إدمان الكحول يجعل الأشخاص أكثر حساسية للألم

تعاطي الكحول مرتبط بحساسية الألم

قد يؤدي البحث، الذي نُشر مؤخراً في المجلة البريطانية لعلم الأدوية، إلى تطوير أدوية جديدة لعلاج الآلام المزمنة المرتبطة بتعاطي الكحول وفرط الحساسية.

وقالت "ماريسا روبرتو" كبيرة الباحثين من معهد سكريبس للأبحاث في بيان: "الألم هو أحد الأعراض المنتشرة لدى المرضى الذين يعانون من إدمان الكحول وسبب يدفع الناس للشرب مرة أخرى".

يشمل اضطراب تعاطي الكحول AUD على حالات تسمى عادةً تعاطي الكحول والاعتماد على الكحول وإدمان الكحول، والتي تؤثر على ما يقرب من 30 مليون شخص في الولايات المتحدة لوحدها.

تعاطي الكحول يؤدي إلى تطور العديد من الأمراض المزمنة

أظهرت الأبحاث السابقة أن AUD يمكن أن يؤدي إلى تطور العديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الكبد وبعض أنواع السرطان.

يرتبط استهلاك الكحول على المدى الطويل أيضاً بالألم، حيث أفاد أكثر من نصف الأشخاص المصابين بأمراض AUD بأنهم يعانون من ألم مستمر من نوع ما، وتتضمن بعض الأعراض المبلغ عنها والمرتبطة بـ AUD الاعتلال العصبي الكحولي، وهو شكل حاد من تلف الأعصاب الذي يسبب ألماً مزمناً وأعراضاً أخرى.

وقال العلماء أن هذا الألم يرتبط بدوره أيضاً باستهلاك المزيد من الكحول.

تعاطي الكحول مرتبط بمعالجة الدماغ لإشارات الألم

أظهرت الأبحاث أيضاً أن AUD مرتبط بالتغيرات في كيفية معالجة الدماغ لإشارات الألم، بالإضافة إلى التغييرات في كيفية تنشيط جهاز المناعة، وفي بعض الأشخاص الذين يعانون من تأثيرات انسحاب الكحول، قد يؤدي AUD إلى حالة تسمى "ألودينيا" allodynia -الذي يشعر فيه المريض بالألم بمجرد لمس بشرته أو حتى بسبب نسمة هواء- حيث يُنظر إلى المنبهات غير الضارة على أنها مؤلمة.

في الدراسة الجديدة، قام العلماء بتقييم الأسباب الكامنة وراء هذه الأنواع المختلفة من الألم المرتبط بالكحول، وقارنوا بين ثلاث مجموعات من الفئران البالغة التي تم تقديم الكحول لها بشكل مفرط، وتلك التي كان لديها وصول محدود للكحول وكانت معتدلة في الشرب، والفئران التي لم يتم إعطاؤها الكحول مطلقاً.

ووجد الباحثون أن الفئران التي تستهلك الكحول بشكل مفرط أصيبت بألم أثناء الانسحاب، لكن تناول الكحول لاحقاً قلل بشكل كبير من حساسيتها للألم.

أسباب الألم المرتبط بتعاطي الكحول

كما أظهر البحث أن حوالي نصف الفئران التي لم تستهلك الكحول بشكل مفرط لم تعاني من أعراض زيادة حساسية الألم أثناء الانسحاب من الكحول.

قام الباحثون بعد ذلك بقياس مستويات البروتينات المرتبطة بالالتهابات في الحيوانات، ووجدوا أنه في حين أن هذه الجزيئات كانت مرتفعة في كل من الحيوانات المفرطة في استهلاك الكحول وغير المفرطة، إلا أن جزيئات معينة زادت فقط في الفئران التي استهلكت الكحول بشكل مفرط.

وبناءً على هذه الملاحظة، اقترحوا أن الآليات البيولوجية المختلفة قد تقود هذين النوعين من الألم.

وقالت فيتوريا بورغونيتي، المؤلفة المشاركة في الدراسة: "إن هذين النوعين من الشعور بالألم يختلفان اختلافاً كبيراً، ولهذا من المهم أن نكون قادرين على التمييز بينهما وتطوير طرق مختلفة لعلاج كل نوع".