بعد سنوات من اختطاف داعش لها.. إيزيدي يجسد الوفاء والرجولة بمفاجأة لزوجته المحررة

تقارير وحوارات

رجل إيزيدي يجدد حفل زفافه على زوجته التي تحررت من داعش بعد تسع سنين من الاختطاف

20 حزيران 2023 21:26

جسد رجل من الأقلية الإيزيدية في العراق، المعنى الحقيقي للرجولة والوفاء بإقامته حفل زفاف للمرة الثانية لزوجته التي تحررت من قبضة تنظيم داعش الإرهابي بعد تسع سنوات من اختطافه لها.

حيث أقام دخيل حسن حفل زفاف لزوجته سامية سمو للمرة الثانية بعد تسع سنوات من اختطاف تنظيم داعش لها، مجددا بذلك عهود المحبة والوفاء ومدخلا السرور لقلب زوجته التي قاومت اليأس وتمسكت بأمل العودة لأحضان زوجها يوما ما.

وكان الشاب الإيزيدي دخيل، قد تزوج من الشابة الإيزيدية سامية في سنجار بالعراق في العام 2013، إلا أن فرحتهما لم تدم طويلا فبعد عام من هذا الزواج، اختطف تنظيم داعش زوجته سامية وعائلتها خلال اجتياحه لسنجار وتنكيله بالإيزيديين عام 2014، لتبتعد عن زوجها الذي استطاع النجاة من الاختطاف والموت ونزح إلى محافظة دهوك.

وبعد كل هذه السنوات المليئة بالغصة والألم واليأس من اجتماعهما معا مرة أخرى، سمع دخيل الذي مازال متمسكا بأمل عودة زوجته نبأ تحريرها من داعش، ليشكل الخبر مفاجأة أدخلت الفرحة لقلوب كل الأقارب والأصدقاء وكل من عرفهما، ليقرر أهل دخيل إقامة حفل زفاف جديد لهما.

وقد أقيم حفل الزفاف الكبير بمشاركة المئات من أهل العروسين وأقاربهما وأصدقائهما، إضافة إلى حضور رجال الدين الإيزديين بهدف دعم هذه اللفتة الإنسانية بحق ناجية من إرهاب داعش.

وفي حديث إلى موقع النهضة نيوز أوضحت الناشطة الحقوقية خالدة عزام بأن السبايا الإيزيديات تم اختطافهن من سنجار العراق في ٣ اب 2014، وبأن العدد الكلي للمختطفين على أيدي تنظيم داعش هو أكثر من 6400، وكلهم من الأيزيديين.

ولفتت إلى أنه قد تمّ تحرير 3532 شخصاً وهم 339 رجلاً و1199 من النساء والأطفال، مشيرة إلى أن هناك في مخيم الهول لا يزال عدد من المخطوفات الإيزيديات السبايا، تحت التعذيب المعنوي والجسدي حيث يتم بيعهن واغتصابهن.

وبينت عزام بأن المجلس الروحاني الإيزيدي والمجتمع الإيزيدي، أفتوا باستقبال جميع المخطوفات الناجيات من قبضة داعش وتكريمهن، واعتبارهن قديسات لدى المجتمع الإيزيدي والاحتفال بعودتهن، وتم عقد الزواج بينهن وبين الكثير من الشباب الإيزيدي كونهن ضحايا فتاوى ونصوص دينية أكل وشرب عليها الدهر، وتم تطبيقها على الإيزيديين المسالمين العزل لأنهم في نظر الاسلام المتطرف كفار ولا دينين.

وكشفت بأنهم طالبوا مجلس الشورى الإسلامي وأئمة الجوامع بتكفير السبي وملك اليمين وعدم التحريض على قتل الإيزيديين والأقليات الأخرى من أجل ان لا تتعرض الأجيال القادمة إلى ما تعرض له أجدادهم على مر التاريخ حيث تعرض الإيزيديين إلى ٧٤ إبادة جماعية، ولكن وللأسف لم نرى منهم أي خطوة إيجابية، مختتمة حديثها بالقول: "ولازالت الابادة مستمرة."

ويذكر بأن الإيزيديين هم أقلية في العراق وتعرضت عام 2014 لأبشع مشاهد الإرهاب من قبل تنظيم داعش الذي نفذ عمليات قتل جماعية بحقهم أودت بحياة الآلاف، واختطف أيضا الآلاف ومنهم نساء وأطفال ومارس كل أشكال التعذيب والاغتصاب ضدهم وأقدم على حرق بيوتهم ومعابدهم، وأدت جرائمه إلى تهجير مئات الآلاف من الإيزيديين.