التفكير الاستنتاجي والتفكير الاستقرائي

الفرق بين التفكير الاستنتاجي والتفكير الاستقرائي يكمن في طريقة الوصول إلى النتيجة الفرق بين التفكير الاستنتاجي والتفكير الاستقرائي يكمن في طريقة الوصول إلى النتيجة

لا ضرورة لأن تكون شيرلوك هولمز لكي تستعمل إمكانات التفكير الاستنتاجي، أو إن أردت استخدام إمكانات التفكير الاستقرائي الموجودة لديك. والفرق بين الاستقراء والاستنتاج أننا نستخدم التفكير الاستنتاجي أثناء العملية العلمية بغية التوصل إلى نتيجة منطقية وصحيحة. والتفكير الاستقرائي شائع الاستخدام أيضاً. ومع أن الناس يخلطون بين التفكير الاستنتاجي والتفكير الاستقرائي، إلا أن هذين المسارين يفصل بينهما فروق مهمة من حيث التوصل إلى نتيجة منطقية.

التفكير الاستنتاجي

يبدأ التفكير الاستنتاجي بفرضية، ويفحص إمكانيات الوصول إلى نتيجة منطقية محددة، وفقاً لما قاله نورمان هير، أستاذ التعليم الثانوي في جامعة ولاية كاليفورنيا في نورثريدج. وتبعاً للباحثة سيلفيا فاسرتيل سمولير، وهي أستاذة فخريّة في كلية ألبرت أينشتاين للطب، يستخدم النهج العلمي التفكير الاستنتاجي لاختبار صحة الفرضيات والنظريات، التي تتنبأ بنتائج معينة إذا ثبُتت صحتها، لافتة إلى أننا ننتقل من العام – أي النظرية - إلى الخاص - أي الملاحظات".

ولدينا في التفكير الاستنتاجي افتراض أول، ثم افتراض ثان وأخيراً استنتاج (قائم على المنطق والأدلة). والشكل الشائع من التفكير الاستنتاجي هو القياس المنطقي، حيث يتوصل فرضية رئيسية وفرضية ثانوية معاً إلى نتيجة منطقية. على سبيل المثال، قد يتبع الافتراض الرئيسي "كل أ هو ب" الافتراض الثانوي "ث هو أ". وتؤدي هاتان العبارتان إلى استنتاج أن "ث هو ب". لذا تعد القياسات المنطقية طريقة سليمة لاختبار التفكير الاستنتاجي بغية التأكد من صحة البرهان.

مثال على ذلك: "لدى كل عنكبوت ثمانية أرجل. الرتيلاءُ عنكبوتٌ. إذن لدى الرتيلاء ثمانية أرجل". ولكي يكون التفكير الاستنتاجي سليماً، يجب أن يكون الفرضية صحيحة. إذ نفترض أن العبارتين "لدى كل عنكبوت ثمانية أرجل" و"الرتيلاء عنكبوت" صحيحتان. لذلك، فإن الاستنتاج منطقي وصحيح. وفي التفكير الاستنتاجي، إذا كان صح شيء ما في فئة من الأشياء بشكل عام، فإنه ينطبق أيضاً على جميع عناصر تلك الفئة.

والاستدلالات الناتجة عن التفكير الاستنتاجي موثوقة بشرط أن تكون الفرضيات صحيحة، وفقاً لما قاله هير. والحجة القائلة بأن "كل رجل أصلع هو جدٌّ. وهارولد أصلع، إذن فهارولد جد" هي حجة سليمة منطقياً، لكنها غير صحيحة لأن الافتراض الأصلي خاطئ.

التفكير الاستقرائي

في حين يبدأ التفكير الاستنتاجي بفرضية تُثبتُ من خلال الملاحظات، يَستخلص التفكير الاستقرائي فرضية محتملة (ولكن ليست مؤكدة) من ملاحظات محددة ومحدودة. لدينا بيانات ومعلومات، ثم نستخلص النتائج من البيانات، وهذا ما يسمى بالمنطق الاستقرائي، تبعاً لجامعة إلينوي في سبرينغفيلد.

وقالت فاسرتيل سمولير: "ننتقل في التفكير الاستقرائي من الخاص إلى العام. فنسجل العديد من الملاحظات، ونميّز نمطاً ما، ثم نجعله مبدأ عاماً، ومن ثَمّ نستنتج تفسيراً أو نظرية. وفي العلم، هناك تفاعل مستمر بين الاستدلال الاستقرائي (المستند إلى الملاحظات) والاستدلال الاستنتاجي (المستند إلى النظرية)، حتى نقترب أكثر فأكثر من "الحقيقة"، إذ لا يسعنا التأكد منها بيقين كامل، وإنما نقترب منها وحسب".

بمعنى آخر، تعتمد موثوقية النتيجة التي توصلنا إليها باستخدام المنطق الاستقرائي على اكتمال الملاحظات. على سبيل المثال، لنفترض أن بحوزتك كيساً من العملات المعدنية، وسحبت ثلاث عملات منه، وكانت كل عملة منها فلساً واحداً. قد تفترض بعد ذلك، معتمداً على المنطق الاستقرائي، أن جميع العملات المعدنية الموجودة في الكيس هي فلسات. لكن مع أن جميع الملاحظات الأولية - أن كل عملة مأخوذة من الكيس كانت فلساً واحداً - صحيحة، لا يضمن التفكير الاستقرائي أن النتيجة ستكون صحيحة.

وإليك مثالاً آخر: "البطريق طير. لا يستطيع البطريق الطيران. إذن لا تستطيع جميع الطيور الطيران". النتيجة هنا لم تستخلص منطقياً من العبارات.

مع ذلك، للتفكير الاستقرائي مكانٌ في المنهج العلمي، ويستخدمه العلماء لتشكيل الفرضيات والنظريات. ثم يسمح لهم التفكير الاستنتاجي بتطبيق النظريات على مواقف معينة.

أمثلة على التفكير الاستنتاجي

فيما يلي بعض الأمثلة على التفكير الاستنتاجي:

الفرضية الرئيسية: لدى جميع الثدييات عمود فقري.

الفرضية الثانوية: البشر ثدييات.

الخلاصة: لدى البشر عمود فقري.

الفرضية الرئيسية: تضع جميع الطيور بيضاً.

الفرضية الثانوية: الحمام طير.

الخلاصة: يضع الحمام بيضاً.

الفرضية الرئيسية: تقوم جميع النباتات بعملية التمثيل الضوئي.

الفرضية الثانوية: الصبار نبات.

الخلاصة: يقوم الصبار بعملية التمثيل الضوئي.

أمثلة على التفكير الاستقرائي

فيما يلي بعض الأمثلة على التفكير الاستقرائي:

البيانات: أرى اليراعات في الفناء الخلفي لمنزلي كل صيف.

الفرضية: هذا الصيف، أرجح أن أرى اليراعات في الفناء الخلفي لمنزلي.

البيانات: أُصاب بالزكام عندما يمرض مَن حولي.

الفرضية: الزكام مرض معد.

البيانات: كل كلب أقابله ودود.

الفرضية: معظم الكلاب ودودة في العادة.

التفكير الاحتمالي

تعرف كلية بوت [Butte College] في أوفيل بكاليفورنيا التفكير الاحتمالي بأنه شكل آخر من أشكال التفكير العلمي يختلف عن التفكيرين الاستقرائي والاستنتاجي. ويبدأ عادةً بمجموعة غير مكتملة من الملاحظات، ثم ينتقل إلى أقرب تفسير ممكن للبيانات. ويعتمد على وضع فرضيات واختبارها باستخدام أفضل المعلومات المتاحة. ويستتبع في أحيان كثيرة إجراء تخمين بعد ملاحظة ظاهرة لا يوجد تفسير واضح لها.

على سبيل المثال، يدخل شخص إلى غرفة المعيشة في منزله ويجد أوراقاً ممزقة على الأرض. وكان كلبه وحده طوال اليوم في الشقة. يستنتج الشخص أن الكلب مزق الأوراق لأنه السيناريو الأكثر ترجيحاً. ومن المحتمل أن يكون أحد أفراد الأسرة الذي يملك أحد مفاتيح المنزل قد مزق الأوراق، لكن نظرية لوم الكلب هي الاستنتاج الأكثر ترجيحاً.

والتفكير الاحتمالي مفيد لتشكيل الفرضيات التي يجب اختبارها. ويستخدمه الأطباء الذين يشخصون بالاستناد إلى نتائج التحاليل، كما يستخدمه أعضاء هيئة المحلفين الذين يتخذون القرارات بناءً على الأدلة المقدمة إليهم.

livescience