كشفت الأبحاث الأخيرة التي أجرتها جامعة بورتسموث بالشراكة مع برنامج Good Morning Britain الذي يعرض على قناة ITV التلفزيونية، أن الاستمتاع بتناول وجبة عشاء مشوي واحدة يمكن أن يؤدي إلى تناول 230 ألف قطعة من المواد البلاستيكية الدقيقة التي يكون حجمها أقل من 5 ملم تقريبا، في حين أن تناول نفس العشاء يوميا قد يعادل تناول كيسين من البلاستيك سنويا.
خطورة تناول الطعام المشوي يومياً
حيث قامت مراسلة البرنامج ميشيل موريسون، بإعداد وجبتي عشاء منفصلتين في المنزل جنبا إلى جنب مع ابنتها البالغة من العمر 9 سنوات وابنها البالغ من العمر 6 سنوات، والتي كانتا بنفس المكونات التي تشمل كل من الدجاج والبطاطس والجزر والبروكلي وبودنج يوركشاير، إلا أن واحدة منها كانت مكوناتها مغلفة بالبلاستيك بينما الأخرى تم شراؤها غير مغلفة.
الجدير بالذكر أن الأطعمة المشوية التي تكون مغلفة بالبلاستيك تحتوي على قطع المواد البلاستيكية الدقيقة أكثر بسبع مرات من غير المغلفة، ما يدل على أن العبوات البلاستيكية والمواد التي تستخدم لتغليف الأطعمة هي طريقة دخولها المباشرة إلى أجسادنا.
احذر تناول هذا الطعام يومياً لاحتوائه على جزيئات البلاستيك
حيث قام الدكتور فاي كوسيريو، الباحث في التلوث البيئي بجامعة بورتسموث، باختبار كلا من وجبتي الطعام المشوي تلك، وقال:" بناء على النتائج، يبدو أن أغلبية المواد البلاستيكية الدقيقة في طعامنا تأتي من العبوات البلاستيكية وقطع التغليف ومع ذلك، هناك طرق أخرى يمكن لهذه المواد أن تدخل بها إلى السلسلة الغذائية الخاصة بنا، حيث يمكنها الوصول إلى الخضراوات من خلال التربة وإلى اللحوم من خلال الأعشاب التي تأكلها الماشية".
وأضاف:" إن الهواء يحتوي على الكثير من المواد البلاستيكية الدقيقة أيضا، والتي يمكنها أن تتساقط فوق الأطعمة، كما أن أواني الطهي المستخدمة في إعداد وجبات الطعام قد تكون هي مصدر تلك المواد في نهاية المطاف.
كمية البلاستيك الموجودة في الطعام المطهي
وأكمل الدكتور كوسيريو قائلا:" إن دراستنا هذه مختلفة، لأننا اخترنا أن ننظر إلى ما هو موجود في وجبات الطعام بعد طهي الطعام وليس قبله، فبدلا من القيام بهذه العملية في المعمل أو مختبر معقم، تم طهي الطعام في مطبخ عادي مما يزيد الاحتمالية المتعلقة بكون المواد البلاستيكية الدقيقة تأتي من مزيج من المصادر، بما في ذلك الطعام نفسه وأكياس التغليف وأدوات الطهي والهواء".
كما وقالت موريسون:" في السابق، لم يكن هناك سوى القليل من الأبحاث حول كمية المواد البلاستيكية الدقيقة الموجودة في الوجبة المطهية بالكامل، وقد كشفت لنا هذه الدراسة بشكل واضح أننا نأكل كميات أقل بكثير من اللدائن الدقيقة عندما نجد من استخدام وتناول الأطعمة المعبئة والمغلفة بالبلاستيك، إن ما نحتاج لمعرفته الآن هو هل هذه اللدائن الدقيقة غير ضارة لنا أن هي بمثابة قنابل بلاستيكية مؤقتة صغيرة ؟".
حيث يقول البروفيسور شاجي سيباستيان، استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى هال الجامعي التعليمي:" إن المفتاح في هذه المسألة، هو أن نفهم ما الذي يمكن أن تفعله هذه المواد البلاستيكية الدقيقة بالجسم، فهل تذهب وتصل إلى الأعضاء الداخلية وتعبر الحاجز الوريدي بين الدم والدماغ على سبيل المثال أم لا ؟".
وأكمل قائلا:" فإذا ما وصلت إلى الأمعاء، وهذا مجال اهتمامي وتخصصي، فهل ستحفز أو تسبب بعض المشكلات الصحية أو الالتهابات التي قد تؤدي بدورها إلى الإصابة بالمرض؟ هذه أسئلة مهمة نحتاج إلى الإجابة عليها بالفعل، إن نتائج هذه الدراسة مثيرة للدهشة وتجعل البحث في تأثيرات المواد البلاستيكية الدقيقة على الجسم أكثر ضرورة وإلحاحا".