قضاء الوقت لوحدك له تأثير سلبي على حياتك الاجتماعية

العزلة وتأثيرها خلال مرحلة البلوغ العزلة وتأثيرها خلال مرحلة البلوغ

يؤدي قضاء فترات طويلة من الوقت لوحدك إلى الشعور بالانتعاش بعد التفاعل مع شخص آخر، الأمر الذي يمكن أن يكون للعديد من الآخرين بمثابة هروب من الواقع وضجيج الحياة اليومية .

العزلة والمواقف الاجتماعية

وقال باحثون من جامعة بوفالو ، يمكن للأشخاص الذين يحصلون على وقت أكثر بمفردهم للتخلص من الضغط أن يشهدوا مستويات متزايدة من التوتر عند تعرضهم للمواقف الاجتماعية.

العزلة وتأثيرها خلال مرحلة البلوغ

وجد الباحثون اختلافًا في السلوك والحالة العقلية بعد قضاء يوم واحد دون أي تفاعل مع الآخرين. فعلى عكس الدراسات السابقة ، ركزت هذه الدراسة على التفاعلات اليومية الاعتيادية، ليجدوا أن لقاء الآخرين بعد قضاء يوم واحد وحيدا لا يكون بنفس الجودة ودرجة التفاعل المطلوبة أو المتوقعة.

نتائج العزلة على الشخص

قادت الدراسات السابقة الخبراء إلى رؤية العلاقة بين قضاء وقت طويل بمفردك والتأثيرات السلبية المختلفة التي يعاني منها الشخص، بما في ذلك الشعور بالوحدة والاضطراب العاطفي، كما وربطت دراسات أخرى بين العزلة والنتائج الإيجابية مثل تقليل الغضب والقلق والحزن، لكن هذا لا يعني أن النتيجة ستكون على هذا النحو دائما. 

قضاء الوقت لوحدك له تأثير سلبي على حياتك الاجتماعية

حيث تقول هوب وايت، طالبة الدراسات العليا في قسم علم النفس في جامعة بافالو المؤلفة المشاركة في الدراسة: "لقد وجدنا أن الأشخاص الذين يسعون إلى العزلة بدافع الخوف أو كره التفاعلات الاجتماعية يعانون من قلق متزايد عند التفاعل مع الآخرين في الأيام التي يقضون فيها وقتا بمفردهم أكثر من المعتاد. نعتقد أن السبب في ذلك هو أن هؤلاء الأفراد لا يستخدمون وقتهم الانفرادي بطريقة تصالحية".

هل هناك ما يمكن اعتباره وقتا انفراديا أكثر من اللازم ؟

إن قضاء الوقت بمفردك بشكل متكرر لا يعني بالضرورة أنه أمر سلبي بالطبع ، حيث أن الأمر منوط بالطريقة التي تقوم بها بذلك والأمور التي تفعلها خلال عزلتك، حيث قالت وايت أن أفضل الأمثلة على ذلك هو أن الشخص يمكن أن يقضي الكثير من الوقت بمفرده دون أن يفعل شيء سوى التفكير.

العزلة وتطور البالغين

وقد أضافت:" إن العزلة المفرطة خلال مرحلة البلوغ يمكن أن يكون لها آثار سلبية، خاصة إذا ما تطورت لمستويات جديدة، وبما أن هذه مرحلة حرجة من الحياة ، فإن جزء كبير من تطور البالغين يعتمد على كيفية اختيار الأشخاص لقضاء وقتهم، بالإضافة إلى من يقضون هذا الوقت معهم أو بدونهم".

بمشاركة 411 بالغا تراوحت أعمارهم بين 18 و 26 عام، قام الباحثون بكتابة تقارير يومية على الهواتف الذكية للتفكير في ما شعروا به بعد فترات من العزلة متبوعة بالتفاعل الاجتماعي، حيث كان الهدف هو معرفة ما إذا كان الوقت وحده سيقود المشاركين إما إلى اختيار قضاء المزيد من الوقت مع الأشخاص أو ما إذا كانوا يريدون قضاء المزيد من الوقت بمفردهم.

وفي حين أن قضاء الوقت بشكل منعزل أمر شائع للغاية ، لا يزال العلماء غير متأكدين بشأن المخاطر الحقيقية مقارنة بالفوائد التي يمكن أن يجنيها الناس من العزلة. ومع ذلك ، ستستمر الدراسات التي تبحث عن تأثير العزلة على التطور وقد تقدم هذه الإجابات في يوم من الأيام.

إدارة المشاعر السلبية

تقول وايت: "قد يستفيد الأشخاص من الحصول على بعض النصائح لكيفية استغلالهم هذا الوقت الانفرادي بشكل صحيح، وذلك بطرق تساعدهم على المستوى الفردي وفي تفاعلهم مع الآخرين. كما أن هناك إمكانية للحصول على إرشادات حول كيفية إدارة المشاعر السلبية بشكل أفضل أثناء التفاعلات الاجتماعية بعد قضاء فترة طويلة من العزلة ، خاصة للأشخاص الذين لديهم قلق بشأن التفاعل مع الآخرين".


جيروزاليم بوست