علوم

أربع حالات صحية خطيرة مرتبطة بأمراض اللثة

27 أيلول 2022 14:33

أمراض اللثة من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً لدى الإنسان، إذ تصيب ما بين 20 إلى 50٪ من البشر في جميع أنحاء العالم. وتحدث عندما تتراكم طبقة البلاك على الأسنان، وهي طبقة رقيقة لزجة من البكتيريا. وعلاج المراحل الأولى من أمراض اللثة أمر ممكن. لكن يصاب بعضهم بشكل مدمر ومزمن من أمراض اللثة، ويؤدي إلى فقدان الأسنان. وتُظهر مجموعة متزايدة من الأدلة أن أمراض اللثة قد تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بحالات صحية خطيرة أخرى.

وفيما يلي بعض الحالات الصحية الشائعة المرتبطة بأمراض اللثة وكيفية ارتباطها.

1. مرض الزهايمر

تتفق العديد من الدراسات الكبيرة والتحليلات على أن أمراض اللثة المتوسطة أو الشديدة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالخرف. على سبيل المثال، أظهرت إحدى الدراسات أن معاناة المرء من أمراض اللثة المزمنة لمدة عشر سنوات أو أكثر كانت مرتبطة بارتفاع احتمال الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 70٪ مقارنة بغير المصابين بهذه الأمراض. أظهرت الأبحاث أيضاً وجود صلة بين أمراض اللثة وتدهور القدرة الإدراكية بمقدار ستة أضعاف.

في البداية، ظن الباحثون أن البكتيريا مسؤولة بشكل مباشر عن هذا الارتباط. وعثر على بكتيريا P. gingivalis، وهي بكتيريا شائعة في أمراض اللثة المزمنة، في أدمغة من ماتوا بسبب مرض الزهايمر. كما عثر أيضاً على إنزيمات بكتيرية سامة تسمى gingipains، والتي يُظن أنها تؤدي إلى تفاقم أمراض اللثة عن طريق منع الاستجابة المناعية من التوقف وبالتالي إطالة مدة الالتهاب. وبناء عليه، العناية بصحة الفم قد تكون إحدى الطرق لتقليل احتمال الإصابة بمرض الزهايمر.

2. أمراض القلب والأوعية الدموية

ترتبط أمراض القلب والأوعية الدموية ارتباطاً وثيقاً بأمراض اللثة، ففي دراسة كبيرة أجريت على أكثر من 1600 شخص تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، ربطت أمراض اللثة بخطر الإصابة بأول نوبة قلبية بنسبة 30٪ تقريباً. واستمر هذا الارتباط حتى بعد تعديل الباحثين لحالات أخرى (مثل السكري والربو)، أو نمط الحياة (مثل حالة التدخين والتعليم والزواج) المعروف عنها أنها تزيد من خطر إصابة الشخص بنوبة قلبية.

وفي الآونة الأخيرة، أظهرت الدراسات أيضاً أن الالتهاب الجهازي الناجم عن أمراض اللثة المزمنة يتسبب في إنتاج خلايا الجسم الجذعية لمجموعة عَدِلات مفرطة الاستجابة (وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تستجيب للعدوى مبكراً). وقد تدمر هذه الخلايا بطانة الشرايين عن طريق إتلاف الخلايا التي تبطن الشرايين - ما يؤدي إلى تراكم اللويحات.

3. مرض السكري من النوع 2

أمراض اللثة من المضاعفات المعروفة لمرض السكري من النوع 2، كما أن أمراض اللثة المزمنة تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.

والعمليات التي تربط بين المرضين هي محور أبحاث كثيرة، ويحتمل أن يؤثر الالتهاب الناجم عن كل حالة في الحالة الأخرى. على سبيل المثال، يزيد مرض السكري من النوع 2 من خطر الإصابة بأمراض اللثة عن طريق زيادة الالتهاب في اللثة. وثبت أيضاً أن أمراض اللثة تساهم في إضعاف إرسال إشارات الأنسولين ومقاومة الأنسولين - والتي قد تؤدي إلى تفاقم مرض السكري من النوع 2.

وأظهرت التجارب السريرية عديدة أن التنظيف المكثف للأسنان قد يحسن السيطرة على نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري لعدة أشهر، ما يوضح الروابط بين المرضين.

4. السرطان

ترتبط أمراض اللثة أيضاً بزيادة خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان. على سبيل المثال، تبين أن احتمال إصابة المرضى، الذين أبلغوا عن إصابتهم بأمراض اللثة في مرحلة من حياتهم، بسرطان المري أكبر بنسبة 43٪، واحتمال إصابتهم بسرطان المعدة أكبر بنسبة 52٪. وأفادت أبحاث أخرى أيضاً بأن المصابين بأمراض اللثة المزمنة لديهم مخاطر أعلى بنسبة تتراوح بين 14 و20٪ للإصابة بأي نوع من أنواع السرطان. وأظهرت الدراسة نفسها أيضاً ارتفاع خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 54٪.

ليس من الواضح سبب وجود هذه العلاقة. يظن بعضهم أن الأمر متعلق بالالتهاب، وهو عامل في كل من أمراض اللثة والسرطان. إذ يعطل الالتهاب البيئة التي تحتاجها الخلايا للبقاء بصحة جيدة والعمل بشكل صحيح، وهو عامل في تطور كل من أمراض اللثة ونمو الورم.

تحسين صحة اللثة

يمكن الوقاية من أمراض اللثة وعكس مسارها في المراحل المبكرة. وفي حين لا يمكن تغيير بعض عوامل الخطر لأمراض اللثة (مثل العوامل الوراثية)، يمكنك تغيير نمط حياتك لتقليل المخاطر الإجمالية. على سبيل المثال، تناول كميات أقل من السكر وتجنب التبغ والكحول وتقليل التوتر قد يفيد في هذا الصدد. ومن المهم أيضاً معرفة أن بعض الأدوية (مثل بعض مضادات الاكتئاب وأدوية ارتفاع ضغط الدم) قد تقلل من إنتاج اللعاب، ما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض اللثة. لذا يحتاج الذين يتناولون هذه الأدوية إلى اتخاذ احتياطات إضافية، مثل استخدام مواد هلامية أو بخاخات خاصة لزيادة إنتاج اللعاب، أو توخي مزيد من الحذر أثناء تنظيف أسنانهم بالفرشاة.

بالطبع، أهم الأشياء التي يمكنك فعلها لحماية نفسك من أمراض اللثة (وبالتالي صحتك العامة) هي تنظيف أسنانك بالفرشاة مرتين يومياً باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد وتجنب استخدام غسول الفم بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة - مع الحرص على عدم المضمضة بعد التنظيف بالفرشاة لكي يبقى الفلورايد على أسنانك. وسيساعدك التنظيف بين الأسنان في المنزل (مثل التنظيف بالخيط) وزيارات الأسنان المنتظمة في الحفاظ على صحة فمك ومراقبتها.

صحيفة ذا كونفرزيشن