الاستحقاق الرئاسي اللبناني يترقب زيارة مفصلية للموفد الفرنسي ومشاورات سعودية وقطرية وإيرانية تدخل على الخط

الانتظار مجدداً .. ملف الرئاسة اللبناني يدخل في حالة جمود

عاد الجميع في الداخل اللبناني إلى الوقوف على رصيف الانتظار، ترقباً لما سيحمله موفد الرئاسة الفرنسية جان إيف لودريان في زيارته الثانية المنتظرة إلى بيروت خلال تموز المقبل، مما يفضي إلى أن الفترة الفاصلة، إلى حين عودته، ستكون قاحلة محلياً على مستوى الاستحقاق الرئاسي، وذلك بحسب ما أبلغت أوساط مطلعة صحيفة "الجمهورية".

ولفتت الصحيفة، إلى أن لا شيء متوقعاً في القريب العاجل على صعيد الاستحقاق الرئاسي، الذي دخل في حالة انتظار جديدة لعودة الموفد الفرنسي، والذي أنهى زيارته الأولى لبيروت بحصيلة مواقف راوحت بين مؤيد لعقد طاولة حوار وبين معارض لها، على أن يتم تحديد طبيعة خطوته اللاحقة في ضوء مشاورات بين باريس والرياض بشكل خاص وبين المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية بشكل عام، لاسيما في ضوء أعلنه لودريان قبل مغادرته حول العمل على "تسهيل حوار جامع بين اللبنانيين بغية التوصل إلى حل توافقي للخروج من الفراغ المؤسساتي والقيام بالإصلاحات الضرورية".

ورجحت الأوساط، بأن تكون زيارة لودريان الثانية مفصلية، باعتبارها في هذه المرة زيارة إجرائية وليست استطلاعية، والتي سينتقل خلالها من مرحلة المستمع إلى طَور الاقتراح، وذلك بالبناء على النتائج المستقاة من لقاءاته مع القيادات السياسية والمشاورات التي سيجريها مع الرياض والدوحة قبل أن يعود إلى باريس لاطلاع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون على حصيلة الجزء الأول من مهمته، معتبرة أن زيارة لودريان المقبلة ستوضح مصير حراكه، فإما الاستمرار في حال وجدت أرضية مشجعة، وإما المراوحة في المكان وبالتالي استبعاد انتخاب الرئيس قريباً.

و نقلت صحيفة "الجمهورية" عن مصادر مطلعة قولها: إن الموفد الفرنسي سيناقش مع المسؤولين في السعودية وقطر حصيلة اللقاءات التي أجراها مع الأطراف اللبنانية والبحث في إمكانية اتخاذ أي خطوة تساعد على تقريب وجهات النظر بين هذه الأطراف، لاسيما وأن مسؤولين من الرياض والدوحة تعهدوا بمناقشة الوضع اللبناني مع المسؤولين الإيرانيين، في الوقت الذي تردد فيه أن وفداً قطرياً يزور طهران حالياً.

وأشارت الصحيفة، إلى أن نتائج زيارة لودريان بدأت تتفاعل في مختلف الأوساط السياسية في لبنان، لدرجة أن بعض الأفرقاء السياسيين اعتبروا أن هذه النتائج جاءت انتصاراً لوجهة نظرهم، في إشارة إلى أن "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" المعارضَين بشدة لترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، استنتجا أن باريس تخلت عن مبادرتها القائمة على معادلة سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية ونواف سلام أو تمام سلام رئيساً للحكومة، وانها تتجه الى تأمين التوافق بخيار ثالث.