العوامل المؤثرة على الحاسة السادسة وطرق تقوية الحس العميق

علوم

الحاسة السادسة.. كل ما تريد معرفته عن الحس العميق

12 تموز 2023 12:52

تخيل أنك تتبع في يوم صيفي جميل، توجيهات نظام تحديد المواقع العالمي GPS للوصول إلى حفل شواء عند أحد الأصدقاء.

تسير خلف اتجاهات الخريطة في نفق، وفجأة تتحول تلك الخريطة الرقمية والأضواء الموجودة في النفق إلى اللون الأسود، أنت منذ لحظة كنت تعرف بالضبط مكان وجودك فيما يتعلق بالطريق والسيارات الأخرى، لكنك الآن غير قادر على تخيل مكانك في الظلام.

في هذه الحالة، قد تكون الاحتمالات متساوية بين ما إذا كانت خطوتك التالية ستأخذك بأمان من النفق أو ستقودك مباشرة إلى حركة المرور المعاكسة.

الحس العميق الصامت

تخيل الآن أنه بدلاً من أن يكون نظام تحديد المواقع العالمي GPS في حالة توقف تام، فإن نظام تحديد المواقع العالمي GPS الشخصي الخاص بجسمك لا يعمل بشكل صحيح، حيث يعد نظام تحديد المواقع العالمي GPS الداخلي أحد حواس الجسم الخفية، ويسمى الحس العميق أو الحاسة السادسة.

وعلى الرغم من أنك قد لا تلاحظ ذلك في الحياة اليومية، إلا أنه شعور لا يعرفه معظم الناس إلا بعد أن يفقدوه، كما يقول يورجن كونشاك، أستاذ الميكانيكا الحيوية والتحكم في الحركة العصبية في جامعة مينيسوتا.

وأضاف كونشاك: "أحياناً يسميه الناس الحس الصامت، لأنه لا يبدو واضحاً مثل السمع أو الرؤية، ومع ذلك، فإن الشخص الذي ليس لديه جهاز استقبال الحس العميق يعاني من ضعف كبير فيما يتعلق بقدرة هذا الشخص على الوقوف فقط والمشي، إن فقدان هذا الحس هو أمر مدمر حقاً للناس".

لماذا يعتبر استقبال الحس العميق ضرورياً؟

منذ سن مبكرة، نعرف بشكل فكري الحواس الخمس الرئيسية لجسمنا، وهي " البصر، التذوق، السمع، الشم، حاسة اللمس"، وبكل بساطة، يمكنك تخيل كيف يمكن أن تكون الحياة إذا فقدت إحدى هذه الحواس.

حيث يمكنك إغلاق عينيك أو تغطية أذنيك أو سد أنفك، ورغم ذلك، فإن محاكاة ما يشبه العيش بدون الحس العميق، وإلى حد ما اللمس، هو أمر يصعب تخيله.

تقوية الحاسة السادسة

يؤكد حميد شرخار، وهو أستاذ مساعد باحث في الهندسة الطبية الحيوية بجامعة "كيس ويسترن ريزيرف"، أن إحدى الطرق لتقدير عملية الحس العميق في جسمك هي حجب حاسة واحدة، مثل البصر، ثم الاعتماد على الحس العميق بدلاً عنه.

ويقول شاركار: "غالباً ما أطلب من الطلاب إغلاق أعينهم ولمس أنوفهم، أنت تعرف بالضبط مكان وجود أجزاء جسمك وكيف تتحرك، لكن استقبال الحس العميق يختلف عن حواسنا الأخرى لأنه يتعلق بإدراك الذات أو الوعي بموقف الجسم وحركاته".

تحويل الوعي بحركات الجسم إلى شعور بالحس العميق

تساعد المستقبلات الحسية في جميع أنحاء أجسامنا، بما في ذلك الأربطة والأنسجة العضلية لدينا، في جمع هذه المعلومات، لكن المخيخ والقشرة الحسية الجسدية الأساسية هي التي تقوم بمعظم العمل الثقيل لتحويل هذه المدخلات إلى شعور بالحس العميق ( الحاسة السادسة)، كما يقول شاركار.

المصدر: موقع Popular Mechanics