يعتبر مرض السرطان مرض سريع التطور ومروع وعلى الرغم من أن أجهزة المناعة لدى الشباب غالبا ما تكون أقوى مقارنة بالأطفال وكبار السن، إلا أنهم قد يجدون صعوبة بالغة من التعافي من الأورام السرطانية.
وقد أشارت دراسة جديدة نشرت في مجلة Cancer الطبية المرموقة إلى أن الشباب الناجين من السرطان يواجهون خطرا متزايدا للإصابة بأمراض القلب أثناء التقدم في العمر.
دراسة تكشف عن ارتفاع معدل الإصابة بأمراض القلب عند الشباب الناجين من السرطان
الشباب الناجين من السرطان معرضين أكثر للإصابة بأمراض القلب
حيث توصل القائمين على الدراسة إلى استنتاجهم هذا بعد تقييم نتائج 4766 من المرضى الشباب الذين نجوا من إصابتهم بالسرطان ومقارنتها مع مجموعة تحكم صحية من الشباب بلغ عددهم 74600 شخص، حيث كان المحدد الأساسي لمجموعة التحكم عن أن جميع المشاركين فيهم لا يوجد لديهم أي تاريخ من الإصابة بالسرطان، في حين أن البيانات قد تم أخذها عبر برنامج مسح مقابلة الصحة الوطنية الأمريكية.
فبعد أخذ جميع العوامل الأخرى المؤثرة مثل الجنس والعرق والدخل والتعليم والتدخين والنشاط البدني بعين الاعتبار، قام الباحثين بتقييم الشباب المصابين سابقا بالسرطان بأنهم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بأولئك الأصحاء الذين لم يعانوا من أي نوع من الأورام السرطانية من قبل.
تزايد أمراض القلب عند الشباب الناجين من السرطان
وقد قال القائمين على الدراسة:" إن عوامل الخطر الاجتماعية والديموغرافية القابلة للتعديل تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الناجين من الأمراض السرطانية، والتي قد تكون غير متناسبة في بعض الحالات مقارنة بالأشخاص العاديين كمجموعة التحكم التي شاركت في الدراسة".
كما وأضافوا :" علاوة على ذلك، هناك حاجة ماسة لفهم مسارات السلوك الصحي بين مختلف المجموعات السكانية الاجتماعية والديمغرافية، وذلك لتحديد الفرص التي يجب اغتمامها لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الشباب الناجين من السرطان".
عوامل تزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب
أكدت نتائج الدراسة أن الباحثين قد لاحظوا أن هناك عوامل محددة يمكنها أن تزيد أو تقلل من خطر إصابة الأشخاص بأمراض القلب سواء أكان مصابا بأحد الأورام السرطانية في السابق أم لا، والتي اشتملت على كل من الدخل والتدخين والنشاط البدني وممارسة العلاقة الحميمة وغيرها من الأمور الأخرى.
أهمية النشاط البدني للشباب الناجين من السرطان
علاوة على ذلك، قالت المؤلفة الرئيسي للدراسة الدكتورة آمي بيركمان:" سلطت هذه الدراسة الضوء على أهمية المراقبة طويلة المدى للشباب الناجين من السرطان حتى بعد انتهاء العملية العلاجية، وذلك لضمان بدء الفحوصات المناسبة لتقليل خطر إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية وتعزيز التغييرات السلوكية الصحية في حياتهم، بما في ذلك النشاط البدني الذي يمكن أن يؤثر عليهم بشكل كبير على المدى الطويل ".
الارتباط الناشئ بين الإصابة بالسرطان وأمراض القلب
تجدر الإشارة إلى أن الدراسة لم تذكر ما إذا كان للسرطان أو العلاج المستخدم في علاجه له أي تأثير على الإصابة بأمراض القلب، ناهيكم عن أن هذه ليست المرة الأولى التي تبحث فيها دراسة في الارتباط الناشئ بين الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.
حيث سبق أن وجدت دراسة نشرت في المجلة الأوروبية للقلب عام 2019 الماضي، أم مرضى السرطان أكثر عرضة للوفاة جراء الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية مقارنة بغيرهم، مشيرة إلى أن ما نسبته 10% تقريبا منهم لا يموتون بسبب السرطان بل بسبب المشاكل الصحية الناجمة عن وجود مشكلة في عضلة القلب والأوعية الدموية.
الديلي إكسبرس