"، حيث سبق أن انتقد شركة بوينغ بشدة بسبب عقد تصنيع طائرتين جديدتين من ذات الطراز، حيث لفت إلى أنه يشهد تأخيرات كبيرة، وفي تصريحاته السابقة، كشف ترامب بأنه غير سعيد مع بوينغ، وألمح إلى إمكانية البحث عن بدائل أخرى إذا استمر التأخير قائلا: "قد نفعل شيئا آخر، قد نشتري طائرة أو نحصل على طائرة أو شيء ما".
وقد أثار خبراء الأخلاقيات الحكوميين تساؤلات خطيرة ومخاوف حول الهدية المحتملة من الحكومة القطرية، على الرغم من أن الاتفاق لم يتم بعد، مشيرين إلى أنها قد تنتهك بند العطايا الأجنبية في الدستور الأميركي، والذي يحظر على المسؤولين الحكوميين قبول هدايا أو عطايا من حكومات أجنبية دون موافقة الكونغرس.
حيث أكد نورم آيزن، السفير الأميركي السابق والرئيس التنفيذي لصندوق "ديموكراسي ديفندرز"، الذي شغل منصب كبير محامي الأخلاقيات في البيت الأبيض بين عامي 2009 و2011 وأشرف على تطبيق بند العطايا الأجنبية، بأنه كان سيرفض السماح بمثل هذا النقل نظرا للمخاوف الأخلاقية المرتبطة به، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تثير تساؤلات جدية بشأن طبيعة العلاقة بين الرئيس دونالد ترامب والعائلة المالكة القطرية.
وأضاف آيزن: "الأمر واضح للغاية هنا، إنهم يحاولون وضع طائرة تقدر قيمتها بـ400 مليون دولار في يد ترامب لتلبية رغبته"، وشدد على أن هذه الهدية، إذا تم تقديمها بالفعل، ستكون على الأرجح أكبر هدية يقدمها زعيم أجنبي لرئيس أميركي في التاريخ الحديث.