بلورات الملح في كويكب إيتوكاوا يمكن أن تحل لغز مصدر الماء على الأرض

منوعات

اكتشاف ملح الطعام في كويكب إيتوكاوا يغير طريقة فهم العلماء لظهور الماء على الأرض

16 حزيران 2023 14:59

لا يبدو أن الباحثين سوف يفقدون الاهتمام بكويكب إيتوكاوا، وذلك لسبب وجيه، فبعد اكتشاف البيروكسين، الذي يحتوي على الماء في هيكله البلوري، في عينة مأخوذة من كتلة صخرية من الكويكب، ظهر فريق آخر من جامعة أريزونا ووجد بلورات ملح قديمة، والتي لا يمكن أن تتشكل بدون وجود الماء.

وقال توم زيغا، كبير مؤلفي الدراسة وأستاذ علوم الكواكب في مختبر أريزونا للقمر والكواكب: "تبدو حبات الملح تماماً مثل ما ستراه إذا أخذت ملح الطعام من منزلك ووضعته تحت المجهر الإلكتروني، إنها هذه البلورات المربعة اللطيفة، كان الأمر مضحكاً أيضاً، وتبادلنا الكثير من المزحات المفعمة بالحيوية عن الأمر، لأن الأمر لم يكن واقعياً على الإطلاق".


في العادة، لن تعثر بسهولة على مجموعة من العلماء المتحمسين للبحث في مادة كلوريد الصوديوم أو الملح، وهناك سبب وجيه لذلك.

الصخور الفضائية أساس الماء على الأرض

بينما يواصل العلماء البحث عن إجابات حول كيفية بدء الحياة المعقدة على الأرض بالضبط، فإن العثور على هذه البلورات، التي لا يمكن أن تتشكل إلا في وجود الماء السائل، يضيف وزناً أكبر للنظرية القائلة بأن هذه الصخور الفضائية المتواضعة لعبت دوراً رئيسياً في هذه العملية.

ما هو أكثر من ذلك، هذه العينة هي من نيزك صخري جاء من كويكب إيتوكاوا القريب من الأرض، والذي يُعتقد أنه انفصل عن جسم أكبر بكثير في مرحلة ما.

بلورات ملح كويكب إيتوكاوا

ويمتد كويكب إيتوكاوا بطول 610 متر، وهو كويكب من النوع S ، مما يعني ببساطة أنه صخري، ولا يحتوي هذا النوع من الكويكبات عادةً على معادن حاملة للماء.

وقال زيغا: "لطالما كان يُعتقد أن النيزك العادي هو مصدر غير محتمل للمياه على الأرض، ولكن يخبرنا اكتشافنا لكلوريد الصوديوم أن هذه المجموعة من الكويكبات يمكن أن تحتوي على كمية من الماء أكثر بكثير مما كنا نظن".

وبينما تم العثور على كلوريد الصوديوم في عينات تم الحصول عليها من هذا الكويكب من قبل، لم يستطع العلماء استبعاد التلوث بالملح الموجود على كوكب الأرض بعد وصوله، ومع ذلك، فإن هذه العينة، التي التقطتها المركبة الفضائية اليابانية هايابوسا خالية من الملوثات، وأكدت أن البلورات جاءت من حجر قديم يخص الكويكب نفسه.

وقال زيغا أن "العينات الأرضية لم تحتوي على أي كلوريد صوديوم، لذلك نحن مقتنعون أن الملح الموجود في عينتنا يعود إلى الكويكب إيتوكاوا بعد أن استبعدنا كل مصدر محتمل للتلوث".

المصدر: مجلة الطبيعة