أكدت الدراسات الأخيرة أن القيلولة المنتظمة يمكن أن تبني دماغاً أكبر وتبطئ الشيخوخة العصبية، ولكن لم يتم تحديد قيلولة يومية حتى الآن.
القيلولة وصحة الدماغ
حيث نُشر البحث الذي تسبب في جنون وسائل الإعلام في شهر حزيران الماضي في مجلة النوم الصحي Sleep Health، لاستكشاف ما إذا كانت القيلولة مفيدة لصحة الدماغ على المدى الطويل، استخدم مؤلفو الدراسة بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهو قاعدة بيانات تضم معلومات وراثية وصحية متعمقة من نصف مليون مقيم في المملكة المتحدة.
وبفضل وفرة البيانات في البنك الحيوي في المملكة المتحدة، تمكنوا من ربط العديد من المتغيرات الجينية باحتمالية أكبر للنوم عند 378932 شخصاً، جميعهم تتراوح أعمارهم بين 40 و 69 عاماً، وتم قياس احتمالية الحصول على قيلولة بناءً على كيفية رد الأشخاص على السؤال، "هل تأخذ قيلولة أثناء النهار؟" كانت الخيارات "أبداً أو نادراً" و "أحياناً" و "عادةً".
التأثيرات الجينية لقيلولة النهار
قام الباحثون بفحص ما إذا كانت المتغيرات الجينية المرتبطة بالقيلولة مرتبطة باختلافات في حجم الدماغ في مجموعة من 35،080 شخص لديهم أيضاً بيانات مسح للدماغ، وهذا يساعد في تفسير المتغيرات المتعلقة بالبحث.
وأوضح جورج "ديفي سميث" أستاذ علم الأوبئة السريري في جامعة بريستول، أن "هذه التأثيرات الجينية لا تتأثر بأي شيء آخر قد تختاره أو لا تختاره في حياتك، يمكننا استخدام هذه المعرفة للتعرف على السبب والنتيجة، وتجميع الأشخاص وفقاً لرمزهم الجيني".
القيلولة ترتبط بحجم دماغ أكبر
عندما يتعلق الأمر بالقيلولة، هناك متغيرين رئيسيين يمكن أن يؤديا إلى تحريف البيانات وهما العمر والمرض، حيث يميل الأشخاص الأكبر سناً والأكثر مرضاً إلى النوم كثيراً ولمدة أطول لأنهم أكثر إرهاقاً، ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم متغيرات جينية مرتبطة بالقيلولة لديهم أدمغة أكبر قليلاً من الأشخاص الذين ليس لديهم هذه المتغيرات الجينية، بنسبة دماغ أكبر بحوالي 1.3 ٪، وهذا قد يبدو قليلاً، لكن مؤلفي الدراسة أشاروا إلى أنه يمكن أن يكون له تأثير كبير.
وكتب الباحثون: "اكتشافنا لإجمالي حجم الدماغ الأكبر لدى أولئك الذين يأخذون قيلولة بشكل معتاد يعادل تقريباً 2.6 إلى 6.5 سنة من الاختلاف في الشيخوخة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الاختلاف يعادل تقريباً الاختلاف في حجم المخ بين الأشخاص ذوي الوظائف الإدراكية العادية والضعف الإدراكي المعتدل".
المصدر: مجلة Sleep Health