هذه المشاعر تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب المميتة

علوم

مشاعر الحزن والغضب والتوتر تؤدي للإصابة بأمراض القلب وتزيد من خطر الوفاة

26 تشرين الثاني 2022 19:53

حذر طبيب في مقابلة مع صحيفة ديلي إكسبرس البريطانية، من أن الأشخاص الذين يعانون من بعض المشاعر الزائدة يمكن أن يضروا بصحة عضلة القلب لديهم بشدة بكيرة، وهذه المشاعر هي كل من التوتر والحزن والغضب. 

وقد أوضح الدكتور مارتن لوي، استشاري أمراض القلب في عيادة هارلي ستريت، أن هذه المشاعر تزيد من خطر إصابتك بفشل القلب المفاجئ المعروف في الأوساط الطبية باسم " اعتلال عضلة القلب الناجم عن الإجهاد " وبأمراض القلب المميتة الأخرى.

اعتلال عضلة القلب الناجم عن الإجهاد

وتجدر الإشارة إلى أن اعتلال عضلة القلب الناجم عن الإجهاد يحدث عندما يكون هناك تغير في شكل الجانب الأيسر من القلب، كونه الغرفة المسؤولة عن ضخ الدم إلى جميع أرجاء الجسم، كما ويتم تعريف هذه الحالة الصحية في العديد من الأحيان باسم "متلازمة القلب المكسور"، وذلك نظرا لكونها غالبا ما ترتبط بالتعرض لفترات شديدة من الحزن والاكتئاب.

حيث يمكن أن تؤثر هذه المشاعر السلبية على صحة عضلة القلب، فعندما تكون مكتئبا يقوم الجسم بإفراز الكثير من هرمونات التوتر وعلى رأسها الكورتيزون، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى ارتفاع معدل ضربات القلب وضخ الدم وبالتالي إجهاد العضلة أكثر من اللازم.

تأثير الحزن والتوتر والغضب على عضلة القلب

وقد أوضح الدكتور لوي قائلا:" إن العوامل النفسية والاجتماعية مثل الحزن والاكتئاب والغضب، يمكن أن تساهم جميعها في زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب والسكتة القلبية، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن خطر الإصابة بها يزداد بشكل واضح في غضون 24 ساعة من فقدان أحد الأحباء، حيث يتعرض القلب في هذه الحالة لضغط هائل، خاصة مشاعر الغضب التي يمكنها أن تتسبب في عدم انتظام ضربات القلب".

والجدير بالذكر أن التعرض لموجة من المشاعر السلبية الشديدة ليست المسبب الوحيد لهذا الضرر الذي يلحق بعضلة القلب، حيث يمكن أن يحدث الضرر الجسيم في القلب جراء التعرض الطويل لهرمونات التوتر ومستوياتها العالية في الدم، ففي حين أن جسمك سيعود إلى حالته الطبيعية بعد انتهاء موجة المشاعر السلبية هذه، إلا أن الآثار السلبية للتعرض المفرط لهرمونات التوتر وإجهاد القلب يمكن أن تبقى فترة طويلة في الجسم.

حيث يقول الدكتور لوي:" يمكن أن يسبب الإجهاد النفسي سلسلة من ردود الفعل السلبية للجسم، فإذا ما كنت غاضبا أو متوترا أو محبطا، ستكون الاستجابة الطبيعية لجسمك هي بإطلاق هرمونات التوتر، والتي تشمل كلا من الكورتيزون والأدرينالين المسؤولة عن التعامل في هذه المواقف المتوترة، وذلك من خلال تسريع عضلات القلب وتضيق الأوعية الدموية لمساعدة الدم في الوصول إلى جميع مراكز الجسم بأسرع وقت ممكن".

كما وأضاف:" بعد انتهاء التوتر، يجب أن يبدأ ضغط الدم ومعدل ضربات القلب في التباطؤ تدريجيا للرجوع إلى مستوياتها الطبيعية، لكن إذا ما كنت متوترا أو غاضبا باستمرار، فإن هذا الأمر يحد من الوقت الكافي لعافية الجسم، والذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى تلف جدران الشرايين الداخلية".

مشاكل الصحة العقلية تزيد من خطر الوفاة

وأوضح الدكتور لوي أنه من المعروف أن مشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق والغضب، يمكنها أن تزيد من خطر وفاة الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية أيضا، حيث أظهرت العديد من الدراسات الحديثة أن مرضى القلب الذين يعانون من القلق المستمر، هم أكثر عرضة للوفاة بمقدار الضعف خلال ثلاثة سنوات من تشخيص إصابتهم بالمرض مقارنة مع الآخرين.

حيث قال الدكتور لوي:" غالبا ما يصاب المرضى بالاكتئاب بمجرد تشخيص إصابتهم بأمراض القلب، الأمر الذي يمكن أن يزيد من خطر تعرضهم لمضاعفات مرضية خطيرة تتعلق بعضلة القلب خلال سنة واحدة من التشخيص".

ما هي أعراض مشاكل القلب التي يسببها التوتر

وفقا لما ذكرته مؤسسة القلب البريطانية، فإن أعراض مشاكل القلب وخاصة مرض اعتلال عضلة القلب الناجم عن الإجهاد، يمكن أن تظهر على هيئة أعراض مشابهة للإصابة بالنوبة القلبية، حيث أن كلا من ألم الصدر المفاجئ والشديد وضيف التنفس تعد من الأعراض الأولى التي تصيب المرضى من كلا المرضين، بجانب كل من الشعور بالإعياء وخفقان القلب ووجود مشكلة في انتظام دقاته أيضا.

الجدير بالذكر أنه عادة ما يتم علاج الأشخاص الذين يصابون باعتلال عضلة القلب الناجم عن الإجهاد على أنهم مصابين بنوبة قلبية، إلا أنه بعد مراجعة الفحوصات يتضح إصابتهم بالمشكلة الصحية الأولى وليست بالنوبة القلبية.


المصدر: Daily Express