كشفت معلومات، بأن الرئيس السوري بشار الأسد وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ناقشا بعمق الملف اللبناني، وذلك على هامش القمة العربية التي عُقدت في السعودية في 19 من الشهر الحالي.
وأكدت مصادر مطلعة لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، بأن الملف اللبناني "نوقش بعمق وفي التفاصيل" خلال لقاء الأسد و بن سلمان، مشيرة إلى أن هذا الملف لم يكن "ذا أولوية" فحسب، وذلك بحسب ما ذكرت صحيفة "الرياض" السعودية، الخميس الماضي، قبل أن تحذف المقال عن موقعها الإلكتروني، وهو ما اعتبره فريق 14 آذار باعتباره نفياً سعودياً، بحسب المصادر.
وأشارت المصادر، بأن زيارة الأسد جاءت تتويجاً لمسار بدأ منذ أشهر طويلة، وأن اللقاء بين الجانبين لم يركّز على تعزيز العلاقات الثنائية، باعتبارها مسألة سبق أن وُضعت اللمسات الأخيرة عليها أثناء زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان لدمشق في نيسان الماضي، وأن الرئيس الأسد لم يشارك في القمة ليكون "نجمها" ويخطف أضواءها، "فمجرد عودة سوريا إلى الجامعة في قمة ترأسها السعودية كافٍ وحده لخطف الأضواء"، والأصحّ، بحسب المصادر نفسها، أن هذه المشاركة كانت ورقة "ثمينة" تمثل الاعتراف بدور سوريا المحوري في عدد من ملفات المنطقة، لذلك، كان اللقاء مناسبة لاستكمال البحث في الملفات الإقليمية التي تهم البلدين، ومن بينها الملف اللبناني والاستحقاق الرئاسي الذي تم تناوله "بعمق" والتطرق إلى "أدقّ التفاصيل فيه"، الأمر الذي انعكس في تراجع الرياض عن الفيتو الذي وضعته سابقاً على وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى الرئاسة، وانتقالها إلى الحياد السلبي، وقالت المصادر: "أمر طبيعي" أن يكون الملف اللبناني على أجندة اللقاء.
وذكَرت المصادر، بدعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في الذكرى السنوية السابعة للقائد الجهادي في حزب الله مصطفى بدر الدين، في 12 أيار الجاري، اللبنانيين إلى استغلال ذهاب الأسد لحضور القمة العربية، قائلاً: "اذهبوا إلى سوريا قبل أن يذهب الرئيس الأسد إلى قمة الرياض أفضل لكم"، لافتاً إلى عودة التأثير السوري في قضايا المنطقة، وبالتالي، "تأثيرها في الانتخابات الرئاسية في لبنان"، مؤكداً بأن دمشق "بقيت في مكانها ولم تغير موقفها ولا استراتيجيتها ولا محورها"، حيث أشارت المصادر بأن هذه التصريحات لم تسقط سهواً بل استندت إلى معطيات واضحة حول مسار المفاوضات السعودية - السورية، وإلى عودة الاعتراف السعودي بوزن دمشق ودورها.
وأشارت المصادر، إلى أن السعودية التي تعيد ترتيب أولوياتها في المنطقة، قد تكون مستعدة لقبول دور سوري أكبر في المنطقة، في إشارة إلى أن سليمان فرنجية يقف على تقاطع بين أفرقاء محور المقاومة، وبالتالي فإن الرياض ستجد وسيلة لإقناع "أصدقاء" السعودية وحلفاؤها في لبنان بضرورات المرحلة، بانتظار ما يحمله السفير السعودي وليد البخاري من معطيات جديدة، بعد عودته إلى بيروت قبل يومين، وأيضاً في ظل الحديث عن "تحول الموقف السعودي من مرحلة اللافيتو على فرنجية إلى موقف داعم قد ينعكس في كلمة سر لنواب لم يحسموا أمرهم بعد.