في عالم العلوم تساعد القوانين والنظريات في تفسير الظواهر الطبيعية، من حركة المجرات إلى سلوك الجزيئات، لكن في علم الأحياء الأمور أكثر تعقيدا بسبب الاستثناءات الكثيرة، ومع ذلك هناك حوالي 24 قاعدة بيولوجية واسعة، مثل قانون ألن وقاعدة بيرجمان، التي تصف أنماط التكيف في الكائنات الحية، والآن يقترح باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا (USC) إضافة قاعدة جديدة تسمى "عدم الاستقرار الانتقائي المفيد" (SAI)، والتي قد تغير فهمنا للتطور والخلية.
كيف يمكن أن يكون عدم الاستقرار في الخلايا مفيدا؟
عادة تسعى الأنظمة البيولوجية إلى الاستقرار للحفاظ على الطاقة والموارد، لكن دراسة جديدة نشرت في مجلة Frontiers in Aging تشير إلى أن بعض الخلايا تستفيد من عدم الاستقرار في البروتينات والجينات، ويقول عالم الأحياء الجزيئية جون تاورز إن تدمير واستبدال المكونات الخلوية بانتظام يمكن أن يعزز التنوع الجيني، مما يجعل الكائنات أكثر تكيفا مع التغيرات البيئية.
عدم الاستقرار الخلوي مرتبط بالشيخوخة والأمراض
وعلى الرغم من فوائد عدم الاستقرار الخلوي إلا أن هناك مخاطر، فعمليات التحور المستمرة تستهلك الطاقة وقد تؤدي إلى خلايا ضارة تسرع الشيخوخة أو تسبب خللا وظيفيا، ويوضح البحث أن SAI قد يكون عاملا في تطور الأمراض المرتبطة بالعمر، مما يجعله مجالا واعدا للدراسات المستقبلية حول إطالة العمر الصحي.
ولا تقتصر أهمية SAI على البيولوجيا الخلوية، بل تمتد إلى نظريات أخرى مثل نظرية الفوضى والوعي الخلوي، ويشير هذا إلى أن عدم الاستقرار قد يكون سمة أساسية للحياة، مما يفتح أبوابا جديدة لفهم التطور والتنوع البيولوجي.
فبهذا الاكتشاف قد تصبح SAI واحدة من أهم القواعد البيولوجية التي تفسر تعقيد الحياة، من أصغر الخلايا إلى أعقد الكائنات.