تأثير شرب الكحول على خطر الإصابة بالجلطات الدماغية

علوم

شرب الكحول يضاعف خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بعد ساعات من شربها

5 كانون الأول 2022 19:57

تعد السكتة الدماغية السبب الرئيسي الثالث للوفاة في مختلف أرجاء العالم، و تسبب الإعاقة بشكل عام للملايين من الناس سنويا.

تأثير أنماط الحياة على الإصابة بالجلطة الدماغية

و يمكن أن تتأثر حالة الشخص الذي يصاب بها بالطريقة التي نعيش بها مما يجعل من الممكن تجنبها والوقاية منها أيضا، حيث يمكن أن تكون أنماط الحياة المختلفة التي نقوم باتباعها هي التي تضاعف خطر إصابتنا بالسكتة الدماغية في غضون ساعات قليلة من قيامنا بها، بما في ذلك شرب الحكوليات.

شرب الكحوليات يضاعف الاصابة بالجلطة الدماغية

حيث أثبتت إحدى الدراسات الجديدة أن الاستهلاك المعتدل للمشروبات الكحولية يمكن أن يضاعف من خطر الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية في غضون الساعات القليلة التالية من تناولها، وهو ما اعترف به المئات من المرضى الذين أصيبوا بالسكتة الدماغية بالفعل. 

دراسة تأثير شرب الكحوليات على الإصابة بالجلطة الدماغية

كما وأظهرت دراسة سابقة نشرت عام 2010 من قبل الدكتور موراي ميتلمان، مدير وحدة أبحاث أمراض القلب والأوعية الدموية في مركز بيث اسرائيل الطبي التابع لكلة الطب بجامعة هارفارد في بوسطن، أن التأثير الضار الذي يمكن أن يتركه شرب الكحول على الصحة العامة وتعزيز خطر الإصابة بالسكتة الدماغية يعتمد بشكل أساسي على مقدار الشرب وكم مرة يتم تناول الكحوليات فيها، حيث كان الهدف من هذه الدراسة آنذاك هو تحديد ما إذا كان استهلاك الكحول له تأثير مباشر على السكتة الدماغية أم لا.

أما في هذه الدراسة الجديدة، والتي سارت على نفس خطى الدراسة السابقة، تم إجراء مقابلات مع 390 مريضا أصيب بالسكتة الدماغية للتعرف على كل ما قاموا به في الأيام القليلة السابقة لتعرضهم لهم، وقد اعترف 14 شخص منهم أنهم قاموا بشرب المشروبات الكحولية في غضون ساعة من التعرض للسكتة الدماغية، بينما قال 104 شخص آخرين أنهم قاموا بفعل ذلك خلال الـ 24 ساعة الماضية أيضا، في حين أن 248 الآخرين قد شربوا الكحول خلال العام الماضي فقط.

فوائد شرب الكحوليات باعتدال

وقد علق الدكتور ميتلمان، الذي شارك في تأليف الدراسة الحالية:" إن هذه الأدلة النابعة من الإفراط في شرب الكحوليات على المدى الطويل والقصير، تشير إلى قدرتها على زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بالفعل، لكن هذا لا ينطبق على الشرب الخفيف أو المعتدل منها أيضا. حيث أنه من المحمل أن الزيادة العابرة في مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى المستهلكين المعتدلين للكحوليات قد تفوقها الفوائد الصحية الأخرى على المدى الطويل خاصة عند استهلاك النبيذ الأحمر".

بمعنى آخر، إن شرب كميات صغيرة من الكحوليات يمكن أن يفيد في تفتيت الدهون بالدم ويجعل الأوعية الدموية أكثر مرونة، مما يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بشكل عام.

كما وأضاف ميتلمان: " في هذه المرحلة، ليس لدينا ما يكفي من الأدلة لنقول أن الأشخاص الذين لا يشربون الكحوليات يجب أن يبدئوا بفعل ذلك، وأن الأشخاص الذين يشربون كميات صغيرة لا تزيد عن مشروب واحد في اليوم يجب أن يتوقفوا عن القيام بذلك أيضا".

مخاطر الإفراط بشرب الكحوليات

الجدير بالذكر أنه بعد شرب الكحوليات مباشرة، يؤدي الارتفاع المتزايد في ضغط الدم إلى تحفيز التصاق الصفائح الدموية ببعضها البعض، ما قد يزيد من احتمالية تكوين التجلطات الدموية خاصة لدى الأشخاص الذين يشربون بإفراط، ناهيكم عن أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالرجفان الأذيني، والذي يعد واحدا من مشاكل عدم انتظام ضربات القلب الأخطر والأكثر شيوعا على الإطلاق.

كما وأشار الباحثين إلى أن كل من تشكل الجلطات الدموية والإصابة بالرجفان الأذيني بعضلة القلب، تعتبران عوامر خطر كبيرة للإصابة بالسكتات الدماغية أيضا، الأمر الذي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بنوبة نقص وصول الدم إلى الدماغ بخمسة أضعاف بالفعل، حيث يحدث ذلك عندما تفشل الغرف العلوية لعضلة القلب في ضخ الدم الكافي بكفاءة وإيصاله إلى الدماغ، بجانب دفع الجلطات الدموية المتكونة ما يؤدي إلى انسداد الشرايين والأوردة الدماغية وبالتالية الإصابة بالسكتة الدماغية القاتلة.


الديلي إكسبرس