الضوء الأزرق يسبب العديد من الأمراض على رأسها السرطان

الضوء الأزرق يسبب السرطان وداء السكري واضطرابات النوم

توصلت دراسة جديدة إلى أن الضوء الأزرق له جانب مظلم أيضاً على الرغم من كونه صديقاً للبيئة، إذ يمكن أن يؤثر على النوم ويحتمل أن يسبب العديد من الأمراض على رأسها السرطان وداء السكري وأمراض القلب، بالإضافة إلى السمنة.

تأثير الضوء الأزرق على ساعة الجسم البيولوجية

قبل ظهور الإضاءة الاصطناعية، كانت الشمس هي المصدر الرئيسي للإضاءة، وكان الناس يقضون أمسياتهم في ظلام نسبي، أما الآن، وفي كثير من أنحاء العالم، يسهر الناس على الأضواء، ويعتبرون هذه الإضاءة مسألة طبيعية لدرجة أنها لا تستحق التفكير.

الضوء الأزرق يسبب اضطرابات النوم

لكننا ربما ندفع ثمناً باهظاً للاستمتاع بكل هذا الضوء، ففي الليل، يؤثر الضوء على ساعة الجسم البيولوجية، وعلى إيقاع الساعة البيولوجية، بشكل غير طبيعي، ويسبب اضطرابات النوم، والأسوأ من ذلك، تظهر الأبحاث أنه قد يساهم في التسبب في الإصابة بالسرطان والسكري وأمراض القلب والسمنة.



ليست كل ألوان الضوء لها نفس التأثير، حيث يبدو أن الأطوال الموجية الزرقاء، التي تكون مفيدة خلال ساعات النهار لأنها تعزز الانتباه وأوقات رد الفعل والمزاج، هي الأكثر تأثيراً خلال الليل، كما أن انتشار الأجهزة الإلكترونية ذات الشاشات، فضلاً عن الإضاءة الموفرة للطاقة، يزيد من تعرضنا للأطوال الموجية الزرقاء، خاصة بعد غروب الشمس.

كل شخص لديه إيقاعات يومية مختلفة قليلاً، لكن متوسط طول الإيقاع اليومي هو 24 ساعة وربع ساعة، ويختلف الإيقاع اليومي للأشخاص الذين يسهرون إلى وقت متأخر بحيث يكون أطول قليلاً، في حين أن إيقاعات الطيور مثلاً تقل عن 24 ساعة.

وأظهر الدكتور تشارلز تشيزلر من كلية الطب بجامعة هارفارد، في عام 1981، أن ضوء النهار يحافظ على توافق الساعة الداخلية للشخص مع البيئة.


الضوء الأزرق سبب أمراض القلب والسكري والسمنة

تشير بعض الدراسات إلى وجود صلة بين التعرض للضوء في الليل، مثل العمل في النوبة الليلية، ومرض السكري وأمراض القلب والسمنة، هذا ليس دليلاً على أن التعرض للضوء ليلاً يسبب هذه الظروف، كما أنه ليس من الواضح لماذا يمكن أن يكون الضوء سيئاً بالنسبة لنا.

ألقت دراسة أجرتها جامعة هارفارد الضوء على الصلة المحتملة بمرض السكري وربما السمنة، ووضع الباحثون 10 أشخاص على جدول زمني بحيث يتغير تدريجياً توقيت إيقاعاتهم اليومية، ولاحظوا ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما دفعهم إلى حالة ما قبل السكري، وانخفضت مستويات هرمون اللبتين، وهو هرمون يجعل الناس يشعرون بالشبع بعد تناول الطعام.

كما يمنع التعرض للضوء إفراز هرمون الميلاتونين الذي يؤثر على إيقاع الساعة البيولوجية، وحتى الضوء الخافت يمكنه أن يتداخل مع إيقاع الساعة البيولوجية للشخص وإفراز الميلاتونين.


وأكد ستيفن لوكلي، الباحث في موضوع النوم في جامعة هارفارد أن الإضاءة الليلية الخافتة جداً لها تأثير على إفراز الميلاتونين، وقال لوكلي أن الإضاءة في الليل هي أحد أسباب عدم حصول الكثير من الناس على قسط كافٍ من النوم، ويربط الباحثون بين النوم القصير وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، فضلاً عن مرض السكري ومشاكل القلب والأوعية الدموية.

المصدر: جامعة هارفارد