اكتشاف مرضا قديما لديه القدرة على تجديد الكبد

علوم

البكتيريا المسببة لمرض الجذام يمكنها تجديد الكبد

15 تشرين الثاني 2022 21:05

يعرف مرض الجذام بأنه أحد أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية وأكثرا استمرارا على الإطلاق، لكن دراسة جديدة كشفت عن مفاجأة كبيرة بأن البكتيريا المسببة له لديها القدرة على إنماء وتجديد عضو حيوي في جسم الكائنات الحية والمتمثل في الكبد.

بكتيريا الجذام يمكنها تجديد الكبد

اكتشف العلماء في مركز الطب التجديدي بجامعة إدنبرة البريطانية، أن البكتيريا الطفيلية المسببة لمرض الجذام يمكنها إعادة برمجة الخلايا اللازمة لزيادة حجم الكبد، دون التسبب في أي أضرار أو آثار جانبية أخرى بما في ذلك الأورام والندوب.

وقد أشارت الدراسة إلى إمكانية تكييف هذه العملية الطبيعية لتجديد الكبد في مرحلة الشيخوخة وبالتالية تحسين الصحة العامة.

حيث قال الباحثين أنه يمكن أن تساعد هذه البكتيريا في إعادة إنماء الكبد التالف، وبالتالي تقليل الحاجة إلى إجراء عمليات الزراعة التقليدية، التي تعد في الوقت الراهن الخيار العلاجي الوحيد خاصة لمن يعانون من المراحل النهائية لأمراض الكبد المختلفة.

الجدير بالذكر أن الدراسات السابقة، قد شجعت على إعادة إنماء كبد الفئران عن طريق توليد الخلايا الجذعية التي تعد الخطوة التالية لتحول الخلية الجذعية لأي نوع من خلايا الأعضاء الأخرى، وذلك عبر تقنية طبية تجريبية أدت غالبا إلى حدوث ندوب في الجسم والكبد تزامنا مع نمو بعض الأورام.

حيث بنى باحثي جامعة إدنبرة على اكتشافهم السابق لإمكانية إعادة البرمجة الخلوية باستخدام البكتيريا المسببة لمرض الجذام والتي تعرف أيضا باسم "البكتيريا المتفطرة الجذامية"، فمن خلال العمل مع مركز الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية بولاية لويزيانا، قام فريق الباحثين بإصابة 57 حيوان أرماديلو (المدرع) بمجموعة طبيعية من البكتيريا المسببة لمرض الجذام، قبل مقارنة أكبادهم بأكباد الحيوانات غير المصابة به وبالحيوانات التي كان لديها مناعة طبيعية منه.

حيث وجدوا أن الحيوانات التي أصيبت ببكتيريا الجذام قد طورت كبدا متضخما وسليما بنفس المكونات الحيوية الكاملة، بما في ذلك الأوعية الدموية والقنوات الصفراوية والوحدات الوظيفية، تماما كتلك التي كانت موجودة لدى الحيوانات غير المصابة والتي لديها مناعة من مرض الجذام.

وقد قال الباحثين أنهم يعتقدون بأن هذه البكتريا قد مارست قدرتها التجديدية الكامنة في الكبد لزيادة حجمه، وذلك من خلال تزويده بالمزيد من الخلايا الحيوية.

الميزات الحيوية لبكتيريا الجذام

كما اكتشف الباحثين مؤشرات على أن بعض خلايا الكبد الرئيسية، قد وصلت إلى مرحلة تجديد الشباب لدى الحيوانات التي أصيبت بمرض الجذام بالفعل.

وأكد الباحثين أيضا أن البكتيريا المسببة لمرض الجذام قد قامت بتنشيط العديد من الجينات أيضا، بما في ذلك تلك المتعلقة بعملية التمثيل الغذائي والنمو وانقسام الخلايا، مع قمع الجينات المرتبطة بالشيخوخة والتقدم في السن.

 وقد اعتقدوا بأن السبب وراء ذلك هو قيام هذه البكتيريا بإعادة برمجة خلايا الكبد لإعادتها للمرحلة المبكرة من الخلايا السلفية، والتي بدورها أصبحت خلايا كبدية جديدة تساهم في إنماء أنسجة الكبد الحية الجديدة.

وتقول البروفيسورة أنورا رامبوكانا، المؤلفة الرئيسية للدراسة: " إذا ما مكننا من تحديد كيفية إنماء البكتيريا المسببة لمرض الجذام للكبد كعضو وظيفي دون التسبب في أي آثار سلبية ضارة على الحيوانات الحية، فإننا قد نتمكن من ترجمة هذه المعرفة لتطوير علاجات أكثر أمانا لتجديد شباب الكبد لدى كبار السن وتجديد الأنسجة التالفة لدى المرضى أيضا".

وتجدر الإشارة إلى أن الباحثين يأملون أن يكون لهذا الاكتشاف، القدرة على المساعدة في تطوير تدخلات علاجية مستقبلية قادرة على التعامل مع الشيخوخة وتلف الكبد لدى البشر، خاصة وأن أمراض الكبد المختلفة تؤدي إلى وفاة مليوني شخص سنويا في مختلف أرجاء العالم.


المصدر: Medical Xpress