هل تستطيع الأجهزة التقنية الجديدة قراءة عقلك

علوم

غرسات دماغية جديدة يمكنها قراءة الكلمات مباشرة من الأفكار

15 تشرين الثاني 2022 17:49

كشفت مجموعة من الباحثين خلال الاجتماع السنوي لجمعية علم الأعصاب الدولية، أنه قد تم التوصل إلى غرسات دماغية جديدة يمكنها قراءة الكلمات مباشرة من أفكار البشر، 

مشيرين إلى أن هذه الأجهزة الصغيرة يمكنها السماح بالتواصل بين الأشخاص المصابين بالشلل والغير قادرين على الكلام بحيث تقوم هذه الغرسات بترجمة الكلام الداخلي المتمثل بالأفكار إلى إشارات خارجية.

غرسات دماغية جديدة يمكنها قراءة الأفكار

يقول عالم الأعصاب وطبيب الرعاية العصبية ليه هوشبيرج:"إن النتائج التي توصلنا لها توفر دليلا إضافيا على الإمكانات غير العادية التي تمتلكها غرسات الدماغ الجديدة هذه، كونها تستطيع استعادة الاتصالات المفقودة". مشيرا إلى أنه يمكن لبعض الذين يحتاجون إلى مساعدة في التواصل استخدم هذه الأجهزة، خاصة لكونها لا تتطلب سوى حركات صغيرة يمكن حتى للمصابين بالشلل التام القيام بها، مثل حركة العينين وتغير النظرة أيضا، فقد ركز الباحثين خلال دراساتهم على أن لا يكون على الشخص فعل أي شيء سوى التفكير.

تضيف عالمة الأعصاب في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، الدكتورة سارة واندلت:" تتنبأ هذه الأجهزة التي طورناها بالكلام الداخلي بشكل مباشر، الأمر الذي يسمح للمريض بالتركيز على نطق الكلمة داخل رأسه ليتم تحويلها مباشرة إلى نص، حيث أنه من الأسهل بكثير أن يتم مطالبة المريض بالتفكير في الكلام بدلا من تهجئة الكلمات أو نطقها".

ميزات الغرسات الدماغية الجديدة

تجدر الإشارة إلى أن هذه الغرسات الدماغية الجديدة متطورة للغاية، حيث يتم من خلالها الكشف عن الإشارات العصبية المرتبطة بالكلمات بواسطة أقطاب كهربائية يتم زراعتها في الدماغ، قبل أم يتم ترجمة تلك الأفكار والإشارات إلى نصوص تتحول بدورها إلى نص مكتوب أو صوت عبر برامج الحاسوب المولدة للكلام المنطوق.

كما وقال هوشبيرج:" إن هذا النهج مثير للغاية، فهو يعزز قوة الجمع بين مناهك علم الأعصاب والهندسة العصبية وتقنيات التعلم الآلي بغرض استعادة القدرة على التواصل والتنقل لدى البشر"، بينما أشارت واندلت إلى أنها وزملائها قد نجحوا خلال الدراسة، بالتنبؤ بثمانية كلمات كان يفكر فيها مريض مصاب بالشلل أسفل الرقبة، والذي كان ثنائي اللغة، لكنهم بفضل الغرسات الدماغية الجديدة تمكنوا من معرفة كل من الكلمات الإنجليزية والإسبانية بدقة.

خلال الدراسة، لاحظ الباحثين كيث التقطت الأقطاب الكهربائية إشارات الخلايا العصبية في القشرة الجدارية الخلفية للدماغ، والتي تعرف بكونها المنطقة المسؤولة عن مشاركة الكلام وحركة اليد، حيث قالت واندلت إلى أنه قد يتم استخدام هذه الغرسات في نهاية المطاف للتحكم في الأجهزة التي يمكنها أداء المهام التي يتم القيام بها عادة باليد أيضا.

بالإضافة إلى ذلك، اعتمد بعض الباحثين بقيادة عالم الأعصاب شون ميتزجر، الباحث من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، نهجا آخر قائما على التهجئة، حيث كان المريض المشارك في دراستهم والذي يدعى "بانشو" غير قادر على الكلام لأكثر من 15 عام جراء التعرض لحادث سيارة وسكتة دماغية، والذي جعلوه يتعلم التهجئة لكن ليس باستخدام الحروف الأبجدية، بل عبر محاولة نطق كلمات الأكواد بشكل صامت مثل "A" من "Alpha" وهكذا.

فمن خلال هذه الطريقة، التي دفعت بالمريض المشارك إلى دمج كلمات الأكواد لتكوين كلمة، نجح في نهاية المطاف من تكوين بعض الجمل البسيطة مثل "لا أريد ذلك" و "لا بد من أنك تمزح"، حيث كانت تنتهي جلسات الهجاء عندما يحاول الرجل الضغط على يده لإنشاء إشارة عصبية دماغية مرتبط بالحركة لإيقاف برنامج فك التشفير.

الجدير بالذكر أن هذا النظام قد سمح للمشارك "بانشو" بإنتاج حوالي سبعة كلمات في الدقيقة، والتي كانت أسرع من الكلمات الخمس التي كان يمكن للغرسات الدماغية إصدارها، لكنه كان أبطأ بكثير من الكلام العادي أيضا، كون الإنسان يستطيع أن يقول ما يصل إلى 150 كلمة في الدقيقة الواحدة، حيث قال الدكتور ميتزجر:" إن هذه هي السرعة التي نسعى إلى تحقيقها يوما ما".

كما وأضاف هوشبيرج قائلا:" لكي تكون هذه التقنيات مفيدة، فإنها يجب أن تكون أسرع وأكثر دقة مما هي عليه الآن.

فمن غير الواضح ما إذا كانت ستعمل مع الأشخاص الآخرين أم لا، خاصة لمن يعانون من اضطرابات الكلام الأكثر تعقيدا، فنحن لا نزال في الأيام الأولى لهذه التقنيات.

 بالإضافة إلى ذلك، لن يكون التقدم ممكنا إلى مساعدة الأشخاص الذين يتطوعون ليكونوا مشاركين في هذه الدراسات، حيث سيستمر المجال في الاستفادة منهم في التجارب السريرية، كون مشاركتهم ضرورية للغاية لترجمة هذه النتائج الأولية المبكرة لفائدة حقيقية".


المصدر: Science News