تحليل الحمض النووي لعدد من الحيوانات يكشف عن أصل الأمراض التي تصيب الإنسان

أصل الأمراض التي تصيب الإنسان

قام الباحثون بمسح المادة الوراثية للحيوانات المختلفة التي تشمل ما يقرب من 80 ٪ من أنواع الثدييات.

قام العلماء بتحليل الجينوم، أي المجموعة الكاملة من الحمض النووي، لـ 240 من الثدييات بهدف فهم المزيد عن أصول الأمراض البشرية. 

أصل الأمراض التي تصيب الإنسان

من الكلاب والخفافيش إلى البشر والقردة، قام فريق دولي من الباحثين بمسح المواد الجينية لحيوانات مختلفة تشمل ما يقرب من 80٪ من أنواع الثدييات.

وقال الفريق أن عمله، الذي نُشر في 11 بحثاً مختلفاً في مجلة العلوم Science، يحدد بدقة أجزاء الجينوم البشري التي لم تتغير منذ ملايين السنين، مما يوفر معلومات قد تلقي الضوء على أصول الأمراض البشرية مثل السرطان، واضطرابات الصحة العقلية مثل الفصام.

قال "باتريك سوليفان" الأستاذ في معهد كارولينسكا في ستوكهولم، بالسويد، ومؤلف إحدى الأوراق البحثية: "هذه أداة يمكنها أن تعطينا الكثير من المعلومات المهمة حول الأمراض التي تصيب الإنسان، إذا تمكنا من الغوص بعمق في الجينوم الخاص بالانسان، يمكننا الحصول على فكرة عن الأسلاف، وفهم آثار ملايين السنين من التطور في خلايا الإنسان".

الحمض النووي للإنسان

تحتوي جميع الكائنات الحية على الحمض النووي، وهو مخطط الحياة الذي يحتوي على التعليمات اللازمة لنمو الكائن الحي وتطوره وتكاثره، وفي حين أن بعض أقسام الحمض النووي المعروفة باسم الجينات "أو المورثات" قد تطورت على مدى ملايين السنين، إلا أن البعض الآخر ظل دون تغيير ولذلك يسميها العلماء باسم الجينات "المحمية من التطور".

يحتوي الجينوم البشري على حوالي 20 ألف جين تحمل رموزاً لصنع جميع البروتينات في الجسم، كما أن لديها تعليمات توجه أين ومتى وكم من البروتينات يتم إنتاجها.

هذه الأجزاء من الجينوم، المعروفة باسم العناصر التنظيمية، يصعب تحديدها أكثر من تحديد الأجزاء التي تصنع البروتينات.

جينات الحيوانات مرتبطة بالأمراض البشرية

لذلك أراد الباحثون معرفة ما إذا كان بإمكانهم تحديد هذه المناطق بدقة من خلال تحليل جينومات الثدييات كجزء من مشروع "زونوميا" Zoonomia، وهو أكبر مورد لعلم الجينومات التي تقارن بين الثدييات في العالم.

وذلك لأن بعض الجينات البشرية لها أوجه تشابه عديدة مع الحيوانات: يتشارك البشر 98.8٪ من المادة الوراثية مع أقرب أقربائهم، وهو الشمبانزي، ومن خلال إجراء دراسات مفصلة، تمكن الباحثون من تحديد مناطق الجينوم البشري ذات الوظائف غير المعروفة سابقاً.

ويعتقد العلماء أن هذه المناطق من المحتمل أن تكون عناصر تنظيمية وتلعب دوراً رئيسياً في عمل الجينوم، حيث يُعتقد أن الطفرات في هذه المناطق لها دور في نشأة بعض الأمراض أو الاضطرابات.

وقالت "كريستين ليندبلاد توا" أستاذة علم الجينوم المقارن في جامعة أوبسالا وأحد قادة اتحاد الباحثين: "إن نسبة كبيرة من الطفرات التي تؤدي إلى أمراض شائعة، مثل مرض السكري أو اضطراب الوسواس القهري، تقع خارج الجينات ولها علاقة بتنظيم الجينات، تسهل دراساتنا تحديد الطفرات التي تؤدي إلى المرض وفهم الأخطاء التي قد تحدث".  

المصدر: مجلة العلوم