جعجع: الإنقاذ الحقيقي يبدأ بالإتيان برئيس جمهوريّة مقبول في الحد الأدنى

أخبار لبنان

سمير جعجع: سنواصل المضي قدماً في معركة الرئاسة ولن نحيد عن نهجنا فيها

29 كانون الأول 2022 18:55

أكد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أن حزبه لن يحيد عن النهج الذي اختاره في معركة رئاسة الجمهورية، مهدداً بمقاطعة الانتخابات الرئاسية في حال فرض "الفريق الآخر" مرشحاً للرئاسة.

جاء كلام جعجع خلال العشاء السنوي الذي أقامته دائرة مهندسي الاغتراب في مصلحة المهندسين في حزب "القوّات اللبنانيّة"، في المقر العام للحزب في معراب، إذ شدد على أن الحزب سيواصل "المضي قدماً في معركة رئاسة الجمهوريّة في النهج نفسه، ولا يظن الفريق الآخر أننا يمكن أن نقبل بأي مرشّح له حتى لو قاطع انتخابات رئاسة الجمهوريّة مدى 10 سنوات، لسبب بسيط أننا نرفض إطلاقاً المساهمة في أي أمر من الممكن أن يكون سيئاً في حق البلاد، لذا نريد رئيساً للجمهوريّة يكون رئيساً في الحد الأدنى، وهذا ما نعمل من أجله ولا طريق أمامنا لإدراكه سوى الاستمرار في محاولة جمع كل من هم ضد الفريق الآخر، ولو أن الأمر ليس بالسهل، ولكن ما من طريق آخر متاح أمامنا للخلاص في الوقت الراهن".

ولفت إلى أننا "لم نشعر، حتى هذه اللحظة، بتغيّر الأكثريّة بعد الانتخابات، وإن تمكن الفريق الآخر من الاستمرار في التحكم بالقرار حتى هذه اللحظة فهذا لا يعود لكونه أكثريّة في المعنى العددي للكلمة وإنما على خلفية تشتت الفريق المواجه له".

وفي هذا الإطار، أكد جعجع "أننا منذ لحظة صدور نتائج الانتخابات النيابيّة "وشغلنا الشاغل" محاولة جمع الفريق المواجه ولم يتكلّل مسعانا بالنجاح الكامل حتى هذه اللحظة، على رغم أننا حققنا نجاحاً جزئياً، عبر جمع 45 نائباً مؤيداً لترشيح النائب ميشال معوّض لرئاسة الجمهوريّة، إلا أننا مستمرون يومياً، في محاولة جمع البقية باعتبار أن هذا هو الحل الوحيد أمامنا".

وإذ شدد على أن "الفريق الآخر مستمر عمليّاً في إدارة زمام الأمور وخصوصاً مع بقاء حكومة تصريف الأعمال الحاليّة التي شكّلها هو عندما كان لديه الأكثريّة في مجلس النواب"، استغرب من "بعض اللبنانيين الذين يشتكون ويتذمرون من الأوضاع المتردية في البلاد، في حين أن خيارهم الانتخابي هو سبب ما يعانونه حالياً من مآس، حين أعطوا من أوصلوهم إلى ما وصلوا إليه".

ولفت إلى أن "61 نائباً في الانتخابات النيابيّة الأخيرة "فضيحة ما بعدها فضيحة"، لأن هؤلاء الـ 61 كانوا أكثريّة في ما مضى وبعدما أعلنت الأزمة عن نفسها في تشرين الأول 2019 استمروا في السلطة لثلاثة أعوام ولم يحرّك أحد منهم ساكناً من أجل استدراك الأوضاع، في حين أنه كان لديهم أكثريّة نيابيّة ووزاريّة ورئيس للجمهوريّة، وعنيتُ بأن الأزمة أعلنت عن نفسها لأنهم يرفضون رفضاً قاطعاً الاعتراف بها".

وأضاف: "بعد ترك الأمور تتدهور في البلاد دون القيام بأي شيء، هؤلاء أنفسهم، الـ 61 نائباً، يعطلون انتخابات رئاسة الجمهوريّة في الوقت الذي يعي القاصي والداني والكون أجمع أن الخطوة الأولى على طريق الإنقاذ الحقيقي هي الإتيان برئيس جمهوريّة مقبول بالحد الأدنى، ولا نطالب أبداً بالحد الأقصى ولو كنا نريد ذلك فالجميع يعرف من كنا لنرشّح".

وجدّد التأكيد على أن "من يعطل انتخابات رئاسة الجمهوريّة هو فريق "محور الممانعة": حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفاؤهما، وكل منهما له "سببه الخاص" فبالنسبة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل فهو ما زال يعتقد أنه يجب أن يكون هو الرئيس والصورة في رأسه واضحة جداً أي أنه انطلاقاً من النجاح الباهر الذي حققه كونه كان رئيس الظل منذ العام 2016 حتى العام 2022 يجب أن يتم التجديد له مرّة إضافيّة، وهو يضع هذا الأمر في الإطار التالي: انطلاقاً من العرقلة التي تعرّض لها لم يستطع إعطاء كل ما يمكنه إعطاءه للبلاد وبالتالي يجب انتخابه رئيساً للجمهوريّة كي يتخطى العراقيل ويقوم بما كان يريد القيام به. أما بالنسبة لحزب الله وحلفائه فالسبب هو عدم قبولهم بأي رئيس سوى ذاك الذي يحمي ظهر المقاومة لو أنه سيكسر ظهر لبنان".

واستطرد قائلاً: "فريق محور الممانعة يعطل ولا يأبه بأوضاع الناس أبداً، لا لناحية إن كان الخبز والبنزين والدواء والكهرباء مؤمنة، ولا لجهة توفير فرص العمل أو إن كانت أبواب الجامعات مفتوحة أو كهرباء المدارس متوافرة. بالأمس، علمت أن طلاب الجامعة اللبنانيّة يضطرون إلى استكمال دروسهم بعد الساعة السادسة مساءً، أن ينيروا الصفوف بأضواء الهواتف الخليوية بعد إطفاء مولد الكهرباء عند الموعد المذكور، فكل هذه المآسي لا تهمهم ولا تؤثر فيهم، لأن جل ما يكترث له حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفاؤهما هو مصالحهم ولو على حساب الشعب اللبناني برمته".

وادعى أننا "نستخدم القوّة التي منحها الناس لنا في الانتخابات الأخيرة بأفضل شكل"، معرباً عن فخره الشديد "بأن تكتلنا النيابي ليس الأكبر فقط وإنما الأبرز أيضاً عبر عمله وكيفيّة معالجته ودراسته للملفات بشكل معمّق وتمكنه من إيقاف العديد من الأمور في مجلس النواب، لذا لن نيأس ولن نمل أو نكل ولن نتوقف عن السعي والعمل في الاتجاه الصحيح".

الوكالة الوطنية للإعلام