إدراك حس الفكاهة مرتبط بنشاط دائرتين عصبيتين في الدماغ

إدراك الفكاهة يعتمد على دائرتين عصبيتين مختلفتين في الدماغ

توصل علماء من معهد دو سيرفو، معهد باريس للدماغ في فرنسا إلى اكتشاف مذهل يربط النشاط العصبي عالي التردد، المرتبط عادةً بالمهام التي تتطلب المشاركة المعرفية، بتقدير حس الفكاهة.

وسلطت النتائج التي توصلوا إليها، والتي نُشرت في مجلة علم النفس العصبي Neuropsychologia، الضوء على الآليات المعرفية والعصبية الكامنة وراء القدرة على فهم الفكاهة.

دور الفص الصدغي معالجة المنبهات الفكاهية

أكدت الأبحاث السابقة وجود دور مهم للفص الصدغي في معالجة المنبهات الفكاهية أو تلك المرتبطة بالعناصر الكوميدية، وللتعمق أكثر، قام الباحثون بتحليل التسجيلات الكهربية لدماغ 13 مريضاً مصاباً بالصرع والذين تم زرع أقطاب كهربائية عميقة في الدماغ لتقييم حالتهم قبل إجراء الجراحة للصرع المقاوم للعلاج.

وسمحت هذه التقنية بفحص دقيق للنشاط العصبي عبر مناطق قشرية مختلفة بمقياس ميلي ثانية، على عكس المعلومات المحدودة التي تم الحصول عليها من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي fMRI.


إدراك الفكاهة يعتمد على دائرتين عصبيتين مختلفتين

أثناء الدراسة، تم توجيه المرضى لمشاهدة مقطع مدته ثلاث دقائق من فيلم تشارلي شابلن الكلاسيكي "سيرك" 1928"، بينما تم تسجيل نشاط الدماغ، وقبل التجربة، قامت مجموعة من المتطوعين الأصحاء بتقييم الطبيعة الكوميدية لكل إطار في الفيلم، ومن خلال مقارنة النشاط العصبي خلال أكثر المشاهد تسليةً بتلك التي كانت أقل تسلية، قدم الباحثون ملاحظات مهمة.

لاحظ الباحثون أن المقاطع المضحكة كانت مرتبطة بزيادة في موجات غاما عالية التردد وانخفاض في الموجات منخفضة التردد، وتشير هذه النتائج إلى أن النشاط العصبي عالي التردد، والذي يظهر في المهام التي تتطلب الكثير من المشاركة المعرفية، هو أيضاً علامة على تقدير وفهم الفكاهة".

ومن المثير للاهتمام أن الدراسة كشفت عن وجود علاقة عكسية بين الترددات العالية والمنخفضة على وجه التحديد في مناطق الفص الصدغي، مما يشير إلى أن معالجة المحتوى الفكاهي تختلف عبر مناطق ووظائف الدماغ المختلفة، وأصبح من الواضح أن إدراك الفكاهة يعتمد على إشراك دائرتين عصبيتين مختلفتين وهما الإدراكية والعاطفية.

وفقاً للنظرية السائدة، تكتشف الآلية المعرفية التناقض في الواقع، بينما تولد الدائرة العاطفية استجابة عاطفية إيجابية لهذا التناقض.


الفص الصدغي مسؤول عن تقدير الفكاهة

وقال الباحثون: "تدعم نتائجنا هذه النظرية، حيث نؤكد الدور البارز للفص الصدغي في تقدير الفكاهة، ومن المحتمل أن تكون الأجزاء الأمامية من هذه المنطقة، والتي تشارك في الذاكرة الدلالية، مسؤولة عن تحليل المشهد واكتشاف محتواه غير المتوافق، وعلى العكس من ذلك، يمكن أن يتوافق تنشيط أجزائه الخلفية مع فهم الجانب غير المعتاد، وبالتالي، فهم الجوانب المسلية لبعض التفاعلات الاجتماعية".

المصدر: مجلة علم النفس العصبي