التهابات الشرايين التاجية تكشف خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الشباب

كشف علمي.. يغير طرق تشخيص وعلاج أمراض القلب الخفية لدى الفئات العمرية الصغيرة كشف علمي.. يغير طرق تشخيص وعلاج أمراض القلب الخفية لدى الفئات العمرية الصغيرة

في دراسة حديثة نشرت في الدورية الأمريكية لطب القلب الوقائي، توصل الباحثون إلى أن قياس مستوى الالتهاب في الأنسجة الدهنية المحيطة بالشرايين التاجية (PCAT) يمكن أن يكشف عن أمراض القلب المبكرة لدى الشباب، حتى عندما تكون فحوصات الكالسيوم التقليدية سلبية.

الخلفية العلمية لأهمية فحص الشرايين التاجية

تعد أمراض القلب والأوعية الدموية (CVD) السبب الرئيسي للوفاة عالميا، ورغم انخفاض معدلات الوفيات إلا أن الإصابات بين الشباب في تزايد، وتكمن المشكلة في أن النماذج التقليدية لتقييم المخاطر غالبا ما تفشل في تحديد الخطر لدى هذه الفئة العمرية.

فمن هنا تأتي أهمية تقنيات مثل تصوير الأوعية التاجية بالأشعة المقطعية (CCTA) وقياس الكالسيوم في الشرايين التاجية (CAC)، لكن الباحثين وجدوا أن PCAT – وهو مؤشر حيوي للالتهاب – قد يكون أكثر دقة في الكشف المبكر عن تصلب الشرايين، خاصة عند الشباب الذين لا تظهر عليهم أعراض واضحة.

مؤشر واعد للكشف المبكر عن أمراض القلب لدى الشباب

شملت الدراسة 733 مريضا تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاما، ممن خضعوا لفحص CCTA بسبب اشتباه في إصابتهم بأمراض القلب، وكانت النتائج كالتالي: 55% من المشاركين إناث مع تنوع عرقي كبير، و15% من المرضى أظهروا علامات تصلب الشرايين رغم أن 90% منهم كانت نتائج فحص الكالسيوم (CAC) طبيعية (صفر)، كما ارتبط ارتفاع مستويات PCAT بوجود التهابات وتراكم اللويحات في الشرايين، حتى لدى المرضى الذين لا يعانون من انسداد واضح، ولوحظ أن PCAT في الشريان التاجي الأيسر (LCX) كان الأعلى ارتباطا بوجود المرض.

وأكدت الدراسة أن PCAT يمكن أن يكون أداة فعالة للكشف عن أمراض القلب لدى الشباب، خاصة أولئك الذين تبدو نتائج فحوصاتهم التقليدية طبيعية، وقد يساعد دمج هذا المؤشر في الفحوصات الروتينية على تحسين دقة تشخيص أمراض القلب المبكرة، وتحديد المرضى الذين يحتاجون إلى علاج وقائي قبل تفاقم الحالة، كما يؤمن توفير رعاية طبية أكثر تخصيصا للشباب المعرضين للخطر، ومع ذلك أشار الباحثون إلى بعض القيود مثل طبيعة الدراسة الاستعادية وعدم توفر بيانات طويلة المدى مما يستدعي مزيدا من الأبحاث.