فوائد الصيام في رمضان

الفوائد الصحية للصيام

يصوم المسلمون خلال شهر رمضان لأسباب دينية وروحية، ولكن هناك أيضاً فوائد صحية هائلة للصيام، منها:

1- تحسين التمثيل الغذائي و السيطرة على الكوليسترول :

الصيام من الفجر حتى غروب الشمس، يزيد من إفراز هرمون يسمى أديبونكتين، والذي يجعل عضلات الهيكل العظمي تمتص المزيد من العناصر الغذائية مثل الغلوكوز من الطعام، وبمجرد الإفطار بعد غروب الشمس، يمتص الجسم المزيد من العناصر الغذائية من الأطعمة التي يتناولونها، كما يزيد الأديبونكتين أيضاً من أكسدة الدهون: أي تكسير الأحماض الدهنية، وهي الطريقة التي نتخلص بها من جزيئات الدهون ونستخدمها للحصول على الطاقة.

كما يحسن الصيام أيضاً مستويات الكوليسترول، ففي الإمارات العربية المتحدة، أفاد أطباء القلب أن الأفراد الذين يلتزمون بالصيام أظهروا انخفاضاً ملحوظاً في كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، وهو الكوليسترول "الضار" في الدم، وتؤدي هذه التغيرات في مستويات الكوليسترول إلى تأثيرات صحية إيجابية على القلب والأوعية الدموية مثل تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.

2- ينظم إيقاع الساعة البيولوجية :

هناك آراء متضاربة بشأن تأثير شهر رمضان على إيقاع الساعة البيولوجية، حيث يزعم البعض أن الصيام يمكن أن يساعد في تنظيم النوم بينما يجادل البعض الآخر بأن الصيام يؤثر سلباً على نوعية نومك، لكن الصيام يغير مستويات هرمونات النوم في جسمك من خلال زيادة الميلاتونين، الذي يتم إنتاجه استجابة للظلام ويساعد بالتالي على تعزيز النوم وتقليل الأنسولين، ولذلك يمكن القول أن الصيام ينظم النوم، ومع ذلك، فإن الصيام قد يسبب زيادة الكورتيزول عند البعض، مما قد يعطل أنماط النوم.

3- تقوية المناعة :

عندما يصوم الناس خلال شهر رمضان، يتم تجويع الخلايا التي يحتمل أن تكون خبيثة وغير قادرة على معالجة الكيتونات، مما يجعلها غير قادرة على التكاثر بسهولة والتطور إلى أورام، وبذلك يمكن أن يقلل الصيام أيضاً من مستويات الغلوكوز، مما يعيق نمو الخلايا السرطانية.

اكتشف تقرير صدر عام 2009 انخفاضاً كبيراً في بعض علامات الالتهاب خلال شهر رمضان في كل من الذكور والإناث الذين صاموا خلال هذه الفترة، وعلى وجه الخصوص، لاحظ الباحثون انخفاضاً كبيراً في بروتين إنترلوكين 6، وهو بروتين مضاد للالتهابات، بالإضافة إلى إنخفاض بروتين سي التفاعلي، وهو بروتين موجود في الدم ترتفع تركيزاته استجابةً للالتهاب.

كما يعمل الصيام على تعديل ميكروبات الأمعاء "ميكروبيوم الأمعاء"، وهي مجموعة الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الأمعاء، وتزيد فيها نسبة البكتيريا التي تتمتع بخصائص مضادة للالتهابات بعد الصيام، ويجادل الكثيرون بأن تكوين ميكروبيوم الأمعاء هذا له تأثيرات قوية على الحالة المزاجية والإدراك لدينا، ويرتبط أيضاً بتحسين وظائف الدماغ.

4- تحسين وظائف المخ :

من المثير للدهشة أن الصيام يمكن أن يكون له فوائد إيجابية على الدماغ والأنسجة العصبية، حيث يزيد الصيام من مستوى بروتين عامل نمو الأعصاب في الجسم، والذي ينظم نمو الخلايا العصبية وصيانتها وتكاثرها وبقائها على قيد الحياة في كل من الجهاز العصبي المركزي والمحيطي "اللامركزي"، وبالإضافة إلى ذلك، يزيد الصيام من مستوى عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ، والذي يساهم في تعزيز بقاء خلايا الدماغ ونموها، حيث أن وجود كمية كافية من عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ هو عامل مهم في الوقاية من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

إن شهر رمضان، والصيام بشكل عام، له فوائد صحية رائعة، ويمكن لأي شخص أن يشارك في شهر الصيام للاستفادة منها.