البروتين المخاطي في المفاصل يقود لعلاج جديد لمرض النقرس

علاج جديد لمرض النقرس علاج جديد لمرض النقرس

يعتقد العديد من الأمريكيين أن النقرس مرض بات يعد من الحقب القديمة، تماما مثل الكساح أو الاسقربوط. حيث كان هذا المرض يصيب الأغنياء والعائلة المالكة بشكل أساسي، بما في ذلك بعض الشخصيات التاريخية الشهيرة مثل بنجامين فرانكلين وتوماس جيفرسون وغيرهم.

مرض النقرس

لكن الحقيقة أن النقرس يعتبر بالفعل أحد أقدم الأمراض المعروفة على الإطلاق ، وقد تم التعرف عليه لأول مرة من قبل قدماء المصريين حوالي عام 2640 قبل الميلاد. لكن المرض أصبح منتشرا الآن أكثر من أي وقت مضى ، حيث يصيب أكثر من 10 ملايين شخص في الولايات المتحدة أو ما يقرب من 5 % من السكان البالغين تقريبا.

ماهو النقرس وما أسبابه

النقرس هو الشكل الأكثر شيوعا لالتهاب المفاصل الالتهابي ، والذي ينتج عن تراكم اليورات (منتج ثانوي من الأطعمة الغنية بالبيورين مثل اللحوم والكحول) في الجسم مشكلا بلورات على شكل إبرة داخل وحول المفاصل ، والذي عادة ما يبدأ في القدم، حيث تؤدي الترسبات البلورية إلى نوبات من الألم الشديد وتورم المفاصل والوهن ، ويمكن أن تتطور إلى تلف المفاصل المزمن الذي يحد من حركة المريض وقدرته على أداء الوظائف الحياتية الاعتيادية بشكل كبير.

حمض البول والنقرس

لطالما اعتبرت زيادة البول في الدم (المعروفة باسم فرط حمض يوريك الدم) السبب الرئيسي للنقرس ، ولكن بشكل غير متوقع ، فإن معظم الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات اليورات لا يصابون بالمرض. ففي الواقع ، يعتبر فرط حمض يوريك الدم بدون أعراض أكثر انتشارا بأربعة أضعاف من النقرس.


البروتين المخاطي في المفاصل يقود لعلاج جديد لمرض النقرس

مادة جديدة لعلاج مرض النقرس

في دراسة جديدة نشرت على الإنترنت خلال شهر ديسمبر الجاري في مجلة التهاب المفاصل والروماتيزم ، حدد فريق من الباحثين الدوليين بقيادة كلية الطب بجامعة كاليفورنيا سان دييغو مسارا جزيئيا جديدا يسبب النقرس وتطوره إلى مرض تآكل الأنسجة المشترك. حيث أوضحت النتائج مادة تزييت المفاصل ، وهي بروتين موجود في سائل المفاصل ، بأنها يجب أن تكون هدف علاجي جديد للوقاية من المرض وعلاجه.

العوامل الوراثية لمرض النقرس

كان العلماء مهتمين باستكشاف العوامل الوراثية التي لا تؤدي إلى مستويات عالية من تراكم اليورات ، بل تلك التي تؤدي إلى إنتاج البول وترسب البلورات داخل المفاصل. للقيام بذلك ، قاموا بدراسة حالة نادرة من مرض النقرس حيث يكون جسم المريض قد طور رواسب بلورية من البوليورات وعانى من تآكل في المفاصل دون ظهور مستويات عالية من اليورات في الدم.

يقول كبير الباحثين روبرت تيركيلتاب ، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو: "هذا الاضطراب الذي يحدث بشكل طبيعي وغير معتاد للغاية يوفر فرصة فريدة للنظر في التهاب المفاصل النقرسي بنظرة مختلفة ، وفهم العمليات الجزيئية التي تساهم في المرض بغض النظر عن فرط حمض اليوريك في الدم".

وظيفة البروتين المخاطي في المفاصل

باستخدام تسلسل الجينوم الكامل وتسلسل الحمض النووي الريبي والأساليب البروتينية الكمية ، تمكن الباحثون من تحديد المسار الجزيئي الرئيسي الذي أدى لهذه المشاكل الصحية لدى المريض، مع التركيز على وجود انخفاض كبير في البروتين المخاطي بالمفاصل، والذي يوفر التزليق الأساسي والحماية لأنسجة المفاصل وينظم وظيفة نوع معين من خلايا الدم البيضاء التي تعزز حدوث الالتهاب في المفصل.

أكدت تجارب إضافية قام بها الباحثون أنه في ظل الظروف الصحية ، يمنع البروتين المخاطي إفراز اليورات وأكسيداز الزانثين (إنزيم ينتج اليورات) بواسطة خلايا الدم البيضاء المنشطة، كما و يمنع اليورات من التبلور في المفصل أيضا. بعد ذلك، قام الباحثين بتقييم العديد من المرضى الذين يعانون من هذا الشكل الشائع من النقرس وأكدوا أنهم قد كانوا يعانون بشكل ملحوظ من مستويات البروتين المخاطي المنخفضة في المفاصل أيضا.

البروتين المخاطي في المفاصل ومرض النقرس

يقترح الباحثون أنه إذا ما كان مريض فرط اليوريك في الدم يصاب بالنقرس أم لا قد يتأثر بالتغيرات الجينية التي تنعكس على البروتين المخاطي والجزيئات الأخرى التي تتحكم في إنتاجه أو انخفاض مستوياته في المفصل.

حيث قال تيركيلتاب :"تظهر النتائج التي توصلنا إليها أن مادة التشحيم (البروتين المخاطي) قد تكون علامة بيولوجية جديدة لتتبع خطر إصابة المرضى بالنقرس، وأن الأدوية الجديدة للحفاظ على هذه المادة الهامة وتعمل على زيادة مستوياتها في الجسم يمكن أن تحد من حدوث وتطور التهاب المفاصل النقرسي"


Medical Xpress