البحرية الفرنسية تختبر طائرات درون هجومية في البحر

اختراق تقني فرنسي.. طائرات انتحارية تنطلق من قلب البحر اختراق تقني فرنسي.. طائرات انتحارية تنطلق من قلب البحر

في تطور نوعي للتكامل بين الأنظمة غير المأهولة والعمليات البحرية، نفذت البحرية الفرنسية يوم 17 يونيو 2025 تجربة حية ناجحة لإطلاق طائرة درون من نوع Fly-R من على متن الفرقاطة فلوريال، الطائرة المطورة من قبل شركة FLY-R الفرنسية، انطلقت في عرض البحر وتم التحكم بها عن بعد من قبل طاقم الفرقاطة، حيث نفذت مناورات معقدة حول هدف بحري متحرك ضمن سيناريو محاكاة.

وتعد هذه التجربة محطة مهمة ضمن برنامج أوسع تسعى من خلاله البحرية الفرنسية إلى تعزيز قدراتها عبر الأنظمة الجوية غير المأهولة.

البحرية الفرنسية تحول استراتيجي نحو الذكاء والمرونة

وتأتي هذه التجربة ضمن مسار تقني أوسع تتبناه البحرية الفرنسية بهدف تقييم الفعالية التكتيكية للذخائر الجوالة والأنظمة الجوية عن بعد في بيئات بحرية متغيرة، وفي ظل ازدياد الاعتماد العالمي على الأنظمة غير المأهولة في مناطق النزاع، تسعى فرنسا إلى ترسيخ بنية بحرية أكثر مرونة وقدرة على التصدي للتهديدات المستقبلية باستخدام تقنيات ذاتية وشبه ذاتية.

وتؤكد هذه الخطوة على مدى قابلية تقنيات FLY-R للتكيف مع المهام البحرية، وتشكل دفعة قوية في اتجاه تعميم استخدام الدرونات على متن السفن الفرنسية كسلاح استراتيجي قادر على الاستطلاع وتنفيذ ضربات دقيقة دون تعريض الطواقم للخطر.

تصميم فرنسي تكتيكي متقدم يعيد رسم قواعد الاشتباك

وتعد FLY-R شركة فرنسية متخصصة في تصنيع الطائرات دون طيار ذات الأداء العالي، وتركز بشكل خاص على تصميمات الأجنحة الماسية الديناميكية، ما يمنحها قدرة على التحليق لفترات طويلة ومرونة لوجستية عالية، وتعتبر نماذجها مثالية للمهام البرية والبحرية، خاصة من المنصات الضيقة مثل السفن الحربية.

وبالنسبة للبحرية الفرنسية فإن استخدام الذخائر الجوالة من على متن السفن يمثل نقلة استراتيجية لتعزيز المراقبة الدقيقة والضربات البحرية الذكية، ويسمح هذا النوع من الطائرات بتتبع واستهداف الأهداف المتحركة في المياه أو بالقرب من الشواطئ بكفاءة عالية واستقلالية تشغيلية.

وقد تم اختيار فرقاطة فلوريال، التي دخلت الخدمة في التسعينات وتعد منصة مثالية لاختبار الأنظمة الجديدة، لتنفيذ هذه المهمة نظرا لما تتمتع به من سطح واسع وقدرات دعم ميداني، هذا النجاح في البحر يوازي ما تم تحقيقه سابقا على اليابسة باستخدام الذخائر الجوالة، ويؤكد توجه فرنسا نحو تسليح سفنها المستقبلية بأنظمة ضاربة ذاتية تدمج بين الذكاء والدقة وتقلل من المخاطر البشرية، في عصر يعاد فيه تشكيل مفهوم التفوق البحري حول التكنولوجيا المتقدمة.