ارتباط تلوث الهواء بأمراض الخرف

علوم

تلوث الهواء يسبب مرض الزهايمر ويضاعف خطر الوفاة المبكرة

5 تموز 2023 14:37

هل سبق لك أن قضيت يوماً في مدينة فيها تلوث هواء سيئ لدرجة أنه عندما تنفث أنفك سيكون لون المخاط أسود؟ هل سبق لك أن سعلت عندما استنشقت أبخرة الديزل من حافلة عابرة وفكرت في نفسك، "حسناً، لقد نقص عمري لمدة عام كامل"؟ هل يمكن أن يكون هذا صحيحاً: أن تلوث الهواء يؤدي إلى الموت المبكر؟ الجواب، في الواقع ، هو نعم، ومن دون شروط.

تلوث الهواء يسبب أمراض القلب والرئة والوفاة المبكرة:

من المعروف أن تلوث الهواء يسبب سرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن وانتفاخ الرئة والربو وأمراض القلب والسكتة الدماغية، وقدرت إحدى الدراسات الحديثة في الصين أنه بالنسبة لأولئك الذين تبلغ أعمارهم 75 عاماً فما فوق، هناك 1166 حالة وفاة مبكرة لكل 100000 شخص، أي أكثر من 1٪. ولكن إذا لم يقتلك تلوث الهواء تماماً.

فهل يمكن أن يضعف تلوث الهواء ذاكرتك ويسبب الخرف بشكل عام ومرض الزهايمر بشكل خاص؟

ارتباط تلوث الهواء بالضعف الإدراكي:

تشير ثلاث دراسات من ثلاثة أجزاء مختلفة من العالم إلى أن تلوث الهواء قد يتسبب في ضعف الإدراك والخرف ومرض الزهايمر، في الدراسة الأولى، تعاون باحثون من الصين والولايات المتحدة لتحليل البيانات من الصين، ووجدوا أن التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء مرتبط بضعف الأداء في كل من الاختبارات اللفظية والرياضية.

وبالإضافة إلى ذلك، كان الأداء الضعيف في الاختبارات اللفظية أكثر وضوحاً بالنسبة للأفراد الأكبر سناً، خاصةً بالنسبة للرجال وأولئك الأقل تعليماً.

في الدراسة الثانية، درس الباحثون في إنكلترا 130978 بالغاً تتراوح أعمارهم بين 50 و 79 عاماً من 75 عيادة طبية في لندن، ووجدوا أنه في الفترة من 2005 إلى 2013، تم تشخيص إصابة 2181 من كبار السن من هذه العينة بالخرف: 39٪ يعانون من مرض الزهايمر، و 29٪ يعانون من الخرف الوعائي، و 32٪ بدون تشخيص محدد للخرف.

وكان البالغون الذين يعيشون مع أعلى تركيز سنوي لتلوث الهواء هم الأكثر عرضة للإصابة بالخرف من أولئك الذين لديهم تركيز سنوي أقل، ووجدوا أيضاً أن هذه الارتباطات كانت أكثر قوة بالنسبة لأولئك الذين تم تشخيصهم بمرض الزهايمر.

وفي الدراسة الثالثة، التي نُشرت في وقت سابق من هذا العام، قام باحثون من الولايات المتحدة، بما في ذلك جامعة جنوب كاليفورنيا وكلية الطب بجامعة هارفارد، بدراسة بيانات من 998 امرأة تتراوح أعمارهن بين 73 و 87 عاماً ممن خضعن لاختبارات معرفية وتصوير بالرنين المغناطيسي.

ووجدوا أن هؤلاء النساء اللاتي تعرضن لتركيزات أعلى من تلوث الهواء في السنوات الثلاث السابقة أظهرن اختلافين مقارنة بالنساء اللاتي تعرضن لتلوث أقل للهواء، فمن الناحية المعرفية.

أظهر أولئك الذين تعرضوا لمزيد من تلوث الهواء انخفاضاً أكبر في القدرة على تعلم قائمة الكلمات، ومن الناحية التشريحية، أظهروا مزيداً من الضمور والانكماش في تلك المناطق من الدماغ التي تتقلص عادةً بسبب مرض الزهايمر.

المصدر: جامعة هارفارد