الخلافات الإسرائيلية تجمد ملف الترسيم.. الحاجة إلى الغاز وعدم الرغبة في التصعيد يدفعان هوكشتين للتحرك مجددا

ملف الترسيم إلى التجميد.. مسلَّمتان تعيدان هوكشتين لإيجاد الحلول

اعتبرت صحيفة الأنباء الإلكترونية بأن الخلافات الإسرائيلية بددت كل الأجواء الإيجابية التي سادت في الأيام الماضية بإمكانية ترسيم الحدود والبدء بالتنقيب عن النفط والغاز.

وبينت بأن الخلاف المستحكم داخل اسرائيل بين الحكومة والمعارضة المتمثلة بزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو وإدخال موضوع الترسيم في البازار الانتخابي قد أدى الى تجميد هذا الملف، وبناءً عليه فإن ملف الترسيم أصبح بحكم المجمّد إلى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية، وهذا ما أكدت عليه مصادر متابعة، معتبرة أن ما حصل يحتّم على الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتين بذل جهود مكثفة لإخراج الملف من عنق الزجاجة الاسرائيلية التي تحاول الإطباق عليه ونسفه من أساسه.

وأشارت المصادر عبر الصحيفة الى أن هوكشتاين سينطلق في تحركه الجديد من مسلّمتين، هما حاجة أوروبا الى الغاز الطبيعي بعد تعثّر استجراره من روسيا بسبب الموقف الأوروبي الداعم لأوكرانيا، والثاني ينطلق من رغبة أميركية لتوفير الهدوء الأمني بين لبنان وإسرائيل، في محاولة حثيثة لنزع فتيل الحرب الذي يلوّح به قادة العدو، لكن يبقى السؤال هل يملك هوكشتاين صلاحية فرض التوقيع بالقوة أم سينصاع الى الموقف الاسرائيلي وتجميد الملف إلى حين تهيئة الأرضية الصالحة لتنفيذه؟

ولفت أستاذ القانون الدولي خليل حسن في اتصال مع "الأنباء" إلى أن التصعيد الاسرائيلي هو مجرد تصعيد انتخابي لا أكثر ولا أقل، لأن ثمة انقساماً كبيراً داخل اسرائيل، مستبعداً فرضية اعتبار الملاحظات اللبنانية بأنها هي فعلاً وراء تجميد الملف.

وقال حسن إن "على الولايات المتحدة مسؤولية إقناع الجانب الاسرائيلي بالتوقيع"، دون أن ينكر أنه "ربما بعض التفاصيل يمكن أن تشكّل مبعثاً للحذر ما يؤدي الى تجميد الاتفاق، لكن في المقابل ماذا يعني إعلان أحد قادة اسرائيل بأن التنقيب عن النفط سيبدأ قربياً بحقل كاريش، وهل ما نسمعه بهذا الخصوص هو مجرد تصعيد انتخابي؟".

توازياً، أوضح النائب أديب عبد المسيح أنه كان من القائلين إن موضوع الترسيم لن يمر لأن لديه شكوكا كثيرة بنوايا اسرائيل، بعد استماعه لكثير من الدعايات من القادة الاسرائيليين لاستخدامه بتحسين أوراقهم الداخلية.

وأوضح عبد المسيح في حديث مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية بأنه من الواضح أن لبنان قدّم تنازلات، لكن تقنياً النقاط التي أثيرت من الجانب اللبناني مهمة، وهناك حسابات أخرى واضحة ظهرت منذ البداية لها علاقة بخلط أوراق داخلية في البلدين، متوقعاً تجميد موضوع الترسيم حتى إشعار آخر يتجاوز الانتخابات الاسرائيلية ليصل الى الأميركية.

المصدر: الأنباء الإلكترونية