أسباب استمرار فقدان حاسة الشم بعد الشفاء من فيروس كورونا لدى البعض

علوم

استمرار الهجوم المناعي على الخلايا الشمية يتسبب بفقدان حاسة الشم بعد الشفاء من فيروس كورونا

22 كانون الأول 2022 18:01

كشف فريق من الباحثين بكلية ديوك للطب أن سبب عدم استعادة بعض الأشخاص حاسة الشم بعد إصابتهم بفيروس كورونا التاجي المستجد أو استعادتها بشكل جزئي وفقدانها من جديد، مرتبط بوجود هجوم مناعي مستمر على الخلايا العصبية الشمية في الأنف، والتي تتسبب بدورها في انخفاض عدد تلك الخلايا المسؤولة عن الشم وتحديد الرائحة لدى الإنسان.

فقدان حاسة الشم بعد الإصابة بفيروس كورونا

كما وقال الباحثون أن هذا الاكتشاف الذي كشفت عنه الدراسة الجديدة المنشورة يوم أمس الموافق 21 ديسمبر في مجلة Science Translational Medicine العلمية عبر الإنترنت، يوفر سابقة مهمة حول مشكلة مزعجة أصابت الملايين من الناس الذين لم يستعيدوا حاسة الشم الخاصة بهم بالكامل حتى بعد تعافيهم من الإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد حول العالم.

أعراض فيروس كورونا طويلة الأمد

الجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى تركيزها على سبب فقدان حاسة الشم أو ضعفها، فقد سلطت هذه الدراسة الضوء على الأسباب المحتملة الكاملة وراء الإصابة بأعراض فيروس كورونا التاجي المستجد طويلة الأمد، بما في ذلك الإرهاق العام وضيق التنفس وضبابية الدماغ، والتي يمكن أن تكون ناجمة عن آليات بيولوجية وهجمات مناعية مماثلة.

تواصل فقدان حاسة الشم بعد الشفاء من فيروس كورونا

يقول كبير مؤلفي هذه الدراسة، الدكتور برادلي غولدشتاين ، الأستاذ المشارك في قسم جراحة الرأس والرقبة وعلوم الاتصال و قسم علم الأعصاب بكلية ديوك للطب: " لحسن الحظ ، فإن العديد من الأشخاص الذين لديهم حاسة شم متغيرة أثناء المرحلة الحادة من العدوى الفيروسية سوف يستعيدون قدرة الشم خلال الأسبوع أو الأسبوعين الأولين من التعافي التام ، لكن البعض لا يفعل ذلك . نحن بحاجة إلى التوصل لفهم أفضل للأسباب التي تجعل هذه المجموعة الفرعية من الناس يستمرون في فقدان الشم بشكل مستمر لشهور أو لسنوات بعد الإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد".

دراسة سبب استمرار فقدان حاسة الشم بعد الشفاء من فيروس كورونا

خلال الدراسة الجديدة ، قام الدكتور غولدشتاين وزملاؤه في كلية ديوك للطب وجامعة هارفارد وجامعة كاليفورنيا-سان دييغو بتحليل العينات الظهارية الشمية التي تم جمعها من 24 خزعة مأخوذة من مرضى أًصيبوا سابقا بفيروس كورونا وتعافوا منه، والذين كان من بينهم تسعة مرضى يعانون من فقدان الشم على المدى الطويل بعد الإصابة بالمرض. 

أسباب استمرار فقدان حاسة الشم بعد الشفاء من فيروس كورونا

وقد كشف هذا النهج التحليلي باستخدام تحليلات متطورة أحادية الخلية، عن وجود تركيز واسع النطاق للخلايا التائية المنخرطة في الاستجابة الالتهابية في النسيج الطلائي الشمي الموجود في الأنف والذي توجد فيه الخلايا العصبية المسؤولة عن الشم، حيث لاحظوا أن عملية الهجوم المناعي الالتهابية هذه كانت قد استمرت لدى بعض المرضى الفاقدين لحاسة الشم حتى مع عدم وجود أي مستويات من فيروس كورونا التاجي المستجد أو مادته الوراثية في الخزع المأخوذة من المرض.

بالإضافة إلى ذلك ، لاحظ الباحثون انخفاضا ملموسا في عدد الخلايا العصبية الحسية الشمية لدى المرضى أيضا، الأمر الذي قد يعزى إلى حدوث تلف في الأنسجة الرقيقة الموجودة في الأنف جراء الحالة الالتهابية المستمرة.

الإصلاح المناعي في الأنف

يقول غولدشتاين :" إن معرفة المواقع التي تعرضت للتلف وأنواع الخلايا التي تضمنتها هي خطوة أساسية نحو البدء في تصميم العلاجات، وقد لاحظنا خلال هذه الدراسة أن الخلايا العصبية يبدو أنها تحتفظ ببعض القدرة على الإصلاح الذاتي حتى بعد الهجوم المناعي طويل المدى. لذلك ، فإننا نأمل أن يساعد تعديل الاستجابة المناعية غير الطبيعية أو عمليات الإصلاح داخل أنف أولئك المرضى على استعادة حاسة الشم جزئيا على الأقل، وهو ما يتم العمل عليه في الوقت الراهن من قبلنا بالفعل".

كما وأشار الدكتور غولدشتاين إلى إن النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة يمكن أن تفيد في إجراء دراسات وأبحاث إضافية حول أعراض الإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد طويلة المدى الأخرى، والتي قد يكون المسبب الرئيسي لها الهجمات المناعية والعمليات الالتهابية المماثلة.

News Medical News Medical