المواد البلاستيكية الدقيقة تشكل خطراً كبيراً على الأمعاء

علوم

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تشكل خطرا كبيرا على صحة الأمعاء

26 حزيران 2023 13:14

من المحتمل أن تعاني أمعائك من وجود بقع بلاستيكية صغيرة، وهي حالة شائعة الآن للإنسان وللعديد من الحيوانات، وعلى الرغم من أن القطع صغيرة جداً، إلا أنها، كما أفاد الباحثون، في دراسة جديدة، فإنها قد تشكل خطراً كبيراً على صحة الإنسان.

تأثير اللدائن البلاستيكية الدقيقة على العضيات المعوية البشرية

من خلال اختبار كيفية تأثير اللدائن البلاستيكية الدقيقة على العضيات المعوية البشرية، باستخدام عينات من الأنسجة الصغيرة ذاتية التنظيم التي تحاكي الأمعاء الحقيقية، وجد الباحثون علامات على تأثيرات التهابية محتملة، بما في ذلك إطلاق السيتوكينات المرتبطة بمرض التهاب الأمعاء البشري IBD.

يوضح الباحثون أن هذا أمر مهم، لأنه على الرغم من علمنا أن المواد البلاستيكية الدقيقة بالإضافة إلى البلاستيك النانوي الأصغر يمكن أن تتراكم في أمعائنا وأنسجة الجسم الأخرى، ما زلنا نعرف القليل جداً عن كيفية تأثيرها على صحتنا.

ويرجع ذلك جزئياً إلى أن جزيئات البلاستيك انتشرت بشكل كبير جداً، وأصبحت موجودة في كل مكان في كوكبنا في غضون بضعة أجيال بشرية.

تتكون هذه الجزيئات من المنتجات البلاستيكية التي تتحلل إلى قطع أصغر بمرور الوقت، ويمكن أن تكون متينة وسهلة الحركة بشكل لا يصدق، مما يسمح لها بالظهور على ما يبدو في أي مكان على الأرض.

الجزيئات البلاستيكية منتشرة في المزارع والمحيطات والصفائح الجليدية

تنتشر الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في بيئات وشبكات غذائية في جميع أنحاء العالم، من المدن والمزارع إلى المحيطات والصفائح الجليدية، نحن نأكلها ونشربها ونستنشقها عن غير قصد على أساس منتظم، حيث يبتلع الشخص العادي الآن ما يقدر بـ 74000 جزيء بلاستيكي صغير كل عام.

وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة ينغ تشين، مهندس الطب الحيوي في جامعة تافتس: "نحن نعلم أن جزيئات البلاستيك موجودة في كل مكان في البيئة، وقد تم العثور عليها في أمعاء الإنسان والأنسجة الأخرى، مثل الدم، وحتى في المخ والمشيمة".

لاحظ الباحثون أن المواد البلاستيكية الدقيقة أصبحت منتشرة على نطاق واسع لدرجة أن العلماء الذين يأملون في دراسة آثارها الصحية على البشر يكافحون الآن للعثور على مجموعات سكانية غير متأثرة يمكنها أن تكون بمثابة مجموعات تحكم.

اللدائن البلاستيكية الدقيقة تسبب التهاب الأمعاء البشري

وعلى الرغم من أن الأبحاث السابقة قد وجدت علاقة بين اللدائن الدقيقة و IBD، فإن الدليل على العلاقة السببية لا يزال بعيد المنال، حيث تقدم الدراسات التي أجريت على الحيوانات نتائج مختلطة، تظهر تراكم جزيئات البلاستيك في الأمعاء والأنسجة الأخرى، ولكن لا توجد إجابة واضحة عن السمية أو الالتهاب.

لذلك جربت تشين وزملاؤها نهجاً مختلفاً للدراسة الجديدة، باستخدام العضيات المعوية البشرية لمساعدتهم على معرفة ما يمكن أن تفعله اللدائن الدقيقة في أمعاء الإنسان الحقيقية.

وتقول تشين: "يتيح لنا استخدام العضيات أن ندرس بالتفصيل آليات الامتصاص والمسارات المحتملة للمرض بطريقة يمكن أن تساعدنا في فهم النتائج المتغيرة حتى الآن".

ابتكر الباحثون نموذجهم للأمعاء البشرية عن طريق حث الخلايا الجذعية، المشتقة من عضويات أخرى، على التمايز إلى أنواع الخلايا المختلفة التي تحدث بشكل طبيعي في جدران الأمعاء البشرية الفعلية.

لقد أرادوا نسبة من الخلايا تشبه جدران الأمعاء الحقيقية، على أمل محاكاة البيئة المعقدة التي تؤدي فيها الخلايا وظائف حرجة مثل الامتصاص، وإنتاج الهرمونات، وإفراز المخاط، والاستجابات الالتهابية، من بين أمور أخرى.

وتقول تشين: "إنها خطوة مهمة عن نماذج الخلايا الأبسط التي غالباً ما تضمنت نوعاً واحداً فقط أو عدة أنواع من الخلايا، بعضها مشتق من خلايا سرطانية قد لا تظهر استجابات طبيعية".

اللدائن الدقيقة تتسبب في نشوء الآفات المعوية

أظهرت التجارب أنواعاً مختلفة من الخلايا وهي تمتص أحجاماً مختلفة من الجسيمات، تم أخذ أصغر اللدائن النانوية بواسطة الخلايا الظهارية، التي تبطن الجدران الداخلية للأمعاء، بينما تمتص الخلايا الدقيقة، التي تلعب دوراً مهماً في الاستجابة المناعية للأمعاء، جزيئات أكبر وترسلها إلى الأنسجة المعوية.

تعرّض النموذج المعوي للضرر فقط عندما كانت الخلايا الدقيقة موجودة وعندما كانت هناك تركيزات أعلى من جزيئات البلاستيك الصغيرة. ووفقاً للمؤلفين، يشير الضرر إلى أن اللدائن الدقيقة يمكن أن تسهم في تكوين الآفات المعوية.

المصدر: مجلة Nanomedicine