كيف يساهم نشاط المتغيرات الجينية الموروثة في الإصابة بسرطان البروستاتا

علوم

المتغيرات الجينية الوراثية تساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا

27 كانون الأول 2022 18:17

نجح باحثون في جامعة جنوب غرب الولايات المتحدة بتحديد الوظيفة الجزيئية لـ 87 من المتغيرات الجينية الموروثة التي تؤثر على خطر الإصابة بسرطان البروستاتا ، التي بدى أن غالبيتها تتحكم في نشاط الجينات الموجودة بعيدا عن متغيرات الخطر نفسها.

حيث يقول مؤلفو الدراسة أن نتائج هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة Cancer Discovery قد تؤدي إلى طرق أفضل لتقييم مخاطر الإصابة بالسرطان و وتوفر أهدافا جديدة للأدوية المضادة للسرطان.

المخاطر الجينية ومرض البروستاتا

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور رام ماني، الأستاذ المساعد في قسم علم الأمراض والمسالك البولية في جامعة جنوب غرب الولايات المتحدة والعضو في مركز هارولد سيمنز الشامل للسرطان: "إننا نفكر بشكل تقليدي في العناصر التنظيمية في الجينوم التي تؤثر على الجينات المجاورة، لكن بدائل المخاطر الجينية هذه أو ما نسميه أيضا أليات المخاطرة الوراثية، يمكن أن تعمل مثل مفتاح محفز للإصابة بمرض سرطان البروستاتا، وهو ما لم نكن نوليه اهتماما من قبل".

الجينات الوراثية وسرطان البروستاتا

وأوضح الدكتور ماني أن سرطان البروستاتا هو أحد أكثر أنواع السرطان توارثا بين البشر، حيث أن الباحثين قد قاموا بتحديد ما لا يقل عن 185 متغيرا جينيا مرتبطا بالإصابة بسرطان البروستاتا في السابق، والتي كانت تنتقل بشكل وراثي خاصة عبر العائلات ذات الأصل الأوروبي. لكن نظرا لوجود الغالبية العظمى من هذه المتغيرات في المناطق غير المشفرة للحمض النووي والتي لا تحتوي على جينات وبالتالي لا تنتج بروتينات، فإن كيفية تأثيرها على خطر الإصابة بسرطان البروستاتا كان لغزا كبيرا إلى حد ما. 

دور المتغيرات الجينية الوراثية في الإصابة بسرطان البروستات

تجدر الإشارة إلى أن بعض الأبحاث السابقة قد أشارت إلى أن هذه المتغيرات الجينية يمكن أن تتحكم في تنظيم الجينات ، ولكن ما زالت الجينات المتأثرة وكيف يتغير نشاطها غير معروفة. للإجابة على هذه الأسئلة ، استخدم الدكتور ماني وزملاؤه عدة طرق لتحديد الجينات التي تعمل كأهداف مباشرة لتلك المتغيرات الجينية، وقد أظهرت تقنية رسم الخرائط ثلاثية الأبعاد باستخدام البيانات الجينية التي تم جمعها من 565 ورما لسرطان البروستاتا، أن 87 من هذه المتغيرات الجينية الوراثية كانت تؤثر على مئات الجينات، والتي بدورها ساهمت في زيادة خطر الإصابة بهذا السرطان.

كيف تساهم الجينات الموروثة في الإصابة بسرطان البروستاتا

على الرغم من ظهور الأورام الخبيثة عادة في الخلايا الظهارية للبروستاتا ، إلا أن الباحثين اكتشفوا أن الجينات المصابة كانت توجد غالبا في بعض الأنسجة الأخرى ، بما في ذلك خلايا الأنسجة اللحمية وخلايا العضلات الملساء التي تدعم الخلايا الظهارية. وقد قالوا أنه يبدو أن معظم المتغيرات الجينية الموروثة تلك تغير نشاط هذه الجينات التي تنتج بروتينات مسؤولة عن المسارات الجزيئية البارزة، بما في ذلك عملية التطور الخلوي وموت الخلايا المبرمج والتمثيل الغذائي بجانب العديد من العمليات الخلوية الأخرى.

نشاط المتغير الجيني rs8102476

كما وقال الدكتور ماني أن بعض المتغيرات الجينية الموروثة هذه لها نشاط معاكس على الجينات المتعددة التي تتحكم فيها، فعلى سبيل المثال ، المتغير الجيني المعروف باسم rs8102476 زاد من نشاط جين واحد مع تقليل نشاط الجين المجاور في نفس الوقت، ناهيكم عن أن بعض المتغيرات الأخرى قد أظهرت بشكل واضح تفاعلا كبيرا مع الجينات التي اكتسبت طفرات غير موروثة مرتبطة بسرطان البروستاتا، نما جعل الباحثين يعتقدون أن هذه التفاعلات تتنبأ بمدى عدوانية الورم السرطاني الذي قد يصاب به المريض في المستقبل.

أهمية دراسة تأثير الجينات الموروثة

يضيف الدكتور ماني أن هذه النتائج يمكن أن تؤدي معا إلى عمليات تقييم أفضل للمرضى بالإضافة إلى التوصل لعلاجات جديدة لسرطان البروستاتا، كما وأكد على أنه هناك حاجة ماسة إلى إجراء المزيد من دراسات الارتباط لتحديد أليات الخطر في السكان المنحدرين من أصل غير أوروبي، بحيث يمكن تخصيص نماذج هذه المتغيرات الجينية الوراثية والعلاجات لمساعدة شريحة أوسع من المرضى.

كما وأكمل الدكتور ماني قائلا : "الرجال الأمريكيون من أصل أفريقي لديهم مخاطر عالية للإصابة بسرطان البروستاتا ، وخاصة النوع العدواني منه، مما يعزز أهمية القيام بالمزيد من دراسات الارتباط على مستوى الجينوم في هذه المجموعة السكانية وغيرها، بما في ذلك تلك التي تظهر تباين صحي واضح، بغرض فهم طبيعة المخاطر وكيفية تقليلها".

مجلة Cancer Discovery