علاقة الإريثريتول بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية

علوم

لا صلة بين الإريثريتول والنوبات القلبية والسكتات الدماغية

20 آذار 2023 00:18

هناك تنوع كبير بالنسبة للمحليات التي تحل محل السكر، ففي البداية كان الأسبارتام، ثم السكرالوز، والآن أصبح اسمه الإريثريتول

ولكل واحدة منها، تأتي دراسة مزعجة وتشكك في سلامة استخدامها، ولكن كانت هناك أسباب وجيهة للشك في البحوث السابقة حول الأسبارتام والسكرالوز، والآن، هناك سبب وجيه الآن للشك في الدراسة الجديدة حول الإريثريتول.

الإريثريتول بديل طبيعي للحصول على طعم السكر

الإريثريتول مُحلي غير مغذي، بمعنى أن الجسم لا يستخدمه للحصول على الطاقة" يوجد بشكل طبيعي بكميات صغيرة في الفواكه مثل العنب والخوخ والكمثرى، وفي الأطعمة الأخرى مثل الفطر وصلصة الصويا، وهو يتمتع بحوالي 70٪ من حلاوة السكر، مما يجعله بديلاً مثالياً للحصول على طعم السكر المفضل لدى الجميع، ويمكن العثور على الإريثريتول في الكثير من منتجات النظام الغذائي الكيتوني "حمية الكيتو" مثل الكعك الخالي من السكر، وبعض أنواع الشراب، وغيرها.

أضرار الإريثريتول

لا شك في أن المستهلكين المنتظمين للإريثريتول كانوا يستمتعون بتناولها حتى أواخر شباط الماضي، عندما نشر فريق كبير من الباحثين من "كليفلاند كلينيك"دراسة علمية كشفت عن وجود صلة بين المستويات الأعلى من المحليات في بلازما الدم وبين زيادة خطر الوفاة والأمراض القلبية الوعائية والسكتة الدماغية، تابع العلماء في تلك الدراسة 2149 شخصاً من الولايات المتحدة الذين يقومون بالتقييم الطبي لمشاكل القلب بالإضافة إلى 833 مشاركاً أوروبياً يحصلون على نفس التقييم، ووجدوا أنه على مدى ثلاث سنوات، كان المشاركون الذين لديهم مقدار أعلى من مستويات بلازما الدم من الإريثريتول أكثر عرضة بمقدار الضعف للإصابة بأحداث قلبية وعائية كبيرة مقارنةً بأولئك الذين لديهم مقدار أقل.

وفي تجربة أخرى، أظهر الباحثون أن الإريثريتول يؤدي إلى زيادة تخثر الدم، مما قد يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية، وكشفوا أيضاً في تجربة مختلفة أن تناول مشروب يحتوي على 30 غرام من الإريثريتول يمكن أن يرفع مستويات بلازما الدم حتى 10000 ميكرومتر قبل أن يستقر مرة أخرى إلى أقل من 6 ميكرومتر بعد يومين، ولذلك لا يحتاج الشخص إلى استهلاك الكثير من الإريثريتول لرفع مستويات الدم إلى الحد الذي يعتبره المؤلفون خطراً على الصحة.

الإكثار من تناول الإريثريتول وعواقبه

بالنظر إلى الدراستين معاً، تبدو هذه البيانات مقنعة جداً بأن علينا إعادة النظر في استهلاك الكثير من الإريثريتول، لكن الخبراء ليسوا متأكدين تماماً من هذه النتائج فعند تحليل الدراسات، حذر الدكتور ستيفن نوفيلا، وهو طبيب أعصاب في جامعة ييل، من أن البحث لا يحدد السبب والنتيجة، مما يعني أنه من المرجح أن الأشخاص الذين يستهلكون الكثير من الإريثريتول معرضون بالفعل لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ربما بسبب زيادة الوزن ومحاولة اتباع نظام غذائي معين، وأضاف الدكتور بيري ويلسون، أخصائي أمراض الكلى في جامعة ييل، أنه لا ينبغي أن نفكر في نتائج الدراسة بهذه الطريقة، وحتى لو زاد الإريثريتول بالفعل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، فإنه لا يزال يحل محل السكر، والذي له آثار صحية ضارة أكثر.

وفي كتابته للمجلس الأمريكي للعلوم والصحة، أشار الدكتور "تشاك دينرشتاين" إلى سبب أكبر للشك في الدراسة الجديدة، حيث وجدت الأبحاث السابقة أن الجسم يحول الغلوكوز الإضافي إلى إريثريتول، ولذلك من الممكن، بل ومن المحتمل أيضاً، أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الإريثريتول في الدم لديهم تلك المستويات المرتفعة لأنهم يتناولون الكثير من السكر، خاصة وأن الدراسات السابقة لم تتحكم في النظام الغذائي للمشاركين في البحث.

المصدر: جامعة ييل