الأخطبوط لديه ذراع مفضلة يستخدمها للإمساك بالفرائس

الاخطبوط ينسق بين ذراعه المفضلة ومجاه البصري للإمساك بالفريسة

يصعب علينا في بعض الأحيان الحفاظ على تناسق الذراعين والساقين. لكن إن نظرنا إلى الأخطبوط لرأينا أنه يستعمل ضعف عدد الأطراف التي لدينا، ولرأينا أن أذرعه تتصرف كما لو كان لدى كل منها عقل مستقل. ,أشار بحث جديد إلى أن الأخطبوط لديه ذراع مفضلة يستعملها للإمساك بفرائسه، وبهذا يبسط مهمة التحكم بأذرعه.

كيف يستخدم الأخطبوط ذراعه المفضلة

واختبر الباحثون استجابة الأخطبوط لسرطان البحر والروبيان التي يسقطونها في حوض الأخطبوط، فلاحظوا أن الأخطبوطات كانت تختبئ داخل أوكارها فاتحة عيناً واحدة للمراقبة. وكشفت مئات مقاطع الفيديو كيف أن الأخطبوط يستخدم باستمرار الذراع الثانية من جهة الوسط، على جانب عينه اليقظة، لمحاصرة فرائسه. ويستخدم عند الضرورة الذراعين المجاورين لها أيضاً.

وكتب الباحثون في ورقتهم: "على الرغم من أن الأذرع الثمانية تتشابه من حيث التشريح الإجمالي وتعد متساوية القدرات، فإن استخدام أحد الأذرع للقيام بأفعال محددة قد يعكس تأقلماً تطورياً دقيقاً".

ونظراً لأن السرطانات والروبيان تتحرك بشكل مختلف وبسرعات مختلفة، يستخدم الأخطبوط طرق هجوم مختلفة لكل منهما. إذ يحرك الأخطبوط ذراعه المفضلة بحركة شبيهة بحركة القطط ليمسك – مثلاً - بسرطان البحر، الذي يتحرك بصورة أبطأ بكثير من الروبيان.

أما فيما يخص الإمساك بالروبيان الأسرع والأكثر مراوغة، يحرك الأخطبوط ذراعه المفضلة ببطء أكبر، وربما تتضمن حركات خفية تساعد في تمويه حركات الذراع.

الأخطبوط يعتمد في الصيد على مجاله البصري

وكتب الباحثون: "يشتهر الأخطبوط بتنكره البيئي أثناء البحث عن الطعام، ونتوقع أنه يتمايل بأذرعه قريباً من الروبيان حتى يَأْلَفه قرنا الاستشعار لدى الروبيان وشعيراته الحسية الذيلية، فيقلل بذلك من احتمالية هروب الأخير".

وبمجرد التلامس، يستخدم الأخطبوط الذراعين المجاورين (رقم واحد وثلاثة) لإحكام قبضته على الفريسة العاجزة.

وكان توافق هجوم الذراع الثاني مفاجئاً إلى حد ما، نظراً لأن حركة الأخطبوط تبدو في أحيان كثيرة غير منسقة، لكن الباحثين رجحوا أن الحركة مرتبطة بمجاله البصري (كما أشارت دراسات سابقة).

وكتبوا: "نظراً لأن كل عين من عيني الأخطبوط تغطي 180 درجة تقريباً من دون أن تتقاطعا، وحركتها محدودة ولا حركة للرأس، فمن المحتمل أن الأخطبوط يفضل وضع الهدف في الوسط بدلاً من حدود مجاله البصري".

الاستفادة من بيانات البحث الجديد

والثواني مهمة عندما يتعلق الأمر بصيد الطعام في البرية بالطبع، ويبدو أن بإمكان الإخطبوط زيادة فرص الإمساك الفرائس من خلال تبسيط عملية الالتقاط واستخدام أذرع متعددة.


وستكون الخطوة التالية لعلماء الأحياء هي تحليل طريقة ارتباط نشاط الخلايا العصبية بمثل هذه التحركات الدقيقة. علماً أنهم لا يظنون أن الجهاز العصبي المركزي للأخطبوط معني بالضرورة بتطويع أذرع إضافية لالتقاط الفريسة – ويرجحون بدلاً من ذلك أنها حركات انعكاسية.

ولفت الباحثون إلى أن اكتساب فهم أفضل للآليات الكامنة وراء تنسيق الأذرع هذا قد يساعد أيضاً في تطوير الروبوتات الرخوية، خاصة تلك التي ستعمل تحت الماء.

وقال عالم الأحياء ومؤلف الدراسة تريفور واردل [Trevor Wardill]، من جامعة مينيسوتا: "الأخطبوط حيوان قوي للغاية. وإمساك قبضة باب وفتحه أمر بسيط في نظره، إذ يتمتع بذكاء كبير".

وأضاف: "إذا استطعنا التعلم من الأخطبوط، فيمكننا تطبيق ذلك لصنع مركبة تحت الماء أو صنع روبوت رخوي".


Current Biology