دراسة تؤكد وجود ارتباط بين الجينات والاضطرابات العصبية والنفسية

كشفت دراسة أجريت على أكثر من 90000 مريض أن شخصا من بين كل 100 شخص يحمل نوعا جينيا واحدا نادرا على الأقل مسؤولا عن زيادة خطر الإصابة بالاضطرابات العصبية والنفسية، بما في ذلك الفصام واضطراب طيف التوحد ، وأن ثلث المصابين بهذا المتغير الجيني لديهم حالة صحية عقلية تم تشخيصها بالفعل، حيث تؤكد النتائج التي توصل إليها الباحثين في الدراسة المنشورة بالمجلة الأمريكية للطب النفسي، وجود ارتباط بين الجينات والاضطرابات العصبية والنفسية بشكل كبير وواضح.

الارتباط بين الجينات والاضطرابات العصبية

قام الباحثين بقيادة الدكتورة كريستا إل مارتن ، بتحليل بيانات السجل الصحي الوراثي والإلكتروني (EHR) المأخوذة من مجموعة فرعية مكونة من 90595 شخصا كان قد تم تسجيلهم في السابق ضمن مبادرة Geisinger's MyCode Community Health Initiative، مما مكنهم من تحليل الإكسومات المتسلسلة لـ 94 جينا تم ربطها بزيادة خطر الإصابة بـالاضطرابات العصبية والنفسية و قارنوا انتشار هذه الجينات مع رموز تشخيص EHR المرتبطة بها، والتي شملت كلا من اضطراب طيف التوحد والفصام والاضطراب ثنائي القطب، حيث تم العثور على المتغيرات الجينية في ما تزيد نسبته عن 1 ٪ من المرضى المشاركين بالدراسة، مع تم تشخيص ثلثهم بأنهم مصابين بأحد الأمراض النفسية والعصبية سابقة الذكر. 

تقول الدكتورة مارتن: " تؤكد هذه الدراسة الدور المهم للمتغيرات الجينية النادرة في الاضطرابات العصبية والنفسية ، كما و أنها تسلط الضوء على استخدام الأساليب القائمة على الحمض النووي في دراسة وتشخيص هذه الحالات".

أهمية الفحص الجيني

وأضافت: "بالنظر إلى أنه قد تم العثور على واحد من بين كل 100 مشارك يمتلك أحد هذه المتغيرات الجينية تلك ، فإن الجهود المبذولة لدمج الفحص الجيني في الرعاية الصحية الروتينية لديها القدرة على تحسين العلاج والرعاية الصحية للأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعصبية".

كما وقالت الدكتورة هيرميلا شيميليس ، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "نحن نعلم أن مئات الجينات تساهم في الاضطرابات العصبية والنفسية. ومع ذلك ، فقد ركزنا في هذه الدراسة على تلك التي يتم فهمها في الوقت الراهن بشكل أفضل".

أشار الباحثين إلى أن استراتيجيات الطب الدقيق المماثلة قد سرعت من تحقيق الاختراقات في حالات صحية أخرى ، مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية ، ولديها القدرة على أن تؤدي إلى اكتشاف علاجات مستهدفة فعالة لأمراض الاضطرابات العصبية والنفسية أيضا.