عصير البرتقال غني بفيتامين C وشربه لن يقي المرء تماماً من الإصابة بالزكام، لكنه قد يسرع عملية الشفاء

علوم

فوائد شرب عصير البرتقال في فصل الشتاء

3 تشرين الثاني 2022 09:45

قد يبحث المرء مع حلول فصل الشتاء عن طرق لتفادي الإصابة بالزكام ونزلات البرد، وقد يقرأ أحدهم هذا المقال وهو يتوق كل التوق لوقاية نفسه من هذا المرض. ولا بد أنك سمعت عن فوائد عصير البرتقال وتناول الفيتامينات المتعددة وتجنب الخروج بشعر مبلل. لكن هل تساهم هذه الوسائل في تجنب الإصابة بالزكام حقاً، أم أنها مجرد أساطير؟

تناول الفيتامينات المتعددة

إن الفيتامينات المتعددة تدر أرباحاً هائلة للشركات المصنعة. وتتمحور هذه الصناعة حول مزاعم بأنها ستحافظ على صحتك وتبعد المرض عنك. لكن ينصح بعض الخبراء بألا نتّكل في ذلك على الفيتامينات المتعددة.

وهذا ما أشار إليه الأستاذ رون إكليس العامل في جامعة كارديف والذي أمضى عقوداً في دراسة الزكام ونزلات البرد، إذ أكد عدم وجود شيء متاح يقي المرء من الإصابة بالزكام. وشدد على قلة الأدلة القائلة بأن أدوية الفيتامينات المتعددة ستعين المرء بمجرد إصابته.

وقال إكليس: "تحيط بصناعة أدوية الفيتامينات المتعددة أعمال دعاية كبيرة، لكن لا أحد منها يشفي من الزكام حقاً وإلا فإنها ستحظى بشهرة كبيرة".

لكن قد يعزز تناول فيتامين C وفيتامين D قوة نظام المناعة المكلف بمكافحة العدوى، علماً أنه ليس من الضروري تناول أقراص باهظة الثمن للحصول على الجرعة اليومية، خاصة عندما يتعلق الأمر بفيتامين C.

ويرى منتقدو صناعة المكملات الغذائية أن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن مكون من الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة يجب أن يوفر جميع العناصر الغذائية التي تحتاجها، ما يجعل حبوب الفيتامينات المتعددة زائدة عن الحاجة.

وهذا ما أكده أخصائي التغذية د. دوان ميلور، العامل في جامعة أستون في برمنغهام حين قال: "إذا اعتدت تناول مجموعة متنوعة من الفاكهة والخضروات، فستحصل على ما يكفي من فيتامين C بسهولة... وإذا تناولت كمية إضافية منه، فسوف يطرح مع البول".

فوائد عصير البرتقال

لن يقيك شرب عصير البرتقال كل صباح من الإصابة بالزكام، لكن يرى بعض الخبراء أن فيتامين C الموجود في العصير قد يسرع عملية التعافي.

يحتاج البالغون إلى نحو 40 مجم من فيتامين C يومياً، وهو نصف الكمية الموجودة في كوب قياسي من عصير البرتقال.

وقال الأستاذ إكليس، الذي عمل في العديد من التجارب التي رعتها شركات الأدوية: "يحتمل أن يعمل تناول جرعات كبيرة جداً من فيتامين C عمل مضاد للأكسدة ويخفف الالتهاب. لكن الدليل على ذلك ضعيف".

وقضت دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية لطب لايف ستايل في عام 2016، بعد أن راجعت الأدلة التي تدعم تناول فيتامين C لمحاربة الزكام، أن المعلومات "تظهر انخفاض شدة الزكام ومدته عند تناول فيتامين C بجرعات تبلغ 0.2 غرام أو أكثر في اليوم".

لكن الهيئة الوطنية للخدمات الصحية لفتت إلى قلة الأدلة القائلة بأن فيتامين C يقي من الزكام أو يسرع الشفاء والتعافي.

وأضاف الأستاذ إكليس: "يحتمل أن نجد مزيداً من الأدلة على أثر فيتامين D خلال الشتاء". إذ قد يؤدي نقص فيتامين D، الموجود في أطعمة مثل الأسماك الزيتية واللحوم الحمراء وصفار البيض والحبوب، إلى تشوهات العظام مثل الكساح. وهو يساهم في تنظيم كمية الكالسيوم والفوسفات في جسمك - وهما من العناصر الغذائية الحيوية للحفاظ على صحة العظام والأسنان والعضلات.

وينتج جسمك أيضاً فيتامين C عند تعرضه لأشعة الشمس المباشرة في الخارج. لكن أجسامنا لا تنتج ما يكفي من فيتامين D من أشعة الشمس في الفترة الممتدة من تشرين الأول (أكتوبر) إلى أوائل آذار (مارس). وهذا ينطبق بالأخص على من يعيش في نصف الكرة الشمالي.

وتنصح الهيئة الوطنية للخدمات الصحية الجميع بوجوب التفكير في تناول مكملات فيتامين D يومياً خلال الخريف والشتاء. كما يشير المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية، الذي يقدم النصائح والإرشادات المتعلقة بالحفاظ على الصحة، إلى أن فيتامين D يؤدي دوراً في استجابة الجهاز المناعي لفيروسات الجهاز التنفسي بما في ذلك فيروس كوفيد. لذا، فإن تناول فيتامين D قد يبقي نظام المناعة في حالة حسنة.

الشعر المبلل والهواء البارد

إذا اضطررت للخروج من المنزل بشعر مبلل في يوم شتاء بارد، فلا تقلق من احتمال الإصابة بالمرض. فالقصة الشعبية الشائعة التي رواها الأجداد لأكثر من قرن موضع خلاف كبير بين الخبراء.

ونعلم أن فيروسات الجهاز التنفسي، مثل تلك التي تسبب الزكام والإنفلونزا وكوفيد، تنتقل عبر سوائل الجسم مثل السعال والعطاس. والشعر المبلل لا يجعلك أكثر جاذبية للجزيئات الفيروسية، ولن يجعلك أكثر عرضة للخطر.

درس الأستاذ بول هانتر، خبير الأمراض المعدية في جامعة إيست أنجليا، كل تفشي وبائي كبير على مدار الثلاثين عاماً الماضية. وقال: "لن تصاب بالزكام إلا من ملامسة شخص آخر مصاب بالزكام، وهذا هو السبب الرئيسي. وأضاف "إذا خرجت من المنزل لن تصاب بأمراض الجهاز التنفسي لأنها الرياح تعصف بها".

ووفقاً لخبراء، فإن السبب الحقيقي وراء الإصابة بالزكام في الشتاء هو أننا نقضي وقتاً أطول في أماكن سيئة التهوية بجوار أشخاص آخرين - وهي الظروف المثالية لانتشار الفيروسات.

وأضاف هانتر: يقضي الناس في الطقس البارد عموماً وقتاً أطول في الداخل وهذا يزيد من خطر انتقال العدوى... وأشار بعضهم إلى أنه إذا تعرضت بطانة الثوب أو أنفك للبرد، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة عندما تعود للداخل وتلتقي بأشخاص آخرين، لكن لم يثبت أحد ذلك على حد علمي".

ومع ذلك، أشارت دراسة أجراها الأستاذ إكليس في عام 2005 إلى وجود بعض الحقيقة وراء مقولة "ستصاب بنزلة برد شديدة".

وشملت الدراسة شملت 180 شخصاً سليماً، جلس فيها نصف المتطوعين واضعين أقدامهم في الماء البارد لمدة 20 دقيقة، فيما ظل النصف الآخر جافين وهم يرتدون أحذيتهم وجواربهم.

ووجد البروفيسور إكليس أن الذين كانت أقدامهم "باردة"' كانوا أكثر عرضة بنسبة 10% للإبلاغ عن ظهور أعراض الزكام ونزلات البرد بعد أربعة إلى خمسة أيام. لكن لم تجر أي فحوصات طبية للتأكد من إصابتهم بفيروس.

وقال: "عندما ينتشر الزكام ضمن مجموعة من الأشخاص، قد يكون الفيروس في مؤخرة أنفك وحلقك، لكن جسمك صدَّه ولم يتطور إلى نزلة برد أو زكام".

وأضاف: "لكن تبريد جسمك تتسبب في انقباض الأوعية الدموية في أنفك وأضعف مناعتك لفترة قصيرة فسمح للفيروس بالسيطرة... وعلى الرغم من أن هذا موضع جدل، إلا أنني أرى أن ذلك قد يصيبك بالزكام إذا كنت حاملاً للفيروس".

وأشارت دراسة أخرى، أجراها باحثون في جامعة ماهيدول في تايلاند عام 2016، إلى أن جهاز المناعة يضعف عندما يصبح الجسم أكثر برودة.

ولفتت الدراسة إلى أن ظروف الشتاء الباردة والجافة قد تصعب على جهازك المناعي محاربة الفيروسات الضارة لأنه ينتج عدداً أقل من الإنترفيرون – وهي البروتينات الموجودة في جهازك المناعي المسؤولة عن وقف غزو مولدات المرض. لكن لا دليل على أن الخروج بشعر مبلل سوف يصيبك بالزكام.

dailymail