25 ملغ من السيلوسيبين يقلل من حدة الأعراض لدى مرضى الاكتئاب المقاوم للعلاج لكن قد يكون لديه آثار جانبية خطيرة

علوم

جرعة واحدة من السيلوسيبين كفيلة بتخفيف أعراض الاكتئاب المقاوم للعلاج

4 تشرين الثاني 2022 10:03

عمل علماء على مدى سنوات عديدة لدراسة كيف يخفف السيلوسيبين من أعراض الاكتئاب، وهو مركب مخدر موجود في فطر يدعى "الفطر السحري" أو "فطر سيلوسيبين".

ووجدوا في المرحلة الثانية من الاختبار المزيد من الأدلة على الرابط، في تجربة مزدوجة التعمية تضم 233 مشاركاً، وهي أكبر دراسة أجريت حول هذا الموضوع حتى الآن من حيث حجم العينة.

مركب COMP360

وكان جميع المتطوعين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج، بمعنى أن اثنين على الأقل من العلاجات المضادة للاكتئاب لم ينجحا في تخفيف اضطرابات الاكتئاب الرئيسية.

واستمرت التجارب السريرية 12 أسبوعاً بقيادة شركة كومباس باثويز للرعاية الصحية العقلية، وأجريت في أكثر من 22 موقعاً في 10 دول مختلفة في أوروبا وأمريكا الشمالية.

وقسم الباحثون المتطوعين إلى ثلاث مجموعات. تلقت مجموعة أولى جرعة واحدة مكونة من 25 ملغ من شكل اصطناعي من السيلوسيبين يسمى COMP360، على غرار المركب المخدر الموجود في الفطر السحري، في حين تلقت مجموعة ثانية 10 ملغ، وتلقت المجموعة الأخيرة (التي تعمل عمل عنصر تحكم) 1 ملغ، علماً أن كل المتطوعين لم يعرفوا مقدار الجرعة الذي تلقوه.

وقال الطبيب النفسي جيمس روكر، العامل في جامعة "كينغز كوليدج لندن" في المملكة المتحدة: "تعد هذه الدراسة تعد أكبر تجربة سريرية على استخدام السيلوسيبين لعلاج الاكتئاب المقاوم للعلاج حتى الآن، وأظهرت أن جرعة واحدة مقدارها 25 ملغ من السيلوسيبين تقلل من حدة الأعراض لدى المشاركين مقارنة بجرعة تحكم مقدراها 1 ملغ". علماً أن الباحثين لم يجدوا فرقاً كبيراً بين مجموعة 10 ملغ ومجموعة 1 ملغ.

الأثار الجانبية للسيلوسيبين

ومع ذلك، لم تكن كل الأخبار مبشرة، إذ أبلغ 84% من المتطوعين ضمن مجموعة 25 ملغ عن آثار جانبية مثل الصداع والغثيان والدوار في الأشهر الثلاثة التي تلت تناول الدواء، بينما عانى عدد قليل آثاراً ضارة شديدة، بينهم اثنان أبلغا عن إيذاء نفسيهما واثنان أبلغا عن ميول انتحارية.

وأعرب عدد أقل من المشاركين في المجموعتين الأخريين عن تجارب مماثلة، حيث أبلغ نحو ثلاثة أرباع كل من المجموعتين عن التأثيرات الأقل خطورة. وعانى 1% فقط ممن تناولوا 1 ملغ من COMP360 آثاراً جانبية شديدة.

وأشار الباحثون إلى ضرورة أن تتوخى الدراسات المستقبلية الحذر في ضوء الآثار الجانبية، على الرغم من ثقتهم في أن تقدم الموضوعات كان إيجابياً.

وأعطي السيلوسيبين في غرف مخصصة مصممة لتهدئة المشاركين، وكان المعالج حاضراً حتى تلاشت التأثيرات المخدرة وسمح للأفراد بالمغادرة بعدها (واستغرق الأمر ما بين ست إلى ثماني ساعات).

وخلال الأسابيع التالية، استخدم مقياس مونتغمري-آسبيرغ لتصنيف الاكتئاب لتقييم أي تغيير في أعراض الاكتئاب لدى المشاركين في التجربة. وتغطي الأسئلة التي يستخدمها المقياس الحالة المزاجية والتوتر والنوم والشهية.

المرحلة الثالثة من تجربة العلاج بالسيلوسيبين

وقال روكر: "هذه النتائج هي خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح. وتتمثل مهمتنا الآن في التثبت من آثار السيلوسيبين في معالجة الاكتئاب المقاوم للعلاج في تجارب أكبر تشمل عدداً أكبر من المشاركين، ومقارنته بكل من الدواء الوهمي والعلاجات المعترف بها".

ويستعد الباحثون الآن للمضي قدماً في المرحلة الثالثة من التجربة، حيث يقارنون بين السيلوسيبين وأفضل العلاجات المتاحة حالياً للاكتئاب. ويجب أن يمنحنا ذلك مزيداً من المعلومات إذا كان مركب الفطر السحري هذا جاهزاً للاستخدام على نطاق واسع أم لا.

ويشتبه الباحثون في أن الخصائص المهلوسة للسيلوسيبين تغير اتصالات الدماغ بطريقة ما، على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح بالضبط كيف يحدث ذلك. وأظهرت الدراسات السابقة أيضاً أن مركب السيلوسيبين قد يكون فعالاً في علاج إدمان الكحول.

وكان لهذه الدراسة مكسب آخر أيضاً، يتمثل في أنها فرصة لتحسين طريقة إعطاء علاجات السيلوسيبين للمرضى، مع وضع مبادئ توجيهية للمعالجين لمساعدتهم على إدارة الهلوسة الأولية والتأثيرات الأخرى للدواء.

وفي هذا قال عالم النفس ناداف ليام مودلين، العامل في جامعة "كينجز كوليدج لندن": "وضعنا دليل علاج كجزء من البرنامج التدريبي، بغية تمكين توحيد الدعم النفسي لكل المواقع والمعالجين في جميع أنحاء العالم".

New England Journal of Medicine