قد يكون الأشخاص الذين يعانون من الصداع العنقودي أكثر عرضة بثلاث مرات للإصابة بمشاكل صحية أخرى بما في ذلك أمراض القلب والاضطرابات العقلية وأمراض الأعصاب الأخرى ، وذلك وفقا لدراسة نشرت ليلة أمس الأربعاء الموافق 14 ديسمبر 2022 عبر المجلة الطبية الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب " Neurology".
الصداع العنقودي
إن الصداع العنقودي عبارة عن صداع يصيب الشخص لمدة قصيرة ولكنه مؤلم للغاية ويمكن أن يحدث لعدة أيام أو حتى أسابيع متتالية، حيث أنه يمكن أن يصيب أي منطقة من الرأس ويستمر لمدة تتراوح ما بين 15 دقيقة إلى ثلاثة ساعات في أسوأ الحالات.
تأثير الصداع العنقودي المرتبط بعوامل مرضية أخرى
تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة كارولين ران من معهد كارولينسكا في ستوكهولم بالسويد: "في جميع أنحاء العالم ، يعرف الصداع بأنه يترك تأثيرا سلبيا لايصدق على نوعية حياة الناس سواء أكان ذلك اجتماعيا أو اقتصاديا، وقد أظهرت النتائج التي توصلنا إليها أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع العنقودي ليس لديهم خطر متزايد للإصابة بأمراض أخرى فحسب ، بل وأن أولئك الذين يعانون من أي مشكلة صحية إضافية بجانب الصداع العنقودي قد غابوا أربعة أضعاف الأيام عن العمل بسبب المرض مقارنة بأولئك الذين يعانون من الصداع العنقودي لوحده".
دراسة تأثير الصداع العنقودي على ساعات العمل
اشتملت هذه الدراسة على 3240 شخصا يعانون من الصداع العنقودي وتتراوح أعمارهم ما بين 16 إلى 64 عام في السويد، والذين تم مقارنتهم بـ 16200 شخصا أصحاء مشابهين لهم في العمر والجنس وعوامل أخرى، كما وكانت الغالبية العظمى منهم من الرجال كونهم الأكثر شيوعا للإصابة بالصداع العنقودي.
نظر الباحثون خلال الدراسة في سجلات العمل والمشاكل الصحية المختلفة لتحديد عدد الأيام التي تغيب فيها الأشخاص عن العمل خلال العام بسبب المرض أو العجز، حيث كان من بين المصابين بالصداع العنقودي ما نسبته 92٪ أو 2977 شخصا يعانون من مرض إضافي واحد على الأقل، أما من بين أولئك الذين لا يعانون من الصداع العنقودي فقد كان ما نسبته 78 ٪ أو 12575 شخصا يعانون من مرضين أو أكثر.
بالإضافة إلى ذلك، كان عدد النساء المصابات بأمراض إضافية من بين أولئك الذين يعانون من الصداع العنقودي أكثر من الرجال ، حيث كانت النسبة 96٪ للنساء و 90٪ للرجال. في حين كان متوسط عدد الأيام التي تغيب فيها الشخص عن العمل بسبب المرض والعجز أعلى بمرتين تقريبا بين الأشخاص الذين يعانون من الصداع العنقودي 63 يوم مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من الصداع العنقودي الذين تغيبوا 34 يوم فقط.
نتائج الدراسة
إن هذه النتائج تعني أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع العنقودي ومرض إضافي واحد على الأقل يسجلون أربعة أضعاف عدد أيام الغياب مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من الصداع العنقودي دون أي مرض آخر أو لا يعانون منه على الإطلاق.
أهمية معرفة الظروف المحيطة بمصابي الصداع العنقودي
تضيف الدكتورة ران: " إن زيادة فهمنا للظروف الأخرى التي تؤثر على الأشخاص الذين يعانون من الصداع العنقودي وكيف تؤثر على قدرتهم على العمل أمر مهم للغاية، كونها يمكن أن تساعدنا في اتخاذ قرارات بشأن العلاجات والوقاية والتقييمات السريرية الأخرى".
تجدر الإشارة إلى أن الأمر المقيد الوحيد الذي كان في هذه الدراسة، هو عدم توفر المعلومات المتعلقة بالبيانات الشخصية للمشاركين ، بما في ذلك كل من التدخين واستهلاك الكحول ومؤشر كتلة الجسم ، والتي يمكن أن تؤثر على حدوث الأمراض أيضا.