قد تنشأ الحياة في أحلك الأماكن، في قمر يدور حول كوكب يتجول في المجرة بدون نجم "شمس".
بوجود المدار والغلاف الجوي المناسبين، قد تبقى مثل هذه الأقمار دافئة لأكثر من مليار سنة.
الجاذبية بين القمر والكوكب كافية للحياة بدون شمس
يمكن لتأثير الجاذبية بين القمر وكوكبه أن يحافظ على درجة حرارة القمر بالشكل الكافي لوجود الماء السائل هناك، وهي حالة تعتبر ضرورية للحياة.
أفادت عالمة الفيزياء الفلكية "جوليا روتشيتي" في الـ 23 آذار خلال ندوة كوكب-ESLAB 2023، بأن عمليات المحاكاة الحاسوبية تشير الآن إلى أنه إذا تواجد المدار والغلاف الجوي الصحيحين، يمكن لبعض الأقمار التي تدور حول الكواكب المارقة "الكواكب التي لا تدور حول شمس" أن تظل دافئة لأكثر من مليار عام، وقد نُشرت النتائج التي توصلت إليها جوليا وزملاؤها في 20 آذار في المجلة الدولية لعلم الأحياء الفلكي.
الكواكب التي لا تمتلك شمساً لديها أقمار مناسبة للحياة
وقالت "روتشيتي" من المرصد الأوروبي الجنوبي في غارشينغ بألمانيا: "قد يكون هناك العديد من الأماكن في الكون حيث يمكن أن توجد ظروف صالحة للحياة، لكن يفترض أن الحياة تحتاج أيضاً إلى استقرار طويل الأمد، إن ما نبحث عنه هو أماكن يمكن فيها الحفاظ على هذه الظروف الصالحة للسكن لمئات الملايين أو لمليارات من السنين".
ليس من الضروري أن تأتي الحياة والاستقرار من الشمس المجاورة، فقد اكتشف علماء الفلك حوالي 100 كوكب بلا نجوم، ربما يكون بعضها قد تشكل من سحب الغاز والغبار بالطريقة التي تتشكل بها النجوم عادة، وتشير عمليات المحاكاة الحاسوبية إلى أنه قد يكون هناك عدد كبير من هذه الكواكب العائمة بحرية في المجرة.
قد تمتلك هذه الكواكب اليتيمة أقمار أيضاً، وفي عام 2021، قدر الباحثون أن هذه الأقمار ليست بالضرورة أماكن باردة وجرداء.
الكواكب تحتاج لدرجة حرارة مناسبة لتصبح صالحة للحياة
ما لم يكن مدار القمر عبارة عن دائرة كاملة، فإن قوة الجاذبية للكوكب ستشوه مداره باستمرار، وينتج عن الاحتكاك داخل القمر حرارة، وفي نظامنا الشمسي، تحدث هذه العملية على أقمار مثل كوكب زحل "إنسيلادوس" وقمر "أوروبا" التابع لكوكب المشتري.
قد يحافظ الغلاف الجوي السميك بدرجة كافية على درجة الحرارة المناسبة للحياة، لأنه يحبس الحرارة بسبب احتوائه على كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي يبقى الماء سائلاً، ويمكن أن يأتي هذا الماء من التفاعلات الكيميائية مع ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين في الغلاف الجوي، والتي تحدث بسبب تأثير الجسيمات المشحونة عالية السرعة القادمة من الفضاء.
لكن مثل هذا القمر لن يبقى دافئاً إلى الأبد، لأن نفس قوى الجاذبية التي تسخنه هي ما يجعل مداره دائرياً، وبالتدريج، يؤدي تدفق الجاذبية الذي يسببه الكوكب الأم على قمره إلى تشوه مدار القمر بشكل أقل فأقل، وبالتالي تتضاءل الحرارة الناتجة عن الاحتكاك.
المصدر: المجلة الدولية لعلم الأحياء الفلكي