نوه العلماء منذ فترة طويلة إلى أن ارتفاع ضغط الدم يلعب دوراً معيناً بطريقة ما في التدهور المعرفي الذي يؤدي إلى الخرف، وهناك الكثير من الأدلة والعديد من الدراسات التي وجدت أن ضغط الدم وأدوية السكري ذات الصلة تساعد في إبطاء عملية فقدان وظائف المخ.
سبب التدهور المعرفي المرتبط بضغط الدم
تمكن العلماء وللمرة الأولى، من تحديد تسعة مناطق موجودة في الدماغ حيث قد يساهم التلف الناتج عن ارتفاع ضغط الدم HBP في هذه المناطق في حدوث التدهور المعرفي، مما يفتح الباب أمام إيجاد العلاج المناسب قبل ظهور التنكس العصبي.
تقول "جوانا واردلو" المؤلفة المشاركة في الدراسة ورئيسة قسم علوم التصوير العصبي في جامعة إدنبرة: "كان معروفاً منذ فترة طويلة أن ارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر بالنسبة للتراجع المعرفي، لكن لم يكن واضحاً كيف يتسبب ارتفاع ضغط الدم في تلف الدماغ، تُظهر هذه الدراسة أن مناطق معينة من الدماغ تكون معرضة بشكل خاص لخطر الإصابة بالتلف الناجم عن ارتفاع ضغط الدم، مما قد يساعد في تحديد الأشخاص المعرضين لخطر التدهور المعرفي في المراحل المبكرة، وربما إيجاد علاج أكثر فعالية في المستقبل.
تلف الدماغ نتيجة ارتفاع ضغط الدم
جاء هذا الاكتشاف بعد أن نظر فريق دولي من الباحثين في صور التصوير بالرنين المغناطيسي لأكثر من 30 ألف مشارك في دراسة من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى التحليلات الجينية للعديد من الدراسات المهتمة بالارتباط على مستوى الجينوم، وتم تطبيق دراسات قائمة على الملاحظة للمرضى، لمعرفة ما إذا كان ارتفاع ضغط الدم قد تسبب في تغييرات في مناطق الدماغ المحددة هذه.
وقال رئيس البحث الدكتور "توماس جوزيك" أستاذ طب القلب والأوعية الدموية في جامعة إدنبرة: "إذا كانت هناك علاقة، فمن المرجح أن يكون ارتفاع ضغط الدم هو السبب".
تشمل مناطق الدماغ التي حددها الفريق، البوتامين الذي يشارك في تنظيم الحركة والمساعدة في التعلم، والمهاد الأمامي الذي يتعامل مع الوظائف التنفيذية مثل التخطيط للمهام اليومية، بالإضافة إلى مناطق أخرى من الدماغ، والتي تتعلق باتخاذ القرار وإدارة العواطف.
حيث لاحظ العلماء أن في هذه المناطق هناك انخفاض محدد في حجم المخ ومساحة سطح قشرة الدماغ، وتغيرات في نمط الاتصالات بين مختلف المناطق في الدماغ.
المصدر: مجلة القلب الأوروبية