الحل ممنوع .. واشنطن تعترض على أي تقارب مع سوريا

أخبار

وثائق تكشف عن سعي الولايات المتحدة لعرقلة عودة العلاقات العربية مع سوريا

7 تموز 2023 15:23

أفادت جريدة "الأخبار" اللبنانية، أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للحيلولة دون عودة العلاقات العربية مع سوريا.

وكشفت مجموعة من الوثائق الديبلوماسية التي اطلعت عليها "الأخبار"، عن سعي أميركي محموم لعرقلة عملية التطبيع العربي مع سوريا، بما فيها الحيلولة دون انفتاح الأبواب المغلقة بين دمشق وأنقرة.

وبحسب تلك الوثائق، فقد أكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، خلال لقاءها مع سفراء دول الخليج في واشنطن، أن إدارة بلادها ترفض عودة سوريا إلى الجامعة العربية، حيث كشف تقرير أعدته الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بأن ليف قالت، في جلسة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي في حزيران 2022: "إن الإدارة الأميركية لن تساند الجهود الرامية إلى تطبيع العلاقات مع النظام في دمشق"، وقد تم نقل هذه الرسالة على أعلى مستوى إلى جميع العواصم العربية، كما تضمنت الجلسة نفسها انتقادات للدول التي تتواصل مع دمشق وكذلك لمشاريع الغاز لصالح لبنان، كما شهدت الجلسة معارضة العديد من الشيوخ الجمهوريين لأي مساندة تدعم إعادة الإعمار في المناطق التي تخضع لسيطرة "النظام في سوريا"، وكذلك معارضة مرور مشاريع الكهرباء والغاز إلى لبنان عبر سوريا باعتباره انتهاكاً لـ"قانون قيصر".

كما كشفت الوثائق، عن قيام دبلوماسيين أمريكيين بإبلاغ دول عربية، باعتراض واشنطن على أي تقارب مع سوريا، حيث أبلغ نائب السفير الأميركي في المنامة ديفيد بروانستين، القائم بالأعمال الأردني، بأن بلاده تتفهم رغبة الدول العربية في تحسين العلاقات مع سوريا لأسباب سياسية أو اقتصادية، لكنها لا تتفق معها بأن يتم ذلك من دون "محاسبة النظام السوري".

وبحسب الوثائق، قالت مديرية شؤون الخليج في الخارجية الأميركية إيفينيا سيدارياس، لدبلوماسي خليجي في واشنطن، "إن المسؤولين الأميركيين تفاجأوا من قيام سلطنة عُمان برفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في سوريا، وإنهم يعارضون هذه الخطوة"، حيث كشف مسؤول في ملف الخليج في مجلس الشيوخ الأميركي لأحد الدبلوماسيين الخليجيين، أن واشنطن أعربت لمسقط عن استيائها من استضافتها لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد في 21 آذار 2021، لاسيما وأن السلطنة لم تبلغ الإدارة الأميركية بالزيارة مسبقاً.

وتشير الوثائق إلى قيام ديبلوماسيين أميركيين خلال لقاء مع وفد من "الائتلاف السوري" المعارض، بالتعهد بمنع محاولات إعادة تعويم "النظام السوري" إقليمياً ودولياً، مطالبين الائتلاف بالاستمرار في المشاركة في اجتماعات "اللجنة الدستورية" برغم تحفظاته على مخرجاتها، كما أقر مدير إدارة الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية ستيفن هيكي، بأن قيام دول خليجية وعربية بإعادة التمثيل الدبلوماسي مع دمشق أضعف الجهود المبذولة دولياً لعزل سوريا، وقال هيكي لسفير خليجي في لندن: "إن التوجه نحو تطبيع العلاقات بين معظم الدول العربية وسوريا بات أمراً واقعاً، لذلك يُستحسن أن يتم الأمر مقابل ثمن معقول".

كما كشفت الوثائق، عن قيام الإدارة الأميركية في شهر آذار من العام الجاري، بالتواصل مع عدد من الحكومات العربية في المنطقة، وسلمتها دعوة إلى اجتماع حول سوريا بعيد عن الأضواء في عمّان في 21 آذار 2023، محددة أهداف الاجتماع بضرورة عدم ربط المساعدات الإنسانية بإعادة الإعمار المحظور أميركياً حتى إشعار آخر، كما أبدت واشنطن استعدادها للعمل على تشجيع الدول التي تتواصل مع دمشق على استخدام تأثيرها من أجل الحصول على "تنازلات" من دمشق، وشملت الدعوة الأميركية عدداً من الدول الأوروبية، كبريطانيا وألمانيا وفرنسا، إلى جانب تركيا والسعودية ومصر والإمارات والعراق وقطر والأردن، وقد سجلت عدد من الدول العربية في وقتها، تحفظات عديدة على اللغة التي صيغت بها الدعوة، لاسيما لجهة اعتبار واشنطن أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية لم تتوفر شروطها بعد.