كيف يؤثر اضطراب الدورة الشهرية على صحة القلب

علوم

الدورة الشهرية غير المنتظمة مرتبطة بخطر الإصابة بأمراض القلب

15 تشرين الثاني 2022 20:05

كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة JAMA العلمية خلال الشهر الماضي، أن الباحثين قد لاحظوا كون النساء اللواتي يعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية لفترات طويلة يكن أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب من غيرهن،

ما يشير إلى أن هذا شيء يجب على مقدمي الرعاية الصحية الاهتمام به للمساعدة في تشخيص مرضى الحالات الطبية المزمنة وتقديم المساعدة لهم.

تأثير الدورة الشهرية غير المنتظمة على صحة القلب

حيث كان خطر الإصابة بأمراض القلب أعلى لدى النساء اللواتي عانين من تأخر في الدورة الشهرة لمدة تزيد عن الـ 40 يوم، بجانب النساء اللواتي لم تحدث لديهن الدورة الشهرية لفترة طويلة على الإطلاق.

وفي حين أن عدم انتظام الدورة الشهرية لا يسبب أمراض القلب بشكل مباشر، إلا أنه من الممكن الاعتماد عليها كواحدة من الأعراض أو العلامات التي يمكنها الكشف عن المصابين بها أو الأكثر عرضة لذلك بالفعل.

كما أن هذه المشكلة يجب أن تكون بمثابة علامة واضحة على وجود مشاكل صحية أخرى في الجسم، والتي قد تساهم بدورها في الإصابة بأمراض القلب والشرايين في نهاية المطاف، الأمر الذي يأمل الباحثين في استكشاف الترابط الموجود فيه بشكل أكبر للوقاية منها قدر الإمكان، حيث يقول الدكتور ييكسين وانج، المؤلف المشارك في الدراسة وزميل البحث بجامعة هارفرد ومعهد تشان للصحة العامة :" من منظور الطب الوقائي، فإننا نحاول تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة في حياتهم".

وقام الباحثين بجمع بيانات أكثر من 80 ألف امرأة كان المتوسط العمري لهن 37.7 عام في بدايتها، واللواتي أبلغن بأنماط الدورة الشهرية الخاصة بهن منذ أن كن في عمر الـ 14 عام، مع استكمال تعبئة الاستبيانات المخصصة للمتابعة الدورية كل عامين لمدة 24 سنة.

حيث نظر الباحثين في المدة التي تستغرقها دوراتهم الشهرية في المتوسط وما إذا كن يعانين من أحد أمراض القلب مثل انسداد الشريان التاجي أو النوبة القلبية أو السكتة الدماغية خلال فترة الدراسة أم لا.

ففي حين أن 1816 امرأة من أصل 80630 امرأة شاركن في الدراسة قد أصبن بأحد أمراض القلب قبل بلوغ سن الـ 46 عام، فإن نتائج الدراسة قد أظهرت ارتفاعا واضحا في خطر الإصابة بأمراض القلب بين النساء اللواتي عانين من عدم انتظام الدورة الشهرية أو عدم وجودها على الإطلاق أو تأخرها لفترات زمنية طويلة.

كانت المشاركات اللواتي يعانين من عدم انتظام الدورة الشهيرة معرضات لخطر أكبر للإصابة بأمراض القلب بنسبة تتراوح ما بين 15-40% تقريبا مقارنة باللواتي لم يعانين من ذلك، وقد كانت المخاطر ذات نسبة أعلى لدى أولئك اللواتي تراوحت أعمارهن ما بين 20 و 46.2 عام.

النساء اللواتي تأخرت دوراتهن الشهرية عن 40 يوم

أما بالنسبة للنساء اللواتي تأخرت دوراتهن الشهرية عن 40 يوم، بالمقارنة مع اللواتي تأخرت لديهن ما بين 26-31 يوم، فقد كان خطر الإصابة بأمراض القلب المختلفة لديهن أعلى بنسبة تتراوح ما بين 30-44% تقريبا.

إن العلاقة بين عدم انتظام الدورة الشهرية وخطر الإصابة أمراض القلب ليست واضح تماما، لكن الدكتورة سمر الخضري، أخصائية أمراض الأوبئة القلبية الوعائية بجامعة بيتسبرغ والتي لم تشارك في هذه الدراسة، اشارت إلى أن الهرمونات قد تلعب دورا مهما في هذا الأمر.

مشيرة إلى أنه عندما تعاني النساء من حدوث تغيرات في الدورة الشهرية خلال العقد الثاني والثالث من العمر على وجه التحديد، فعادة ما يكون ذلك مرتبطا بحدوث خلل في الهرمونات العاملة ما بين الدماغ والغدة النخامية، والذي يمكن بدوره أن يؤثر على العديد من أجهزة الجسم الأخرى بما في ذلك القلب والأوعية الدموية.

كما وأضافت الخضري:" إن هرمون الاستروجين هو هرمون حامي لصحة القلب، فكلما طالت مدة حدوث الدور الشهرية يقل معدل التبويض وبالتالي تقل نسبة هذا الهرمون في الجسم، ما يشير إلى أن أولئك النساء يكون لديهن حماية أقل لكل من القلب والأوعية الدموية".

الأمراض التي يسببها تأخر الدورة الشهرية

وفقا للبروفيسور وانج، يمكن أن يكون عدم انتظام الدورة الشهرية مؤشرا على الإصابة بأمراض مزمنة تتجاوز أمراض القلب أيضا، حيث أنه غالبا ما تعاني النساء من حالات مرضية مثل متلازمة تكيس المبايض وانتباذ بطانة الرحم من عدم انتظام في الدورة الشهرية، كما وأن تعطيل وظيفة هرمون الاستروجين وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار في الدم، جميعها حالات يمكنها زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان.

حيث أكدت الدراسة الجديدة نتائج العديد من الأبحاث السابقة، والتي أشارت أيضا إلى أن قلة ممارسة التمارين الرياضية وسوء التغذية والتدخين والسمنة المفرطة تؤثر بشكل مباشر على عدم انتظام الدورة الشهرية.

كما وأكدت الدكتورة الخضري على مدى قدرة تعديل نمط الحياة في تحسين صحة القلب، حيث قالت:" نحن نعلم أنه إذا ما تمكننا من الحفاظ على نمط حياة صحي، بما في ذلك تناول الأكل الصحي والحفاظ على وزن الجسم في مستوياته الصحية، وأقلعنا عن التدخين ومارسنا النشاط البدني، فإنه يمكننا القضاء على ما تصل نسبته إلى 82% من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، لكن التحدي الحقيقي هو تنفيذ أنماط الحياة الصحية والحفاظ عليها".

وتجدر الإشارة إلى أنه من خلال تحديد عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب المختلفة في وقت مبكر من العمر، مع إدخال بعض التطبيقات الصحية على نمط الحياة الخاص بنا، فإنه يمكننا تقليل تأثير أمراض القلب وعدد المصابين بها في المستقبل.


المصدر: Very Well Health