عبر المستكشف راشد.. الإمارات تشق طريقها نحو القمر

علوم

الإمارات: نجاح المرحلة الأولى من رحلة إطلاق المستكشف راشد إلى القمر

11 كانون الأول 2022 13:59

أعلنت الإمارات اليوم الأحد عن نجاح المرحلة الأولى من رحلة إطلاق المستكشف راشد إلى القمر، في حدث تاريخي يعتبر الأول عربيا والرابع عالميا.

حيث أوضح مركز محمد بن راشد للفضاء بأن المرحلة الأولى من رحلة المستكشف راشد إلى القمر قد تمت بنجاح، مؤكدا نجاح انفصال مركبة الهبوط التي تحمل على متنها المستكشف راشد عن صاروخ فالكون، على أن يتم تلقي أول إشارة من المستكشف بعد يومين.

وكان مركز محمد بن راشد للفضاء قد أعلن في وقت سابق اليوم، عن إطلاق مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، باعتباره أول مهمة إماراتية إلى سطح القمر، اليوم الأحد، عند الساعة 11:38 صباحا بتوقيت الإمارات.

وقد تمت عملية إطلاق المستشكف راشد عبر صاروخ فالكون 9، من قاعدة كيب كانافيرال الفضائية الأمريكية، المطلة على ساحل الأطلنطي، بولاية فلوريدا جنوب شرق الولايات المتحدة.

مهمة المستكشف راشد على القمر

من المقرر أن يقوم المستكشف راشد بمجرد هبوطه بدراسة خصائص التربة على سطح القمر وصخور وجيولوجيا القمر وحركة الغبار والبلازما والغلاف الكهروضوئي، والتي تعد جميعها اكتشافات جديدة حول هذه المنطقة من القمر، مما يجعل مشروع الإمارات لاستكشاف القمر واحدة من أكثر المهمات الفضائية ترقباً.

ومن جهته أشار سالم المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، خلال لقاء مع موقع العين الإخبارية، بعد وصوله إلى فلوريدا لمتابعة الاستعدادات قبيل عملية الإطلاق إلى أن المهمة الإماراتية على القمر هي تمهيد لبرنامج أرتميس الفضائي بإرسال البشر مرة أخرى إلى القمر 2025، كما تعد خطوة في طريق إرسال البشر إلى المريخ في المستقبل.

ولفت إلى أن "الفريق الإماراتي تأكد من جاهزية المستكشف راشد، كما جاءت نتيجة آخر الاختبارات لعملية الإطلاق بمعرفة شركة Space X الأمريكية كلها إيجابية للغاية، كما أجرت الشركة اليابانية آي سبيس ISpace المسؤولة عن هبوط المركبة (راشد) كل الاختبارات اللازمة قبيل عملية الإطلاق".

دور المستكشف راشد في برنامج آرتميس

بين المري أهمية المستكشف راشد بالتزامن مع برنامج آرتميس لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، بإرسال البشر إلى القمر في غضون العامين المقبلين، بأن المستكشف راشد، هو إحدى الخطوات التمهيدية لإرسال البشر مرة أخرى إلى القمر، إذ سيوفر البيانات العلمية والتي سيتم تبادلها مع الجامعات ووكالات الفضاء الدولية، للاستعداد بشكل مثالي لعودة البشر مرة أخرى إلى القمر.

أهمية المستشكف راشد

لفت مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء إلى أن أهمية المستكشف راشد تكمن في أنه أول مهمة إماراتية تهبط على سطح القمر بأيدٍ إماراتية وتصميم إماراتي بالكامل، وهو ما يعد طفرة في نقل المعرفة وبناء القدرات الإماراتية في مجال الفضاء والتي تحققت خلال الـ ٢٠ سنة الماضية، ضمن الأهداف الاستراتيجية للإمارات العربية المتحدة، لافتا إلى أنه بالرغم من أن مشروع إرسال المركبة راشد إلى القمر هو مشروع إماراتي، لكنه ذو طابع دولي يعزز الشراكة العالمية لاستكشاف الفضاء، حيث تتولى شركة Space X الأمريكية عملية الإطلاق، كما تتولى الشركة اليابانية آي سبيس ISpace عملية هبوط المركبة "راشد"، كما تمت الاستعانة بمعدات علمية من فرنسا، ومن جامعات من هولندا وبلجيكا، وكلها أمور تصب في النهاية في صالح برنامج آرتميس وعودة البشر إلى القمر.

ارتباط برنامج استكشاف القمر مع برنامج استكشاف المريخ

أكد المري بأنه على الرغم من أن المستكشف راشد هو ضمن برنامج استكشاف القمر، لكنه في النهاية يمهد الطريق للخطوات الإماراتية في استكشاف المريخ، حيث تعد خطوتنا الصغيرة على القمر بداية لخطوتنا الكبيرة على المريخ.

ولفت المري إلى أن رحلة المريخ ستكون صعبة للغاية على البشر فالرحلة سوف تستغرق ما بين 7 و9 أشهر ذهابا فقط، ومثلها في رحلة العودة، كما أن الخطة تقتضي المكوث سنة على الأقل على سطح الكوكب الأحمر، وهذا أمر ليس يسيرا، ولذلك فإن رحلة المريخ ستحتاج إلى موارد ومعدات ضخمة للحفاظ على حياة رواد الفضاء لمدة تتجاوز العامين ولذلك فإن الحفاظ على وجود بشري دائم على القمر هو مرحلة للوصول إلى المريخ.

المدينة الإماراتية على المريخ

وكشف المري آخر التطورات في مشروع المدينة الإماراتية على المريخ بحلول 2117، مبينا بأن مدينة المريخ جار العمل عليها في الوقت الراهن، وسوف يتم بناء نموذج منها في الإمارات خلال الفترة المقبلة لدراسة كيفية الحياة على سطح المريخ، وإجراء التجارب المختلفة سواء متعلقة بالطاقة أو التغذية أو حتى مصادر المياه وكل البحوث العلمية الأخرى، لافتا إلى أنها مدينة معقدة للغاية، وهي تحت الإنشاء في الوقت الراهن. 

المصدر: وكالات