أضرار الإفراط في تناول فيتامين د

علوم

الإفراط في تناول فيتامين د قد يؤدي إلى خلق مخاطر صحية حقيقية على رأسها الكسور

29 آذار 2023 16:36

يبالغ بعض الناس في البحث عن صحة أفضل، وقد ربطت أبحاث كثيرة في السنوات الأخيرة، انخفاض مستويات فيتامين د في الدم مع ارتفاع المخاطر الصحية بشكل عام لاسيما أمراض القلب والسكري والسرطان إلى جانب اضطرابات المزاج والخرف، ولم تمر هذه النتائج مرور الكرام حيث ارتفعت شعبية مكملات فيتامين (د) وعدد التحاليل الطبية المتعلقة به.

فيتامين د

لسوء الحظ، فإن الاهتمام بفيتامين (د) ليس صحيحاً بالكامل، فبعض الناس يبالغون في تناول المكملات الغذائية، حيث وجد الباحثون الذين يبحثون في بيانات المسح الوطنية التي تم جمعها بين عامي 1999 و 2014 زيادة بنسبة 2.8 ٪ في عدد الأشخاص الذين يتناولون كميات غير آمنة من فيتامين د، أي أكثر من 4000 وحدة دولية IU يومياً.

وذلك وفقاً لرسالة بحثية نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية JAMA خلال نفس الفترة الزمنية، كان هناك ما يزيد عن 18٪ في عدد الأشخاص الذين يتناولون 1000 وحدة دولية أو أكثر من فيتامين د يومياً، وهو ما يتجاوز أيضاً جرعة 600 إلى 800 وحدة دولية الموصى بها لمعظم الأشخاص.

تقول الدكتورة "جوان مانسون" بروفيسور صحة المرأة في كلية الطب بجامعة هارفارد: "يعد اختبار فيتامين (د) أحد أفضل الفحوصات المخبرية التي أجريت في السنوات الأخيرة، هذا أمر مثير للدهشة حقاً بالنسبة للاختبار الذي يوصى به لمجموعة فرعية صغيرة فقط من الناس".

الإفراط في تناول مكملات فيتامين د يزيد مخاطر الوفاة

يُعرف فيتامين د باسم "فيتامين أشعة الشمس" لأن الجسم ينتجه عند التعرض لأشعة الشمس، وهو يساعد في بناء عظام قوية عن طريق زيادة امتصاص الجسم للكالسيوم والفوسفور، ولكن ابتداءً من عام 2000 بدأ البحث في دور فيتامين (د) في الحالات الصحية الأخرى بالتوسع بسرعة كبيرة.

وفي الوقت الذي يدعم فيه العلم بقوة دور فيتامين (د) في صحة العظام، فإن الدليل على أنه يمنع الحالات الصحية الأخرى ليس قاطعاً بعد، حيث تقول الدكتور "مانسون": "كانت الأبحاث المتعلقة بفيتامين د ومكملات الكالسيوم مختلطة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتجارب السريرية، فقد كانت مخيبة للآمال بشكل عام حتى الآن".

وكانت الدكتورة "مانسون" باحثة رئيسية في تجربة فيتامين د وأوميغا 3 التي نُشرت مؤخراً، وهي دراسة كبيرة شارك فيها أكثر من 25000 فرد على الصعيد الوطني، ووجدت الدراسة أن أولئك الذين تناولوا مكملات فيتامين (د) لم تنخفض لديهم معدلات الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية أو السرطان، ومع ذلك، ومن بين الأشخاص الذين أصيبوا لاحقاً بالسرطان، فإن أولئك الذين تناولوا مكملات فيتامين (د) لمدة عامين على الأقل كانت لديهم فرصة أقل بنسبة 25 ٪ للوفاة بسبب السرطان مقارنة بأولئك الذين تناولوا دواءً وهمياً.

العوامل التي قد تؤثر على مستويات فيتامين د

تختلف مستويات فيتامين د لدى الاشخاص تبعاً للعديد من العوامل أهمها:

* المكان الذي تعيش فيه: إذا كنت تعيش في منطقة لا تصلها أشعة الشمس بشكل كبير أي في منطقة بعيدة عن خط الاستواء، فأنت أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين د لأن بشرتك قد لا تكون قادرة على إنتاج أي من فيتامين د لأنك لا تتعرض لأشعة الشمس خلال أشهر الشتاء.

* العمر: تضعف قدرة البشرة على إنتاج فيتامين (د) مع تقدم العمر، فإذا كان عمرك يزيد عن 65 عاماً، فإنك تنتج ربع كمية فيتامين (د) التي كنت تنتجها عندما كنت في العشرينات من العمر.

* لون البشرة: عادة ما يكون لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة مستويات أقل من فيتامين (د) من الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة.

* الوزن: إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديك أعلى من 30، فقد يكون لديك مستويات منخفضة من فيتامين د في الدم، حيث يتم تخزين فيتامين د في الدهون، لذلك لا يتدفق الكثير من الفيتامين في الدم عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة.

* نوعية الطعام: هناك عدد قليل جداً من الأطعمة التي تحتوي بشكل طبيعي على فيتامين (د)، لذلك فإن كمية فيتامين د التي تحصل عليها من الطعام تعتمد على الطعام الذي تتناوله وكمية الحليب الذي تشربه.

* حالات صحية معينة: قد يعاني الأشخاص المصابون بحالات صحية مثل مرض التهاب الأمعاء أو أمراض الكبد أو التليف الكيسي، من مشكلة في امتصاص فيتامين د، مما قد يؤدي إلى حدوث نقص لهذا الفيتامين.

أضرار الإفراط في تناول فيتامين د

على الرغم من أن البحث لا يزال غير واضح حتى الآن، إلا أن بعض الأشخاص يستفيدون من تناول مكملات فيتامين د مع كمية كافية من الكالسيوم لتعزيز صحة عظامهم، لكنهم لا يحتاجون إلى كميات كبيرة من فيتامين د للحصول على هذه الفوائد، تقول الدكتورة "مانسون": "المزيد ليس أفضل دائماً، في الواقع، يمكن أن يكون المزيد أسوأ".

وقد أظهرت دراسة نشرت عام 2010 في مجلة جاما الطبية أن تناول جرعات عالية جداً من فيتامين (د) من قبل النساء الأكبر سناً كان مرتبطاً بمزيد من التعرض لحوادث السقوط والكسور.

كما أن تناول مكمل يحتوي على الكثير من فيتامين د يمكن أن يكون ساماً في حالات نادرة (سُمية فيتامين د)، حيث يمكن أن يؤدي إلى فرط كالسيوم الدم، وهي حالة يتراكم فيها الكثير من الكالسيوم في الدم، مما يؤدي إلى تكوين رواسب في الشرايين أو الأنسجة الرخوة، كما قد يسبب الإصابة بحصوات الكلى المؤلمة.

فإذا كنت تتناول مكملات فيتامين (د)، فإن الرسالة التي يجب أخذها هي الاعتدال، حيث يمكن أن تخسر الكثير من فوائد فيتامين أشعة الشمس إذا تناولت الكثير منه.


المصدر: جامعة هارفارد