من المسلم به على نطاق واسع أن التمارين الرياضية تساهم في تحسين الصحة بشكل عام، لكن الكثير من الرياضة يمكن أن يكون لها آثار ضارة، خاصة مقاومة الأنسولين المشابهة لتلك التي يسببها مرض السكري.
التمارين الرياضية المفرطة تؤثر على عملية التمثيل الغذائي
الفوائد العديدة للتمارين الرياضية عديدة: الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، وتحسين النوم وتقليل مخاطر الإصابة بالسكري، والتحكم في الوزن، ومكافحة التهاب المفاصل وهشاشة العظام، ناهيك عن فوائد الصحة النفسية والعقلية، لكن التمرين المفرط ينطوي أيضاً على بعض المخاطر، فوفقاً لمؤلفي الدراسة، يمكن أن يؤثر التمرين المفرط على عملية التمثيل الغذائي للخلايا، مما يؤدي إلى خلل في امتصاص الغلوكوز.
التمارين الرياضية المفرطة تؤدي إلى خلل في امتصاص الغلوكوز
قام ميكائيل فلوكهارت وزملاؤه في مدرسة ستوكهولم للرياضة والصحة بتجنيد 11 متطوعاً وأخضعوهم لتمارين ركوب الدراجات المكثفة بشكل متزايد لمدة أربعة أسابيع، وخلال التجربة، قاموا بقياس تحمل الغلوكوز لديهم، وقدرة القلب والأوعية الدموية، ووظيفة الميتوكوندريا "خلايا الطاقة" من خلال خزعات العضلات.
وعلى الرغم من تحسن أداء الرياضيين والمعايير الجسدية في البداية، إلا أن الأمور بدأت تنحرف بعد الأسبوع الرابع، الذي تعرض خلاله الرياضيون لإيقاع عالٍ من التدريب، بجلسات تدريب مكثفة لمدة 152 دقيقة، وخلال هذا الأسبوع، انخفضت وظيفة الميتوكوندريا، التي تستخدم لإنتاج ATP الذي يوفر الطاقة للخلايا بنسبة 40٪، ويوضح "فيليب لارسن" المؤلف الرئيسي للدراسة: "تؤدي وظيفة الميتوكوندريا الضعيفة إلى انخفاض القدرة على الاستجابة لإمدادات المغذيات وضعف عملية التمثيل الغذائي"، وبالإضافة إلى ذلك، انخفض أيضاً تحمل المتطوعين للغلوكوز بشكل كبير.
المخاطر الصحية الناتجة عن الإفراط في ممارسة الرياضة
بعد مرحلة الشفاء، كان الأشخاص قادرين على استعادة وظائفهم الأصلية جزئياً، ولكن ليس تماماً، حيث استمر تحمل الغلوكوز أقل من المعدل بنسبة 25 ٪ بعد التعافي مقارنة بأسبوع من التمارين المعتدلة، إذن، هل يمكن للرياضات المكثفة أن تعزز مرض السكري؟ هذا ممكن كما ثبت بالفعل، كما أن الإفراط في ممارسة الرياضة يمكن أن يكون له آثار ضارة، يقول المؤلفون: "أظهرت دراسات أخرى أن التمارين المكثفة لها آثار سلبية على صحة القلب، بما في ذلك زيادة تكلس الشريان التاجي، وتليف عضلة القلب، وعدم انتظام ضربات القلب".
ومع ذلك، فإن معظم الأشخاص الذين يمارسون الرياضة لن يمارسوها بشكل مفرط، وعلى هذا النحو، فإن نتائج هذه الدراسة لا ينبغي أن تقلقهم على الإطلاق.
المصدر: موقع Gilmore Health